kayhan.ir

رمز الخبر: 95080
تأريخ النشر : 2019May27 - 20:31

"عدم الاعتداء" ضمان لأمن المنطقة وابعاد للدخلاء


اميرحسين

ما اطلقه مهندس الدبلوماسية الايرانية الدكتور ظريف من بغداد حول استعداد طهران لابرام اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول مجلس التعاون هو في الواقع الخطوة الاولى لتهدئة الاجواء في اطار استتباب الامن والاستقرار في المنطقة ونزع فتيل التوترات فيها والذي هو منشأه املاءات خارجية اكثر مما هي عوامل اقليمية.

فرسالة طهران التي تدعو الى الوئام والسلام وان لم تكن الاولى من نوعها فهي في الواقع لاتمام الحجة وسحب الذرائع ووضع النقاط على الحروف خاصة في هذه الظروف الحرجة التي يحاول الاميركان التصيد في الماء العكر لحلب المزيد من ثروات دول المنطقة من خلال اختلاق اجواء الحرب والتخويف منها، وقد سبق لطهران ان قدمت عدة مقترحات للتواصل والحوار مع بعض الدول المأزومة في المنطقة للخروج باتفاق ونتائج مرضية للطرفين لكن بقيت هذه المقترحات على الطاولة يتراكم عليها الغبار.

واليوم قد تكون الفرصة سانحة اكثر مما مضى لقبول هذا المقترح الذي يجنب المنطقة من شرور الدخلاء والطامعين بثرواتها ويوفر المزيد من الخيرات والاستقرار والعيش الكريم لابنائها.

وبالطبع فان تاكيد طهران على هذا المقترح نابع من حرصها الشديد ومسؤوليتها الاخلاقية والانسانية والتاريخية في الحفاظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة وكذلك التزاماتها بعدم التصعيد وتوتير الاجواء فيها لايمانها الراسخ بان اسلوب التواصل والحوار هو الاسلوب الأمثل والانجع لفض النزاعات وتنظيم العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل وتعزيز الثقة بينها. فتحرك طهران الودي في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة يحمل الجميع مسؤولية تاريخية للعمل بواجباتهم تجاه حفظ الامن والاستقرار فيها وابعاد المخاطر عنها وما زيارات السيد ظريف لكل من الصين وروسيا والهند وباكستان واليابان واخيرا لبغداد تأتي في هذا الاطار وكذلك احباط المخططات الاميركية المقيتة المبنية على اعتبار ايران عامل عدم استقرار في المنطقة. وما ان مدت طهران يدها الاستعداد لتوقيع اتفاق "عدم اعتداء" حتى خرجت بعض الاصوات الشاذة للتشويه على ذلك لكن العقلاء من ابناء المنطقة يثمنون هذا المقترح ويعتبروه اساساً منيعاً لبناء الثقة والعلاقات المتوازنة بين دولها.

فطهران المعروفة بمواقفها المبدئية وبقرارها المستقل واقتدارها المتعاظم تمتلك من الثقة بالنفس ما يفوق التصور لتكرر اليوم من موقع القوة الذي اجبر ترامب على التراجع عن تهديداته، استعدادها لتوقيع اتفاقية "عدم اعتداء" دليل على استيعابها لمشاكل المنطقة وسعة صدرها الكبير للتعاطي مع الاخرين رغم اساءاتهم لكن المصالح العليا لشعوب المنطقة تقتضي التغاضي لاهداف كبرى منها قطع يد الطامعين في ثرواتها وتجنبها المزيد من التهديد والخسائر وهذا يؤكد انه لا محدودية لدى طهران لحل المشاكل العالقة والذهاب الى أبعد ما يمكن خدمة للاهداف النبيلة العليا التي تقتضيها المصالح الاسلامية والعربية بعيدا عن الاملاءات الاجنبية.