kayhan.ir

رمز الخبر: 90622
تأريخ النشر : 2019February19 - 21:13

لنحذر خطر التحالف السعودي الصهيوني


قد لا يكون مستغربا ما كشفت عنه الكاتبة الاميركية جيم باكلي من ان وزير الدولة للشؤون الخارجية حاليا عادل الجبير عميلا للموساد الصهيوني، لان عبد العزيز آل سعود الملك المؤسس قد ضحى بارض فلسطين يوم اطلق على اليهود بالمساكين. ولا نستغرب ايضا لان آل سعود قد تعهدوا لبريطانيا ومن اجل مصلحة سعودية ضيقة ان يتنازلوا عن القضية الام وهي فلسطين لليهود والتي مازالت منذ 70 سنة حتى الان منبع للكوارث في العالم العربي والاسلامي.

وبناء على ما تقدم يمكن التأكيد من ان الذي يتولى الدبلوماسية السعودية ينبغي ان يكون ماسونيا ليحقق هدف مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود وهو فقط ليس التباكي على الكيان الصهيوني بل تقديم ما يمكن تقديمه من دعم سياسي واعلامي وما شابه لكي لا ينال هذا الكيان ما يؤدي الى اقلاق وارباك امنه.

ولذا فالمتابع لوزراء الخارجية في حكومة بني سعود فانهم مارسوا دورا قذرا بحيث اصبحوا المدافعين عن العدو الصهيوني في اغلب المحافل الاقليمية والدولية ووقوفهم بالضد من تحرك المقاومة ضد هذا الكيان ومن اي جهة كانت حتى ولو كانوا اهل الارض الفلسطينيين، ولما كانت الجمهورية الاسلامية التي اتخذت موقفا مساندا للفلسطينيين خاصة الذين اختاروا طريق مقاومة هذا الكيان بتقديم الدعم السياسي والاعلامي فانها اصبحت غرضا ومرمى للخارجية السعودية بحيث ان سعود الفيصل والذي جاء بعده الجبير لم يفتهما ان يهاجما ايران في كل مؤتمر او محفل من المحافل.

وما كشفته الكاتبة باكلي من عمالة الجبير للموساد مدعومة بالادلة القاطعة التي جعلها تشعر انها محظوظة بسبب الوصول الى تحقيق سبق صحفي في اكثر القضايا اثارة للجدل على مضي السنوات العشر المنصرمة على حد وصفها، ولفتت باكلي انه وخلال مقابلتها المسؤول الرفيع السابق في (اف بي اي) جيراردي الذي كشف ان وكالة المخابرات الاميركية قد بدأت بمراقبة الجبير بدءا من العام 1990 عندما اصبح المتحدث الرسمي باسم السفارة السعودية في واشنطن وبعد سنوات قليلة حامت الشبهات حول سعي الموساد الى تجنيد الجبير.

ومن هنا يمكن تأييد ما ذهبت اليه الكاتبة اذ ان الجبير الذي خلف سعود الفيصل وبصورة اثارت استغراب المراقبين لكونه بعيد عن الاسرة الحاكمة، تبين فيما بعد ان اختياره لم يكن قرارا سعوديا بل هو فرض عليهم من قبل الموساد الصهيوني الذي وجد فيه نعم العون لها في مواجهة محور المقاومة وعلى راسها ايران الاسلام. ولذا فالمراقب لتصريحات الجبير ومنذ الوهلة التي تسنم فيها منصب وزير الخارجية فانه يصب دوما جام حقده على طهران وحتى من دون سبب يدعو الى ذلك، وبصورة اثارت استغراب هؤلاء المراقبين، الا انه وبعد ان كشفت باكلي الامر بالامس القريب فان الاستغراب اخذ يزول لان الجبير وبكيل الاتهامات الى طهران لم يكن ذاتيا بل هو اتفاق مسبق بينه وبين اسياده رجال الموساد الصهيوني.

واخيرا فان مواقف السعودية التي تتطابق بكلياتها مع كيان العدو الصهيوني تشكل اليوم تهديدا مباشرا للعالمين العربي والاسلامي، وان الحلف السعودي ـ الصهيوني هذا قد سبب الكوارث للمنطقة على الخصوص، ولذا ينبغي التوجه الى الخطر الداهم القادم فيما اذا استمر هذا التحالف المشؤوم ولكن رغم ذلك فان المقاومة الاسلامية الفلسطينية اليوم والتي استطاعت بصمودها ورباطة جأشها ان تضع الكيان الغاصب في الزاوية الحرجة والضيقة وبامكانها ان تكسر هذا التحالف وترمي به الى البحر لان علامات انهيار وتصدع الكيان الغاصب قد بدأت تظهر وبصورة جلية للجميع بحيث لم يعد ينفعه لا الشيطان الاكبر اميركا ولا القوى الاخرى فكيف بالدولة الضعيفة الايلة للانهيار مثل السعودية.