الرئيس روحاني: سننفذ المرحلة الثالثة من تقليص التزاماتنا اذا لم تفِ اوروبا بالتزاماتها
طهران - كيهان العربي:- لوّح رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني بأن الجمهورية الاسلامية في ايران ستنفذ المرحلة الثالثة من إجراءاتها إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها.
وخلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، قال الرئيس روحاني: إن تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وأمن الملاحة في كل الممرات المائية هدفان أساسيان.
وكان رئيس الجمهورية كان قد أعلن في 27 آب/ أغسطس الماضي، أن طهران ستواصل تقليص التزاماتها النووية إذا لم يتم رفع العقوبات الأميركية، لكنها ستبقي في الوقت ذاته باب الدبلوماسية والتفاوض مفتوحاً. وأشار الى أن مفتاح تطور العلاقات بين البلدين هو بيد واشنطن.
ولفت الى إن توجّه الجمهورية الاسلامية في ايران يتمثل بالحفاظ على الاتفاق النووي وتبذل جهودها باستمرار في هذا المسار، عادّا تنفيذ أطراف الاتفاق النووي لالتزاماتهم وتأمين الملاحة الحرة في جميع الممرات المائية ومنها الخليج الفارسي ومضيق هرمز بمثابة هدفين رئيسيين في المفاوضات الجارية.
ونوه الرئيس روحاني الى إن عدم الالتزام بالاتفاق النووي والانسحاب الاميركي الاحادي الجانب من الاتفاق أثار مشاكل عديدة على صعيد العلاقات بين ايران والبلدان الاخرى، معرباً عن أسفه في ذات الوقت لأن البلدان الاوروبية، عقب الانسحاب الاميركي الاحادي من الاتفاق، لم تتخذ أية خطوة عملية في مسار تنفيذ تعهداتها.
وأكد إن إزالة جميع أشكال الحظر المفروض على ايران يمهّد للمفاوضات المقبلة، مشدداً: أن اوروبا إذا لم تستطع الوفاء بالتزاماتها فإن ايران ستنفذ المرحلة الثالثة من تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي ومن البديهي أن هذه الخطوة، كالمراحل الاخرى، بالامكان العدول عنها.
كما شدّد أن بنود الاتفاق النووي لايمكن تغييرها وعلى جميع الاطراف الالتزام بمفادها.
من جهة اخرى أعرب رئيس الجمهورية عن استيائه للاوضاع الجارية على الشعب اليمني البرئ والمظلوم، مشددا: أن لاحل عسكرياً للازمة في هذا البلد بل ينبغي بذل الجهود لاطلاق حوار سياسي وخطوات ضرورية من اجل التوصل الى سلام عادل وإرساء أمن مستدام في اليمن.
واعتبر أن المحاولات الجديدة الرامية لتأجيج نيران الحرب في المنطقة لايصب لصالح أي بلد، موضحاً: أن ساسة الكيان الصهيوني ارتكبوا أخطاءً جسيمة في حساباتهم ازاء البلدان الاخرى ومنها ايران والعراق ولبنان وسوريا وبدلاً من الاعتذار يفخرون بممارساتهم العدوانية.
وقال: إن المتوقع من فرنسا، باعتبارها بلد دائم العضوية في مجلس الامن الدولي، أن تسعى في مسار تنفيذ قرارات مجلس الامن وحماية ميثاق الامم المتحدة.
من جهته وصف الرئيس الفرنسي "ماكرون"، خلال الاتصال الهاتفي زيارة وزير الخارجية الدكتور ظريف لبلاده بالايجابية، وعدّها بمثابة تأكيد على حرص الجمهورية الاسلامية في ايران على تأمين مصالح ايران والتزامها بمبدأ التفاوض.
ولفت الى إن الخبراء الايرانيين والفرنسيين حققوا نتائج طيبة على صعيد ايجاد حلول للمشاكل القائمة، كما إن اجتماعا يضم الخبراء الاقتصاديين من كلا البلدين سينعقد في باريس خلال الاسبوع الجاري، معربا عن ثقته في ايجاد حلول للمشاكل العالقة عبر المفاوضات، عادّا هذا الامر بالقرار الصحيح ومؤكدا في ذات الوقت على الاستمرار بهذا النهج حتى بلوغ النتائج المناسبة.
ووصف الرئيس الفرنسي انهيار الاتفاق النووي بأنه سيبعث على ابتهاج العديد من المتطرفين على الصعيد الدولي، مؤكدا على البحث عن اسلوب لضمان المصالح المتبادلة، "وفي هذا السياق فإن فرنسا تسعى لايجاد حلول للمشاكل السياسية والاقتصادية في العلاقات مع ايران وخفض التوتر في المنطقة".