kayhan.ir

رمز الخبر: 81009
تأريخ النشر : 2018August19 - 21:08
مؤكداً أن المقاومة الاسلامية في لبنان نموذج لا مثيل له لا تاريخاً ولا حاضراً..

نعيم قاسم: نصر تموز حقق الاستقرار السياسي والأمني في لبنان وأعطاه مكانة محترمة على مستوى العالم



* لم يعد بإمكان "إسرائيل" أن تتحكم ببلدنا وتهددنا يوميا كما تريد وتتصرف بمستقبل أجيالنا وأولادنا

* لم نقاتل يوما من أجل منصب، بل قاتلنا من أجل الحق واسترداد الأرض ومكافأتنا أننا انتصرنا

* لبنان القوي لا توطين فيه ولا عبور للمؤامرات على حسابه ولا قبول بالاحتلال مهما كان صغيرا ومحدودا

بيروت – وكالات انباء:- قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان أداء المقاومة الإسلامية في لبنان نموذجي ولا مثيل لها لا في التاريخ ولا في الحاضر وسلاحنا له محله.

وقال الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال احتفال تكريمي لشهداء بلدة الطيري الجنوبية، عندما جاهد مجاهدو المقاومة الإسلامية، طردوا "إسرائيل" من لبنان، وحموه من أن تكرر "إسرائيل" عدوانها عليه، وعندما اعتدت "إسرائيل" في تموز هزموها، وأوجدوا معادلة الردع بيننا وبينها، وفتحت المقاومة مجالا لمقاومات في المنطقة، والطريق أمام المواجهة للارهاب التكفيري من بوابة لبنان وسوريا والعراق، فهزم الإرهاب التكفيري شر هزيمة، ولم تعد له قائمة في منطقتنا، فهذه انجازات المقاومة، التي هي انجازات عز وخير.

وشدد بالقول، إن نصر تموز حقق الاستقرار السياسي والأمني في لبنان، وأعطى لبنان مكانة محترمة على مستوى العالم، بحيث أصبحنا نتغنى بلبنان القوي، بينما كان البعض يتغنى بلبنان الضعيف، فلبنان القوي له خياراته، وعلى الدول الأجنبية أن تحترمها، فبعد لبنان القوي لا توطين في لبنان، ولا عبور للمؤامرات على حسابه، ولا قبول بالاحتلال مهما كان صغيرا ومحدودا، ولا يمكن أن نقبل إلا بوحدة الشعب والجيش والمقاومة، ولن تستطيع "إسرائيل" أن تصنع معادلتنا في لبنان، فنحن الذين نصنع معادلتنا في لبنان، وسنؤثر في معادلة المنطقة، بما يعني أن تصنع شعوب المنطقة مستقبلها وسيادتها.

وتابع: لم يعد بإمكان "إسرائيل" أن تتحكم ببلدنا وتهددنا يوميا كما تريد وتتصرف بمستقبل أجيالنا وأولادنا، فهذا كله من بركات ونجاحات المقاومة التي حصنت الداخل، وجعلتنا في بيئة متينة متماسكة، فالمقاومة ليست رجلا يقاتل على الجبهة، وإنما هي رجل وإمرأة وشيخ وطفل وكل بيت وبلدة وبيئة ومجتمع يعيشون المقاومة، وعندما نكون في بيئة المقاومة ومجتمعها، لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تصنع شيئا، لا الآن ولا في المستقبل، ومهما تناهت في القوة، فإننا أقوى ببركة لحمتنا على الحق وفي طاعة الله، وسننتصر دائما إن شاء الله'.

واضاف: منذ حوالي الشهر، اجتمع المجلس الوزاري الصهيوني المصغر، ودرس مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية احتمالات الحرب ضد لبنان، وعرضوا التقارير التي تتحدث عن النتائج المحتملة، فبدلا من أن تكون التقارير تتحدث عن مدى الاحتلال للبنان والخسائر التي ستصيبه، ركزت على الدمار والمشاكل والتعقيدات التي ستحصل في الكيان الصهيوني، وقالوا إنه يجب علينا أن ننقل مئات الآلاف من المستوطنين الى أماكن أكثر أمنا، وأنه لن تبقى مدينة أو قرية بما فيها تل أبيب إلا وستتعرض للقصف الصاروخي الدقيق، وأن منصات النفط والمواقع العسكرية والمراكز الاستراتيجية والحكومية كلها ستتعرض للقصف، وأن الجبهة الداخلية ستكون مربكة جدا، وسيكون من الصعب أن نطمئنها أو أن نجد حلولا للمشاكل التي ستقع فيها، فوصلوا الى خلاصة تكمن بأنه من الأفضل أن لا نخوض الحرب الآن وإن كنا مستعدين لها، لأن ظروفها غير مؤاتية، وعليه فإننا نقول لهم، ليس ظروف عدوانكم الآن على لبنان غير مؤاتية فقط، وإنما ستكون دائما غير مؤاتية للعدوان عليه، لأن المقاومة على أعلى جهوزية عددا وعدة، وتربية وطفولة وأمومة وعوائل ومجاهدين، ما يجعل قدرة المقاومة قوية تستطيع أن تواجه التحديات، ولديها أمل كبير بنصر الله تعالى، فكما انتصرنا في تموز العام 2006، سننتصر إن شاء الله في أية مواجهة محتملة، ونحن واثقون من النصر، وأنتم واثقون من الهزيمة، وننصحكم أن تبقوا على خياركم، بأن لا تشنوا حربا في يوم من الأيام، لأننا على خيارنا بأننا سنواجه في اتجاه النصر بإذن الله تعالى.

وتابع: إن أداء المقاومة الإسلامية في لبنان أداء نموذجي، يندر أن نرى مقاومة تلتزم الضوابط الشرعية، ويصلي ويسجد مجاهدوها ومجاهداتها، وينتبهون إلى الحلال والحرام، ويعملون بدقة متناهية كي لا يحيدوا عن الحق، فهذه مقاومة حزب الله، مقاومة تضطر أن تدخل الى بيوت بعض الناس لتحتمي وتأكل من العدس والرز والزعتر والبصل لضرورات المعركة، ومن ثم يكتب المجاهد ورقة بكمية الطعام التي أكلها، ويطلب من صاحب البيت أن يتصل به بعد الحرب، ليعوضه ما أكله، فهذه المقاومة لا مثيل لها لا في التاريخ ولا في الحاضر، مقاومة تنتبه فلا تقوم بعملية ضد عدو إذا صادفت مدنيا كي لا يجرح أو يقتل هذا المدني، ومقاومة تعمل بدقة متناهية، ولا تستخدم قوتها في الداخل، بينما وفي كثير من الأحيان كان يقول لنا البعض أنكم قد انتصرتم على "إسرائيل"، وبالتالي يجب أن تأخذوا حصتكم في الدولة اللبنانية أكثر بكثير من كل الأطراف، فكنا نقول لهم وما زلنا نقول، إننا في تركيبة الدولة اللبنانية سنعمل بحسب القوانين، وهناك انتخابات تجري، فإما أن ننجح أو نفشل بحسبها، وتوجد مواقع وزارية، فنأخذ حصتنا بحسب التقسيمات الموجودة، وتوجد مؤسسات عاملة، فنشجع على القوانين ولا نقبل أن يكون لنا ميزة خاصة تتجاوز القوانين، وأما سلاحنا ومقاومتنا، فلها محلها، ولذلك فأين يمكننا أن نجد مثل هذه المقاومة تفصل بين الأمرين، فلطالما كانت المقاومات في فرنسا وإسبانيا وكل الأماكن في العالم، عندما تربح المعركة تأكل الأخضر واليابس وكل شيء، وأما بالنسبة إلينا، نحن لم نفكر بهذه الطريقة، لأننا لم نقاتل يوما من أجل منصب، بل قاتلنا من أجل الحق واسترداد الأرض، ومكافأتنا أننا انتصرنا، وأما في الدولة، فنعمل بحسب موازينها وقواعدها. يجب أن يعرف الجميع بأن المقاومة حمت لبنان وخيارات الناس في المنطقة، وقد أصبحت نموذجا للمقاومات في كل المنطقة، وعندما اختار الناس نوابنا في العملية الانتخابية، كان ذلك على أساس الموقف السياسي والمقاومة وأننا نحمل الحق، وهذا شرف كبير أن يكون التمثيل على أساس الموقف.