kayhan.ir

رمز الخبر: 80797
تأريخ النشر : 2018August15 - 21:26

نصر الله وارساء معادلات جديدة


خطاب النصر والتفوق الاستراتيجي الذي القاه سماحة السيد نصر الله الامين العام لحزب الله، مساء امس الاول حمل رسائل متعددة الاطراف محليا واقليميا ودوليا وحمل ايضا الكثير من المفاجآت وكلها من العيار الثقيل والثقيل جدا واولها اعلانه بان "حزب الله والمقاومة الاسلامية هما اقوى من الجيش الاسرائيلي" الذي يصنف نفسه اقوى جيش في المنطقة والامر الاخر الذي اماط اللثام عنه ان "حزب الله هو اليوم اقوى ممن مضى" وهذا يعكس ان القدرة العسكرية للحزب في تطور مستمر وما اسقاط بعض الصواريخ الصهيونية التي كانت موجهة لسوريا في الاونة الاخيرة فوق لبنان الا احدى الشواهد الملموسة لتطور البنية العسكرية لحزب الله.

وما نستشفه من الوقائع والمؤشرات في المنطقة ان حزب الله ليس لم يحقق توازن الرعب مع الكيان الصهيوني فقط بل ذهب الى ابعد من ذلك ولاول مرة يصبح توازن الرعب لصالحه وان المرعوب اليوم هو الكيان الصهيوني الذي هزم في سوريا شر هزيمة وفهم المعادلة الجديدة جيدا لذلك نرى رئيس وزراء الصهيوني نتنياهو استوعب الدرس وفهم بان اميركا، راعيها وداعمها الاول ليس باستطاعته ان يغير شيئا من واقع كيانه المهزوز والمهزوم لذلك اصبحت موسكو كعبته حيث يطير اليها بين فترة وفترة للحصول على بعض التطمينات على كيانه.

والقضية الهامة واللافتة الاخرى التي تحدث عنها وبشر بها سماحته هو انتصار تموز الكبرى ويعني بذلك انتصار محور المقاومة في سوريا قريبا لان ما شهدته المنطقة خلال السبع سنوات الاخيرة كان في الواقع امتداد لحرب تموز التي شنت في 2006 للقضاء على المقاومة.

لكن اشارته الحقيقية والدامية بان الجهات المجرمة والاسلحة التي استخدمت في قصف الضاحية عام 2006 هي نفس الجهات ونفس الاسلحة التي قصفت بالامس مدينة ضحيان وسفكت دماء اطفالها ونسائها ولا يخفي على اي لبيب ان هذه الجهات هو المثلث الاميركي الصهيوني السعودي الذي سيدفع اثمان جرائمه الفظيعة ولايمكن ان يفلت منها ما دام هناك قادة ورجال يطالبون بهذا الحق كما قاله سماحته.

وبعض ما تسرب من مصادر اميركية ايام حرب تموز المجيدة كشف عن تحالف المثلث المشؤوم والاجرامي الذي كان يهدف للقضاء على حزب الله بشكل كانت القناعة راسخة لدى كبار ضباط البنتاغون بان "اسرائيل" ستقضي هذه المرة على حزب الله وتتخلص منه والجميع يتذكر كيف فتحت اميركا حينذك حتى مخازنها الاستراتيجية لنقل الاسلحة الى الكيان الصهيوني. اما ما كشف عنه مسؤول اميركي الى احدى المحطات البريطانية ايام حرب تموز من ان ثلاثة امراء سعوديين ابلغوه بان السعودية و"اسرائيل" في خانة واحدة لمواجهة حزب الله يؤكد عمق هذا التحالف المشؤوم.

لكن بحديثه المسهب حول سير وتطورات الحرب التي قادها محور الشر بقيادة اميركا واسرائيل والسعودية خلال السبع سنوات الاخيرة للقضاء على محور المقاومة والتي انتهت بهزيمتهم وفي الطرف المقابل سجل المحور المقاومة انتصارا ساحقا، يكون بذلك قد ارسى معادلات جديدة في المنطقة يحتم على الطرف المهزوم ان يجر وراءه ذيول الخيبة والخذلان وان يخجل من نفسه عندما يطرح بعض الشروط السخيفة امام المنتصر خلافا لكل القواعد المتعارف عليها في العالم لان المنتصر هو الذي عادة ما يفرض شروطه على المهزوم.