kayhan.ir

رمز الخبر: 96606
تأريخ النشر : 2019June26 - 20:51

لا للحوار الخادع مع أميركا

مهدي منصوري

يعتقد المراقبون ان الاتفاق الذي تم بين ايران ومجموعة دول (5+1) قد وضع الامور في نصابها وبصورة تضمن حقوق الشعب الايراني وحقوق تلك الدول لانه وبتطبيق هذا الاتفاق يخمد فتيل الازمات، ويتطلع العالم اجمع وبعد الاتفاق ان تسير الاوضاع وبالطريق الذي رسمه نحو عالم يسوده الامن والاستقرار.

الا ان مجيء الاهبل ترامب الى سدة الحكم في اميركا ولما رأت بعض الدول المعادية للجمهورية الاسلامية في المنطقة خاصة بعض مشيخات الخليج الفارسي ان الاتفاق يشكل انتصار طهران على الغطرسة الاميركية الحاقدة، فأستفادت من الغباء السياسي لترامب ومارست عليه الضغوط لان ينفك عن هذا الاتفاق ومن طرف واحد، بالاضافة الى ممارسةالضغوط على طهران من اجل اركاعها او اخضاعها لارادتها. وواضح ان ترامب لم يوافق على هذا الامر الا بعد ان اشترط على هذه المشيخات الهزيلة والمرعوبة انه لن يقدم على هذا الامر الا بعد ان تملأ جيوبه ذهبا وفضة، اي انه عقد صفقة تجارية مع هذه الدول ليستنزف كل امكانياتها المادية، وبعد تلقي ترامب الموافقة من حكام هذه المشيخات ظنا منهم ان خروج اميركا من االاتفاق وممارسة الضغوط سيضعف الجمهورية الاسلامية ويضعها في الزاوية الحرجة.

الا ان هؤلاء الاغبياء الحمقى لم يتعلموا من التجارب الكبيرة لتأريخ ايران المملوء بالمواقف البطولية الرائعة من خلال الصمود امام كل الاساليب التي مورست من قبل وعلى مدى اربعة عقود من الزمن من استهداف قادة الثورة وفي ابان انتصارها، والى اعلان العدوان الظالم ولمدة ثماني سنوات بالاضافة الى مختلف الضغوط التي رافقت هذا الاوضاع، ولكن جاءت النتيجة ان طهران ازدادت قدرة وقوة وتعاظم وتعملق وجودها والتي اصبحت وبما امتلكته من قدرات علمية وعسكرية وغيرها محط انظار العالم بحيث صارت رقما اساسيا في رسم سياسة المنطقة مما لا يمكن تجاوزه او التغاضي عنه.

واخيرا وبعد ان وصلت واشنطن وذيولها الخائبة من دول المنطقة الى طريق مسدود في تحقيق اهدافها المشؤومة ضد طهران لم يتبق لها الا ان تلجأ الى اسلوب خادع وهو ما ينعق به ترامب وبعض رجال ادارته وبعد الانكسار الكبير التي تمثل باسقاط الطائرة التجسسية المتطورة وهو الذهاب الى دعوة ايران الى الحوار او الجلوس على طاولة المفاوضات وكأن هناك غموض ما او شبهات تحتاج الى توضيح من قبل طهران، ومن هنا رأت الجمهورية الاسلامية انه لا داعي للمسير في هذا الطريق لان الامور واضحة وضوح الشمس وهو ما تم الاتفاق عليه مع مجموعة (5+1)، وان الدول الاووربية عدا اميركا لا ترى العودة الى ماراثون المفاوضات متطابقة مع وجهة نظر طهران.

ان الادارة الاميركية التي واجهت الفشل الذريع واسقط ما في ايديها خاصة وبمحاولاتها من خلال الضغوط المختلفة ان تفرض على ايران اجواء الاستسلام ورفع الراية البيضاء فلذلك ذهبت الى فذلكة وخدعة جديدة عسى ولعل ان تؤلب العالم على طهران لكي تستحصل ولو نصر صوري عليها.

ولكن اليوم فان قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي قد قطع الطريق على واشنطن عندما اعلن وبصريح العبارة ان "المقترح الاميركي للحوار مجرد خدعة، وان الامة الايرانية لن تتراجع امام العقوبات الجائرة والاهانات الاميركية". أي وبعبارة اوضح وبعد هذا التصريح القاطع فان طهران وضعت الكرة في ملعب واشنطن مما يفرض عليها ان تعيد كل حساباتها ومن جديد وبصورة تحترم فيه ارادة الشعب الايراني واحقاق حقوقه المشروعة لانها ادركت وبما لا يقبل الشك انها عاجزة عن ارتكاب اية حماقة ضد طهران لان الرد الايراني سيكون قاسيا وكارثيا وباهض الثمن ليس فقط على اميركا بل على المنطقة والعالم اجمع.