kayhan.ir

رمز الخبر: 77760
تأريخ النشر : 2018June23 - 20:42

"صفقة القرن" ام "صفعة القرن"


ما يجري اليوم في غزة من تطورات ميدانية القصف بالقصف والدم بالدم او الحراك السياسي من خلال مسيرات العودة اربكت العدو الصهيوني وحماته سواء الاميركيين او الغربيين من جهة او الاعراب من جهة اخرى وحتى السلطة الفلسطينية لشدة ما ينتابهم من خوف وقلق لان هذه التطورات ارست لقواعد اشتباك جديدة ادخلت العدو الصهيوني في مازق كبير يعجز عن مواجهة غزة التي باتت تشكل له اليوم العبئ الاكبر وليس بمقدوره ان يتعامل مع القطاع بالقوة كما كان في السابق. فابناء غزة اليوم هم في اتم الاستعداد والجهوزية للرد على النار بالنار ناهيك عن ابتكارهم لمسيرات العودة والطائرات الورقية الحارقة وما سيبتدعونه لاحقا من اساليب جديدة تضيق على الاحتلال الصهيوني وتفضحة امام العالم، كل هذه الامور ترسي لقواعد جديدة من الاشتباك لصالح القضية الفلسطينية التي عادت اليوم الى الواجهة نتيجة ما ابتكره الشعب الفلسطيني لحد الان.

فالشعب الفلسطيني ادرك مبكرا ان المسؤولية الكبرى لاسقاط "صفقة القرن" وافشالها تقع على عاتقه اولا، لانه هو صاحب القضية والمعني بها وان لم تتضح بعد تفاصيل ومعالم صفقة القرن الخيانية الكبرى لكنها بالتاكيد اول ما تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها وتهويد القدس وجعلها عاصمة لهذا الكيان وكذلك شطب قرار العودة ووضع الضفة تحت ادارة ذاتية.

ومن الصلافة والوقاحة ان تتضمن الصفقة التي اعدتها اميركا دفع رشاوي ملياردية لغزة تتبناها السعودية وقطر تحت يافطة مساعدات انسانية بهدف ترويضها وتطويعها لكن هيهات ان يتحقق هذا الحلم الزائف.

لقد اثبت ابناء غزة المظلومين والمحاصرين وبرغم قلة امكاناتهم بانهم ابناء قادرون على مواجهة العدو بلحمهم ودمهم وهذا ما بات يدركه العدو الصهيوني الذي يحاول عبر اشعال الفتن والخلافات والمعارك داخل الدول المحيطة ان يسلم على نفسه ويبقى في مأمن من المخاطر.

ان تصدي محور المقاومة لمحاولات العدو اليائسة في اذكاء مثل النيران قد ولت دون رجعة وان تقدم الجيش السوري باتجاه ريف درعا وتطهيرها وكذلك تحركاته باتجاه منطقة التنف ينغص الطريق عليه وعلى اميركا والاعراب الذين يريدون عبثا تمرير صفقة القرن التي ستتهشم على صخرة محور المقاومة وشعوب المنطقة.

وان ما دفع نتنياهو ان يقوم بزيارته المفاجئة مؤخرا للاردن وعقب احداثها الاخيرة الذي لفها الغموض وما قيل عن وصول محمد بن سلمان وليعهد السعودي الى عمان في الفترة نفسها ولقائه السري بنتنياهو كلها تنصب من اجل التنسيق ومواجة الموقف الصعب والخطير الذي تواجهه "اسرائيل" في الجنوب السوري نتيجة لما سيتمخض عن تقدم الجيش السوري في المنطقة وما سرب عن تهريب معدات عسكرية متطورة من الاردن الى سوريا هو احد قرارات هذا المثلث الصهيوني ـ السعودي ـ الاردني المشؤوم الذي اتخذ في عمان بتصور خاطئ انهم يستطيعون درء الخطر عن الكيان الصهيوني.

لكن مهما استشرست الاساليب الجهنمية لاميركا ورئيسها ترامب في ايفاد صهره كوشنر في فرض املاءاته على مصر والسعودية والاردن وقطر بهدف تنفيذ "صفقة القرن" ومهما حاول الكيان الصهيوني وحماته في اشغال محور المقاومة هنا وهناك فانهم غير قادر على تغيير المعادلة على الارض وان المستقبل القريب سيثبت هزيمتهم جميعا وهزيمة ادواتهم من الارهابيين على الارض السورية وعندها سيصفع "صفقة القرن" شر صفعة وستذهب الى مزبلة التاريخ يرافقها بعض الحكام العرب الذين راهنوا عليها.