مهدي منصوري

افاد مراقبون ومتابعون لسياسة ترامب منذ توليه السلطة والى اليوم انه قد لا يسعفه الوقت ان يرى منبر الامم المتحدة بعد اليوم، وقد دار جدل في الاوساط السياسية والاعلامية بالولايات المتحدة اخيرا حول قدرة ترامب على ادارة البلاد وهو ما كشفته نيويورك تايمز من ان "مسؤولا كبيرا في الادارة اشار الى امكانية اقصائه عن الحكم".

واستندت الصحيفة وكما اشار التقرير الى مصادر عدة وخصوصا الى ملاحظات لعناصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف. بي. اي) ولم يتم نفي مضمون هذه الملاحظات من قبل المدير السابق بالنيابة للوكالة انترو ماكيب.

وبنفس الوقت فان نائب وزير العدل الاميركي رود روز نشناين قد افترح على نائب رئيس مكتب التحقيقات التنصت على دونالد ترامب لاظهار الفوضى التي تعم البيت الابيض وذلك باستخدام التسجيلات السرية لفضح هذه الفوضى كما نقلته صحيفة التايمز عن مصادر مقربة.

وعكس تسريب هذه المعلومات فرض حالة من القلق على ترامب نفسه، بالاضافة الى المقربين منه اذ وعند مراجعة تصريحات وخطابات ترامب الاخيرة خاصة في المنتديات الانتخابية التكميلية للكونغرس نجدها جاءت متشنجة الى ابعد الحدود بحيث حذر الاميركيين من انتخاب الديمقراطيين لانه سيدخل اميركا في حالة من الارباك او قد يصل بها الى الانهيار، مؤكدا ان بقاءه على سدة الحكم يضمن توحيد اميركا وعدم تفككها وهذا يعطي مؤشرا كبيرا ان ترامب يتملكه احساس كبير ان ايامه باتت معدودة في البيت الابيض.

وقد يكون من الطبيعي جدا ان تصل به الامور الى هذه الحالة القلقة لانه بلغت به العنجهية حدا لم يصغ فيه حتى الى اقرب مقربيه واخذ يصدر القرارات والتهديدات الانفرادية من دون ان يحسب اي حساب لعواقبها وتأثيرها السلبي على مصداقية اميركا في العالم.

ولذلك فان اغلب اصحاب القرار في الادارة الاميركية قد نفد صبرهم ولم يعد يتحملوا اكثر مما تحملوا ولذلك فان عملية اقصائه من الحكم هي الوسيلة الوحيدة التي اهتدوا اليها من اجل ان تعود حالة الاستقرار والثبات للقرار الاميركي بدلا من الفوضى العارمة التي تعيشها اليوم.