kayhan.ir

رمز الخبر: 77619
تأريخ النشر : 2018June20 - 20:38

ترامب: "اسرائيل" اولا؟!


الشعار الخادع "اميركا اولا" الذي تبناه ترامب في حملته الانتخابية للرئاسة لكي يكسب اصوات الاميركيين ليتسنم من خلاله سدة رئاسة الولايات المتحدة لم يصمد امام سياساته الهوجاء التي اتبعها وعلى مدى اكثر من 500 يوم من رئاسته، اذ انه ادخل بلاده في ازمات داخلية وخارجية شائكة، بحيث ارتفعت الاصوات من اصحاب القرار في الادارة الاميركية من ان ترامب المختل عقليا قد وضع بلادهم في طريق مجهول وانه اراق ماء وجهها امام العالم بحيث لم تعد لها تلك المصداقية التي كانت عليها في السابق، بحيث تمثل رد فعل المقربين من ترامب والذين كان لهم الدور المهم في ايصاله الى الرئاسة على هذه التصرفات غير المتزنة بتقديم الاستقالات الواحد بعد الاخر.

وفي نظرة فاحصة لما اتخذه ترامب من قرارات هوجاء ومتسارعة يعكس واقعية ما ذهب اليه هؤلاء الساسة الاميركيون، ومن اهم الاجراءات والفرارات الغير مدروسة هو خروجه من اتفاقية المناخ ومن الاتفاق النووي مع ايران والحرب الاقتصادية التي يمارسها اليوم ضد اوروبا والصين من خلال قرارات فرض الضرائب على السلع مع هذه الدول مما ستوسع هذه الاجراءات العزلة العالمية التي ستذهب اليها اميركا.

ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل ان ترامب الاهوج قد اغرق بلاده في مشاكل الشرق الاوسط وبصورة انعكست سلبا على سياسته في هذه المنطقة، خاصة وانه وبدعمه للارهاب ووقوفه الى جانب الكيان الغاصب ومن دون تروي مما وضعه في مأزق صعب جدا، وقد اشارت اوساط اعلامية سياسية اميركية وتعليقا على قراره بنقل السفارة الاميركية الى القدس واستخدام حق الفيتو في مجلس الامن تأييدا للكيان الغاصب قد غير شعاره الاصلي من "اميركا اولا" الى "اسرائيل" اولا.

ورغم كل المؤشرات على الارض التي اكدت وتؤكد ان هذا الكيان الغاصب وفيما اذا استمر في اساليبه الاجرامية الحاقدة ضد الشعب الفلسطيني فانه سوف لن يقوى على الصمود بل سينهار في يوم ما وان المعطيات على ذلك اخذت تتوارد على صفحات وسائل الاعلام الصهيونية، لان الصراعات السياسية الداخلية بلغت حدا لايمكن اخفاؤها وبدأت تظهر على السطح وبصورة قد تضع نتنياهو في قفص الاتهام قريبا بسبب حالات الفساد التي تطارده اليوم عليها الشرطة الاسرائيلية، بالاضافة الى التقارير الواردة ومن الداخل الاسرائيلي ان بعض المنظمات اليهودية المحبة للسلام باشرت بممارسة الضغوط على المجرم نتنياهو لان يقف عند حده وان لايمعن في اجرامه ضد الفلسطينيين الابرياء من النساء والاطفال بحيث بدأت الشكاوى تترى على المحاكم الجنائية الدولية من جانب، والنداءات التي تصدرها المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية المطالبة بايقاف الاستخدام المفرط للقوة تجاه ابناء الحراك الشعبي السلمي الفلسطيني.

اذن فان ترامب اليوم يجد نفسه امام صفقة خاسرة ان تمادى في دعمه لهذا الكيان لانه لا يستطيع ان يحول دون انهياره او زواله الحتمي من الوجود وفي زمن قياسي لا يتوقعه احد.