kayhan.ir

رمز الخبر: 100103
تأريخ النشر : 2019August28 - 20:25

الكيان الصهيوني تحت طائلة الكابوس

بعد انكشاف الدعم الاميركي وزيفه في توفير الحماية لبعض دول مجلس التعاون التي راهنت على ترامب ووعوده تصور الكيان الصهيوني ونتنياهو بالذات واهما بانه حان الوقت ليلمأ هذا الفراغ من خلال تحرك عسكري كان اشبه بالانتحار وعلى ثلاث جبهات وفي وقت واحد، فبدأ بالعراق حيث هاجم بالدرون خمسة مخازن ذخيرة للحشد الشعبي ومن ثم وجهة ضربة داخل سوريا على انها موقع لفيلق القدس ثم تبين لاحقا انه مقر لحزب الله وكانت الاخيرة بيروت حيث ارسل طائرتي درون لاستهداف الضاحية وهنا كان بيت القصيد حيث أراد من ذلك تحقيق اكثر من هدف وكان الاكبر هو تغيير قواعد الاشتباك الذي فرضه عليه حزب الله بعد حرب تموز المجيدة وكان هذا اول عدوان على لبنان بعد 13 عاما من لجمه.

نتنياهو الذي بنى آماله العريضة على هذه العملية الانتحارية للعودة الى رئاسة الحكومة مرة اخرى للتخلص من السجن الذي ينتظره بسبب ملفات الفساد التي تلاحقه هو اليوم يواجه مأزقا خطيرا حيث انكشفت العملية وبانت فشلها وليس لم يحقق أي من أهدافه بل أن ما خطط له تغيير قواعد الاشتباك انقلب عليه سلبا وسجلت نقاط قوة اضافية لصالح المقاومة الاسلامية في تأمين الحماية للسماء اللبنانية ومنع الوصول اليها اضافة الى أن المشهد على المقلب الاخر للحدود مع فلسطين المحتلة أصبح كمن يخيم عليه شبح الموت حيث اختفت الدوريات العسكرية لجنود الاحتلال وعناصره في نقاط المراقبة وباتت القرى المجاورة خالية من المارة واما في الجانب اللبناني فالحياة عادية جدا وأبناء القرى يزاولون اعمالهم اليومية وهم في أوج نشاطاتهم وتحركاتهم بل اكثر قوة وهمة واصرارا على مواصلة طريق المقاومة.

ولا شك أن ما اقدم عليه نتنياهو مؤخرا بتصور ساذج أنه يدق اسفين الفرقة من خلال ضرب الحشد الشعبي في العراق أو الضاحية في لبنان خرجت النتائج عكسية تماما فقد خرجت الساحة العراقية اكثر التحاما وانسجاما برئاساتها الثلاث ببيان اكدت فيه ان الهجوم على الحشد هجوم على السيادة العراقية وهكذا تجسدت وحدة الموقف في لبنان عبر المواقف المبدئية التي اطلقها الرئيس عون وكذلك رئيس الحكومة سعدالحريري وكذلك تجسدت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في بيان المجلس الاعلى للدفاع الوطني.

اما الخسائر الكبيرة التي جلبها نتنياهو لكيانه ولمجتمعه الصهيوني تكاد لا تحصى فمنذ أن هدد الامين العام لحزب الله سماحة السيد نصر الله الكيان الصهيوني بالرد الحاسم على عدوانه، اصبحت الحياة شبه مشلولة في المجتمع الصهيوني نفسيا وهو يعيش حالة الذعر والخوف الشديدين وينتظر في أية لحظة ضربة مباغتة لا يعرف من اين تأتيه ومتى تأتيه وهذه براعة السيد وذكائه وخبرته في قيادته للحرب النفسية التي يجيدها فقد ابقى الباب مفتوحا للأيام القادمة وكلما طالت تكون حرب الاستنزاف النفسية قد أتت اكلها بشكل اكبر وتنهك كل مؤسسات الدولة وأولها العسكرية والامنية فهذه الحالة تشبه من ينتظر حكم الاعدام التي هي اشد ايلاما من الاعدام.

فرد حزب الله آت لا محالة وهذه قناعة الاسرائيليين قبل غيرهم لاعتقادهم بصدقية السيد، اما المفاجئة ما هي طبيعة هذا الرد وحجمه ومكانه وزمانه؟

وهذا هو الذي يؤرق الكيان الاسرائيلي قيادة ومجتمعا ويتآكل لحظة بلحظة حتى تحين ساعة الصفر!!