مسح للدماغ قد يتنبأ بمرض ألزهايمر
مع تزايد الأدلة التي تشير إلى أن تلف الدماغ الناجم عن مرض ألزهايمر يبدأ قبل سنوات من ظهور الأعراض، فقد بدأ المرضى القلقون وعائلاتهم اللجوء إلى فحوصات PET؛ لمعرفة ما إذا كانت لديهم بوادر أو علامات حيوية.
وأعلن علماء في جامعة واشنطن في سانت لويس أنهم طوروا فحص دم للأميلويد يمكن أن يتنبأ بتطور لويحات في المخ، ولكن لن يتوفر إلا بعد سنوات في مكاتب الأطباء.
ويخشى بعض الخبراء من أن فحوصات التصوير المقطعي المحوسب تقدم فوائد قليلة بتكاليف باهظة.
وقال الدكتور كينيث لانجا، وهو باحث في جامعة ميشيغان ومؤلف: "هناك الكثير من الحوافز بما في ذلك الحوافز المالية لإجراء المزيد من الاختبارات والتدخلات، آمل أن نفكر مليا في الجوانب السلبية".
ما هي السلبيات؟
تحدث لويحات الأميلويد بشكل شائع في أدمغة كبار السن، ولكن ليس كل من يعاني من الأميلويد سيصاب بالخرف، ولا يعني فحص PET السلبي أن الشخص لن يصاب بالخرف.
وبحسب خبراء الإحصاء الحيويين بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، فإن الرجل البالغ من العمر 75 عاما بنسبة أميلويد 17.2% معرض لخطر الإصابة بألزهايمر.
بالنسبة للمرأة التي تبلغ العمر ذاته مع متوسط عمر أطول، فإن الرقم يبلغ حوالي 24%.
وقال الدكتور لانجا: "إذا بدأنا علاج كل شخص مصاب بمرض ألزهايمر قبل الظهور، فإننا سنتعامل مع الكثير من الأشخاص الذين يمكن ألّا يتطور لديهم مرض الخرف أبدا".
علاوة على ذلك، ما هي العلاجات التي ستكون؟ فشلت العديد من التجارب في العثور على الأدوية التي تمنع مرض ألزهايمر أو تبطئه أو تخفف منه، ربما لأن هذه العلاجات تم تقديمها للمرضى في فترة متأخرة من المرض.
وقال الدكتور رونالد بيترسن، وهو طبيب أعصاب: "كطبيب، عند لدى الحصول على معلومات الأميلويد عن مرضاي الذين يعانون من الأعراض، هل سأتمكن من فعل شيء؟ في الوقت الحالي لا أعتقد".
العقاقير المعتمدة لمرض ألزهايمر لها فوائد متواضعة في عدد من المرضى، ولفترة محدودة. ومع ذلك أظهرت دراسة نشرت مؤخرا، أن عمليات المسح PET للأميلويد الإيجابية تؤدي إلى استخدام أكبر لهذه الأدوية.
بعد فحص PET الذي اكتشف وجود لويحات أميلويد إيجابية، ارتفع استخدام عقاقير الخرف من 63 إلى 91%.
وأشار الدكتور لانجا إلى أن إيقاف الأدوية حتى بعد أن تكون نتيجة الفحص سلبية نادرا ما يتم، "بمجرد بدئه من الصعب إيقافه".
وقال الدكتور كين كوفينسكي، طبيب الشيخوخة بجامعة كاليفورنيا: "حتى لو كان المسح يكلف صفر دولار ، فلن أوصي به. هل تريد حقا أن تعرف أن لديك اميلويد في عقلك قبل سنوات من المشكلات المعرفية التي قد لا تتطور أبدا؟".
أما مؤيدو إجراء الفحوصات، فيجادلون بأن معرفة وضع الأميلويد قد يحفز المرضى على إجراء تغييرات في نمط حياتهم.
حيث إنه تم العثور على أن وقف التدخين وممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل أكثر صحية يمكن أن يحد من الخرف حتى بين أولئك الأشخاص المعرضين للمرض وراثيا.
في الوقت الحالي، ربما التكاليف الباهظة قد تمنع الكثير من إجراء المسح الضوئي، ولكن إذا تم اعتماده من قبل شركات التأمين فقد يجد العديد من المرضى طرقا لإجراء هذا الاختبار.