kayhan.ir

رمز الخبر: 93035
تأريخ النشر : 2019April19 - 21:07

اميركا هي من تقود العدوان وليس التحالف


ما اقدم عليه الرئيس الاميركي ترامب يوم الاربعاء الماضي في استخدام الفيتو ضد قرار الكونغرس الذي طالبه بوقف الدعم الاميركي وبيع السلاح للتحالف السعودي، كان بمنتهى الغباء والحماقة حيث كشف للعالم حقيقة الوجه الاجرامي لاميركا في قيادتها لهذا العدوان على الشعب اليمني الذي يتعرض للابادة من خلال الحرب الغاشمة والتجويع وانتشار الاوبئة بسبب الحصار الظالم المفروض عليه.

ويأتي قرار ترامب التعسفي والعدواني ضد اليمن بعد يوم واحد فقط من اصدار"مجموعة الازمات الدولية" تقريرها التي ناشدت فيها لادارة الاميركية بالكف عن تأجيج الحرب على اليمن ومساعدة السعودية للخروج من هذا المأزق.

لكن على ما يبدو ان اميركا التي لا تتحمل رؤية دولة مثل اليمن تكون مستقلة وتملك قرارها بل تريدها دولة تابعة تنفذ اوامرها من خلال الرياض، مضطرة ان تكشف عن عورتها بهذا الشكل المفضوح وتنزل الى الساحة لان ادواتها عجزوا طيلة الاربع سنوات الماضية تحقيق اهدافها وهذه الخطوة تشكل فضيحة وسقوطا اخلاقيا للولايات المتحدة الاميركية التي تنعق ليل نهار زورا وبهتانا بانها تدافع عن حقوق الانسان وحقوق الشعوب لكن هذه المقولة اصبحت من الماضي ومن النكات الساخرة.

ومن سخرية القدر وهوانه ان ترامب الارعن يبرر قراره هذا بان الحوثيين اصبحوا يشكلون خطرا على 80 الف اميركي متواجدين في دول التحالف، لكن ليعلم ترامب بان الاستمرار في العدوان على بلد فقير ومتواضع بامكاناته كاليمن لن يكتب له النصر لان شعبه بما يمتلك من ايمان راسخ وارادة قوية جعل من هذه الارض على طول التاريخ مقبرة للغزاة واميركا ليست مستثناة من ذلك.

ان قرار ترامب العدائي والسافر والذي يتعارض اساسا مع القواعد والاعراف الانسانية والقانونية يؤكد ثانية رفضه لاي جهد دولي لانهاء وايقاف العدوان السعودي ـ الاماراتي على اليمن والذي يؤدي دورا وظيفيا لا اكثر وقد تلجأ اميركا في نهاية المطاف وعندها تحترق اوراق دول التحالف يتم اسقاطها وتحميلها مسؤولية ما حدث.

لكن ما يدعو الى التساؤل والتدقيق ان حركة الكونغرس ليست مبدئية ولا تنطلق من قواعد اخلاقية او انسانية، انما مجرد سمفوئية بهدف تبيض المؤسسات الاميركية على انها تعارض مثل هذه الخطوات وان الرئيس هو من يتحمل مسؤولية ذلك وليست الدولة الاميركية وهذا ضحك على الذقون لا اكثر.

لكن ما يدعو الى الوقفة والتأمل هي المفارقات العجيبة والمدهشة في تبرير الرئيس الاميركي للاستمرار في دعم العدوان على الشعب اليمني بان الحوثيين اطلقوا 36 صاروخا على السعودية وقد تناسى بان بلاده قد باعت 17 مليار دولار من الاسلحة والمعدات التي قصف بها الشعب اليمني وهذا ما علق عليه احد اعضاء الكونغرس ساخراً من الرئيس ترامب وتصرفاته اللامسؤولة والهوجاء.