kayhan.ir

رمز الخبر: 9021
تأريخ النشر : 2014October24 - 21:19

آحفاد 48 يثأرون!!

مهدي منصوري

الجريمة النكراء التي ارتكبها الصهاينة ضد ابناء الشعب الفلسطيني في عام48 والتي قامت على تهجير ابناء المقدسيين من ديارهم بشتى الاساليب لم تمح من ذاكرة احفاد الاجداد الذين ذاقوا مرارة التهجير لازالوا يتذوقون طعمها في حلقومهم.

وقد حاول العدو الصهيوني وبعد تلك الجريمة ان يعمل على تغيير معالم القدس الشريف ويستحوذ عليها بحيث يجعل منها ارضا يهودية صرفة، الا ان اصرار المقدسيين وصمودهم قد ا فشل هذا المشروع الصهيوني بحيث اصبح عاجزا عن تحقيق أي من اهدافه المشؤومة.

وبنفس الوقت والذي لابد لنا من الاشارة اليه ان الكيان الغاصب قد حاول ومن خلال بذل الإغراءات المالية وغيرها لكي يترك المقدسيون بلدتهم القديمة باتت بالفشل الذريع.

لذلك لم يتبق لديه سوى اسلوبه المعتاد والذي يعرفه الجميع الا وهو ممارسة القمع لابناء القدس المحتلة عسى ولعل وعن هذه الطريق ان يفرض عليهم اجواء قاسية قد تدفعهم الى الهجرة الى اماكن أكثر أمنا، الا ان اللافت في الامر ان المقدسيين قد عرفوا وادركوا جيدا لعبة العدو ولذلك فانهم اعدوا لها العدة ووطنوا انفسهم ان يلقنوه درسا قاسيا، وذلك من خلال صمودهم واستبسالهم في مقاومة ومواجهة العدوان مهما كان نوعه وحجمه، ولذلك لانجد يخلو يوم الا وتورد لنا وكالات الانباء المواجهات بين المقدسيين والشرطة الصهيونية بحيث اصبح شبه المسلسل اليومي في حياة المقدسين. وقد جاءت العملية البطولية الجريئة الاخيرة في القدس والتي استهدفت المستوطنين الصهاينة بحيث قتلت وجرحت اكثر من 10 منهم صصورة رائعة من صور صمود المقدسيين في مواجهة العدو بحيث جاء رد الفعل وعلى لسان احد قادة الاستخبارات الصهيونية من انه لايمكن ايقاف انتفاضة القدس بل يمكن التخفيف من حدتها مما يعكس هذا التصريح حالة اليأس التي تتملك العسكريين الصهاينة، وهذا الامر قد اوقع الكيان الصهيوني في مأزق كبير خاصة وانه يفقد من عناصره الكثير منهم المصاب ومنهم المجروح وقد يصل بعض الاحيان الى قتل بعض جنوده.

هذه الحالة الجديدة لم يألفها العدو من قبل مما سببت له حالة من القلق المستديم من خلال ما انعكس على وسائل اعلامه المرئية والمسموعة وذلك عما تصدره من تصريحات من المسؤولين هنا سواء كان العسكريون منهم او السياسيون.

وقد حاول العدو الصهيوني وفي اكثر من مناسبة ان يحتل المسجد الاقصى ويبعد الفلسطينيين عنه الا انه لم يتمكن من تحقيق ذلك مما اتضح عجزه الكبير امام صمود المقدسين الابطال.

وبناء على ماتقدم فان وسائل الاعلام في الداخل الفلسطيني او العالمية قد اخذت تسلط الضوء على مجريات الاحداث في القدس الشريف وبشكل يومي بحيث اعتبرت بعض الاوساط ان ما يجري وفيما اذا اشتدت وتيرته واستمر فانه سيبنئ عن بداية انتفاضة ثالثة تكون شرارتها على يد ا بناء 48 خاصة وان هذا الامر قد تناولته من قبل بعض الاوساط الاعلامية الصهيونية على الخصوص وباسهاب وعلى لسان كبار الخبراء والمحللين الصهاينة.

اذن فان العدو الصهيوني لم يكن امامه اليوم سوى طريق واحد فقط، وهو ان يكف عن محاولاته الاجرامية في اقتحام المسجد الاقصى، ويوقف مباشرة سيل المتطرفين الصهاينة من المستوطنين من تدنيسه من خلال دخولهم عنوة، وكذلك ايقاف مشروعه الداعي الى تقسيم القدس الشريف، والذي يتعارض هذا الامر لابسط قواعد حقوق الانسان. او انه يستعد لمواجهة واسعة وكبيرة تبدأ شرارتها من القدس حتى تعم الضفة والقطاع وبذلك ستكون فيه نهايته المحتومة، ادراكا منا ان كل الشعوب الاسلامية ستقف الى جانب هذه الانتفاضة لانها تعتبر دفاع عن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ويعكس بوضوح ان احفاد ابناء 48 قد بدأوا يفكرون وبجدية في اخذ الثأر لا اجدادهم وابائهم من العدوان الصهيوني الذي سامهم الويلات واذاقهم مرارة الحياة آنذاك.