الصين والاتحاد الأوروبي؛ يد واحدة في مواجهة حرب ترامب التجارية
لم يكن يخطر ببال الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن تضع الصين والاتحاد الأوروبي خلافاتهما التجارية جانبا ويقفا صفا واحدا في مواجهة الرسوم الضريبية التي فرضتها الولايات المتحدة حتى على حلفائها في الاتحاد الأوروبي.
أصدر ترامب مؤخرا رسوما ضريبية على واردات الفولاذ بنسبة 25 بالمئة والألومينيوم بنسبة 10 بالمئة من أوروبا والصين، ولكن لم تقف هذه الدول مكتوفة الأيدي بل ردت بالمثل على خطوات ترامب.
فقد رفعت الصين رسوم استيراد قائمة سلع أميركية بقيمة 34 مليار دولار ووافقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع على خطة لفرض رسوم تجارية بحجم 2.8 مليار يورو على استيراد السلع الأمريكية وبدأت تنفيذ الخطة من الجمعة الماضية، ولكن علاوة على ذلك فقد اتفق كل من الصين والاتحاد الأوروبي على خطوات للتصدي لسياسة ترامب.
بكين وأوروبا تتفقان على التمسك بقواعد التجارة العالمية
ودعا الاتحاد الأوروبى والصين، من بكين إلى الدفاع عن "قواعد" التجارة الدولية، في إشارة واضحة إلى "حمائية" الولايات المتحدة المتصاعدة. فقد جرى الأوروبيون والصينيون لقاءات اقتصادية على مستوى عالٍ في العاصمة الصينية، في الوقت الذي يواجهان فيه توتراً اقتصادياً خطيراً مع واشنطن.
وجرى التركيز في بكين خلال الجولة السابعة من الحوار الاقتصادي على دعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وقضايا التجارة والاستثمار ولا سيما المفاوضات بشأن اتفاق حول الاستثمار، الحوكمة الاقتصادية، وكذلك ملف الاقتصاد الرقمي والمناخ والتعاون البيئي.
وقال نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي: "اتفق الفريقان على مواجهة الأحادية والحمائية بشدة، ومنع انعكاس تداعيات مثل هذه الممارسات على الاقتصاد العالمي، أو حتى جر الاقتصاد العالمي إلى الركود".
وأعرب نائب رئيس المفوضية الأوروبية، يركي كاتاينن، من بكين، الذي ترأس الوفد الأوروبي، عن تأييده لموقف ليو مشيراً إلى دور منظمة التجارة العالمية، باعتباره "قلب نظام تجاري دولي مبني على قواعد".
اتفاق رغم الخلافات
المثير في الأمر أن الصين والاتحاد الأوروبي كانا على خلاف في ملفات اقتصادية وأتي الحوار بين الجانبين رغم الخلافات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بين الحين والآخر في ملفات اقتصادية كبرى، ومنها ما يتعلق بالحمائية وإغراق الأسواق وتقليد البضائع وغيرها. فطالما كانت الشركات والقادة الأوروبيون يشتكون بشكل منتظم من الوصول الى السوق الصينية التي يعتبرونها غير عادلة بالنسبة الى منافسيهم المحليين، ولكن في هذه اللقاءات سعى الاتحاد الأوروبي للحصول على تأكيدات من الصين بأنها ستتفاوض لانضمامها إلى خطة العمل العالمية على أساس عرض طموح وشامل، كما حث الجانب الأوروبي خلال الحوار الجانب الصيني على معالجة الإفراط في الإنتاج في قطاعات مثل الصلب والألمونيوم، ومنع الإفراط في مجالات أخرى بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا العالية. وفعلا اتفق الجانبان على العمل عن كثب لمعالجة الحواجز التي تمنع الوصول إلى الأسواق.
حرب تجارية معلنة
وفي الاسبوع الماضي اصبحت الحرب التجارية بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة معلنة مع بدء تطبيق رسوم جمركية اضافية على عشرات المنتجات الاميركية مثل الويسكي والجينز والدراجات النارية.
ورد الرئيس الاميركي دونالد ترامب على دخول الرسوم الجمركية الاوروبية الجديدة حيز التنفيذ بالتهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة من الاتحاد الاوروبي.
وشملت الرسوم الاوروبية الجديدة لائحة طويلة من السلع المنتجة في الولايات المتحدة مثل مواد زراعية (الارز والذرة والتبغ...) ومنتجات من الحديد الصلب وآليات (دراجات نارية وسفن...) والنسيج.
وهذه الرسوم هي رد الاوروبيين على فرض ترامب رسوما جمركية تبلغ نسبتها 25 بالمئة على الفولاذ و10 بالمئة على الالمنيوم على وارداتها من معظم دول العالم بما في ذلك على حلفائها.
أما الصين فقد ردت، السبت، على نزاع تجاري متصاعد مع الرئيس، دونالد ترامب، من خلال رفع رسوم استيراد قائمة سلع أميركية بقيمة 34 مليار دولار، بما في ذلك فول الصويا والسيارات الكهربائية والويسكي. وقالت الحكومة إنها ترد "بشكل متساو" على رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
وقبل الاتحاد الاوروبي، فرضت المكسيك التي شملتها الاجراءات الاميركية ايضا، رسوما ردا على واشنطن بينما تنوي كندا ان تحذو حذوها في بداية تموز/يوليو.