kayhan.ir

رمز الخبر: 86780
تأريخ النشر : 2018December09 - 20:45

القمة العرجاء


ما شهدته الرياض بالامس والذي اطلق عليه القمة الـ 39 لمجلس التعاون، لا يخرج كونه استعراض اعلامي لتخفيف الضغوط عن النظام السعودي وفك عزلته، لان العناوين العريضة التي عددها الزياني الامين العام لمجلس التعاون والغير قابلة للتطبيق حول التكامل بين دول المجلس سياسيا ودفاعيا واقتصاديا وقضايا المنطقة وايران لاتتناسب اساسا مع مستوى الحضور في ظل غياب ثلاثة من قادة دول المجلس التعاون والانقسام العميق الموجود بين الاعضاء ومنها الكويت وعمان تجاه العدوان على اليمن والعلاقة مع ايران ناهيك عن الخلاف النفطي بين الكويت والسعودية وسطوة الاخيرة على الحقلين المشتركين والمختلف عليه. اما قطر فلها رؤية اخرى لمقاطعتها لهذا الاجتماع وعدم اكتراثها لدعوة الملك سلمان لانها تعتبر ان هذا المجلس مختطف من قبل النظام السعودي وهي من تهيمن على قراراته وما سيصدر عن هذا المؤتمر الذي هو اشبه بالقمة لا يشذ عن هذه القاعدة وهي بالتالي لا تعتقد بجدوى بقاء هذا المجلس لعجزه عن ايفاء اي دور حل الازمة بين دول الاعضاء، لذلك قد تفضل الخروج منه كما انسحبت من منظمة الاوبك، لاعتقادها بان هذا المجلس لا يتحمل المسؤولة الملقاة على عاتقه لانه اصبح مكبلا من قبل الرياض وبدل ان يكون عضيدا لها اصبح وبالا عليها وقمة الكويت كانت مثالا حياً لعجز المجلس عن لعب أي دور ايجابي في هذا المجال للاسباب التي اسلفناها.

وربما لا يستغرب المرء ما سيصدر عن هذه القمة من بيان لا يختلف كثيرا عن شاكلاتها السابقة في وقت ان الظروف الراهنة عقدت المواقف كثيرا وان الانقسام بات يدب بين اعضائه حول مختلف القضايا وفي مقدمتها تحقيق التكامل بين دول الاعضاء وكذلك العدوان على اليمن والعلاقة مع ايران وقد ظهر ذلك جليا في جلسة الافتتاح حيث هاجم الملك سلمان كعادته ايران للتغطية على هزائمه في اليمن وموقف المملكة الحرج في الساحة العالمية اثر فضيحتها المدوية والبشعة في قتل خاشقجي في حين تلاه امير الكويت شيخ صباح الاحمد ليدعو دول المجلس الى بناء علاقات جيدة مع ايران وحل الازمة اليمنية سلميا وهذا يعكس مدى التباين بين قادة دول مجلس التعاون ولا ننسى ان نذكر ان الموقفين العماني والقطري يشاطران الكويت في رؤيتها تجاه ايران وقضايا المنطقة.

وفي كل الاحوال فاحسن تسمية نطلقها على قمة الرياض هي القمة العرجاء لمقاطعة ثلاثة قادة كأمير قطر وسلطان عمان وبن زايد لها لكن المستغرب كان عدم حضور محمد بن زايد الذي يحمل في طياته رسالة مبطنة للملك سلمان لذلك لا يمكن التعويل على ما سيصدر عنها كما اسلفنا لان الاخ الكبير هو الذي من يضع بنود البيان الختامي حسب ما تشتهي نفسه وقد يجد نفسه لاحقا وبهذه السياسة الحمقاء وحيدا في هذا المجلس.