kayhan.ir

رمز الخبر: 90068
تأريخ النشر : 2019February06 - 19:57

ما هو العلاج الجديد لمرض التهاب القولون التقرحي؟

بحثت دراسة طبية استعمال زراعة الميكروبات البرازية (Fecal microbiota transplantation) في معالجة التهاب القولون التقرحي، حيث أدى زرع هذه الميكروبات إلى التخفيف من أعراض هذا المرض لدى البعض، والتخلص من المرض في حالات أخرى.

وأجرى الدراسة أطباء من جامعة أديليد في أستراليا، وحظيت باهتمام كبير، فقد تواصلت شركة ميكروبيوتيكا من المملكة المتحدة مع الباحثين من أجل تطوير علاج فعلي يعتمد على تقنية زرع الميكروبات المستخدمة في هذه الدراسة.

وقال المشرف الرئيسي على الدراسة الدكتور كوستيلو إن الهدف النهائي هو صنع علاجات ميكروبية من شأنها أن تحل محل عملية الزرع. ويمكن أن يشمل ذلك حبوبا بكتيرية لها نفس فوائد عملية زرع البراز، ولكنها ستكون أكثر أمانًا وأقل تعقيدًا.

والتهاب القولون التقرحي أحد أمراض الأمعاء الالتهابية التي تؤدي في بعض الحالات إلى التهاب مزمن في الجهاز الهضمي. ووفقا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإنه بينما يؤثر داء الأمعاء الالتهابي على الجهاز الهضمي كله، يصيب التهاب القولون التقرحي الأمعاء الغليظة والمستقيم على وجه التحديد، وذلك وفقا للكاتب براين ماستروياني في تقريره الذي نشره موقع "هيلث لاين".

وأوضح الكاتب أن التهاب القولون التقرحي مختلف من حيث الخطورة، وتشمل أعراضه التغوط الدموي والمغص وآلاما ونزيفا على مستوى المستقيم وفقدان الوزن والإجهاد والحمى.

ولا تزال الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بهذا المرض بمثابة لغز للأطباء. والجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.

وفي عملية زرع الميكروبات البرازية يتم نقل عينات من براز متبرع سليم إلى شخص يعاني من مرض التهاب القولون التقرحي.

وتهدف هذه العملية بالأساس إلى نقل بكتيريا الأمعاء النافعة من المتبرع السليم للشخص المصاب، حتى يتسنى له استرجاع توازن بكتيريا النبيت الجرثومي المعوي الموجود في جهازه الهضمي.

وشملت الدراسة الحديثة زرع عينات من الميكروبات البرازية المعالجة لاهوائيا، أي التي أعدت في بيئة خالية من الأوكسجين، لدى 73 شخصا بالغا من الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي. في المقابل، خضع آخرون لعملية زرع للبراز الخاص بهم بواسطة تنظير القولون، تليها حقنتان شرجيتان على مدى سبعة أيام.

لقد أدت عملية الزرع التي أعدت في بيئة خالية من الأوكسجين إلى التخفيف من حدة المرض بنسبة 32 بالمائة، مقابل 9 بالمائة فقط بالنسبة لأولئك الذين خضعوا للعلاج الوهمي. ومن المحتمل أن يكون تحضير العينات في بيئة خالية من الأوكسجين المفتاح لهذا العلاج.

وقال أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الملكة إليزابيث ببرمنغهام والأستاذ المحاضر في كلية الطب بجامعة أديليد، الدكتور سام كوستيلو، إن التعرض للأكسجين يتسبب في موت العديد من بكتيريا الأمعاء، ونحن ندرك أنه مع استعمال العلاج اللاهوائي للبراز، يعيش عدد هائل من البكتيريا النافعة، حيث يتسنى لنا نقلها للمريض.

وأورد أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الدكتور بينجامين كليك أن عملية زرع الميكروبات البرازية تساعد على استعادة توازن الميكروبات البشرية، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي. وتعد هذه العملية طريقة ناجحة للغاية في علاج بكتيريا المطثية العسيرة، التي تعتبر السبب الرئيسي في الإصابة بحالات الإسهال الشديد والالتهابات".

مرحلة الدراسة

من جهتها نبهت الدكتورة نجوى الناشف، وهي أستاذة طب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بأنه لا بد من الإشارة إلى أن فوائد علاج زرع الميكروبات البرازية لا تزال في مرحلة الدراسة.

وأفادت الناشف أن هذه الدراسة الحديثة تشير إلى أن العلاج سيكون مفيدا، على الأقل بالنسبة لمجموعة من الأشخاص، لكننا لا نعرف بعد كيف سيحدث ذلك.

وفي الوقت الذي تشير فيه العديد من الدراسات إلى فوائد هذا العلاج، هناك بعض الأمور التي تدعو للقلق، مثل إمكانية الإصابة بالعدوى عند تلقي هذا العلاج.

وقالت الدكتورة الناشف إنها تدرك جيدا أن الأخبار حول هذا النوع من الأبحاث تعتبر مثيرة للاهتمام بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الالتهابات في الأمعاء. كما نصحت الناشف الناس المتلهفين لاكتشاف هذا النوع من العلاج بألا يحاولوا أبداً القيام بأي نوع من عمليات الزرع بأنفسهم، مؤكدة أن العلاج لا يزال في طور الدراسة، وفي حال كانوا مهتمين بهذا الأمر، فيجب عليهم البحث عن مستشفيات تجري تجارب سريرية تخضع للرقابة.