الرد الصاعق لم يأت بعد
عاد سيد المقاومة ليؤكد ثانية خلال كلمته بمناسبة الليلة الاولى من عشرة عاشوراء انه لا عودة عن القرار المتخذ بان "اسرائيل" يجب ان تدفع ثمن اعتدائها على لبنان وان كل التهديد والتهويل لم ولن يمنع حصول الرد، الذي بات امرا محسوما، لكن التفاصيل متروكة لقادة الميدان الذين يتحركون في اطار رباعية الشجاعة والدقة والحكمة والمسؤولية.
تاكيد سماحته للمرة الثانية خلال ايام يعزز المؤكد في قناعة الاسرائيليين بان الرد امر حتمي ولا مناص منه حتى يعرف قادة العدو حدودهم ولن يتجرؤا مستقبلا على نسف قواعد الاشتباك بهدف خلق قواعد اشتباك جديدة لصالحهم.
فتأكيد سماحته على ان الموضوع هو ليس لرد الاعتبار بقدر ما هو تثبيت لقواعد الاشتباك التي ارسيت بعد حرب تموز المجيدة والذي يجب ان يلتزم بها العدو ويحترمها لانه انتهى ذلك الزمان الذي كانت "اسرائيل" تقصف لبنان وتبقى هي آمنة.
وما قام به العدو الصهيوني من اعتداء سافر على لبنان عبر المسيرات وقبلها على سوريا والعراق ليس دليلاً على قوته بل هو دليل على مأزقه لأن جميع احلامه قد تبخرت في العراق وسورية وكذلك في اليمن الذي كان يتطلع لتواجد مفتوح في البحر الاحمر ومضيق باب المندب لتأمين مصالحه واليوم فان المنطقة تشهد تحولا استراتيجيا ليس لصالحه بدءا من اليمن وانتهاءا بغزة وفلسطين التي ستقصم ظهره وهذا ما بدأ واضحا عقب الاعتداءات التي نفذها حيث خسر الكيان الصهيوني هيبته التي كانت اساسا متصدعة وهو اليوم مهزوز من الداخل ويحبس انفاسه بانتظار الرد الذي وعد به سيد المقاومة.
فالوضع داخل العدو مرتبك للغاية وان الاستنفار لم يقتصر على الجانب العسكري والامني فقط بل حتى على الجانب المدني وهذا مشهود على الحدود مع لبنان حيث لم تر أي ظهور بشري في الجهة المحاذية وكأن المستوطنات اصبحت اشباح لدرجة ان العدو اضطر ان يستعيض عن جنوده بدمى وهما منه لتلافي الخسائر مما اثار السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومما لا شك فيه ان نتنياهو وبخطأه التاريخي هذا قد زج المجتمع الصهيوني في اتون ازمة نفسية وحبس أنفاسه بانتظار الرد الذي اصبح كابوسا يؤرقه لم يعرف كيف يتخلص منه في وقت انه يعاني من ازمة المصداقية لدى قادته سواء العسكريين او السياسيين الذين لايفكرون الا بمصالحهم الشخصية.
والأمر الاخر الذي يزلزل باستمرار أركان الكيان الصهيوني وقوامة هو نهاية "اسطورة الجيش الذي لا يقهر" حيث كان الحصن الاخير الذي يحمي وجوده وهذا ما انتهى مفعوله والى الابد، المقاومة الاسلامية وفي أول رد فعل على الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية اعلنت انه تم عصر امس تدمير آلية عسكرية وقتل وجرح من فيها وهذا اول الغيث وليس الرد الصاعق الذي وعد به نصر الله للعدو.