kayhan.ir

رمز الخبر: 74726
تأريخ النشر : 2018April23 - 21:09

تواطؤاوروبي ـ اميركي للالتفاف على الاتفاق


اذا ما تجاوزنا فترة عهد اوباما ومدى قدرة ادارته لتطبيق الاتفاق النووي التي كانت طرفا في الاتفاقية ففترة الـ 15 شهرا من عهد الرئيس ترامب فترة مزاجية فجة غلب عليها التهديد المستمر بالغاء الاتفاق والانسحاب منها او اعادة النظر فيها بهدف الحاق قضايا اخرى منها نفوذ ايران في المنطقة وايقاف برنامجها الصاروخي وهذه قضايا سيادية مرفوضة جملة وتفصيلا، لكن ما يثير الانتباه والدهشة ان الدول الغربية الموقعة على الاتفاق والتي تعلن باستمرار التزاماتها بالاتفاق النووي الذي لا بديل عنه، تتناغم مع الافكار الاميركية بزج بعض القضايا التي لا ترتبط بالاتفاق النووي، في الموضوع. على الدول الغربية التي هي طرف في هذا الاتفاق ومن موقع مسؤوليتها ان تحترم نفسها ليس ان تحترم هذا الاتفاق فحسب بل عليها تنفيذه بحذافيره وتدعو الآخرين الالتزام به احتراما للقوانين والمعاهدات الدولية. وهذا لم يحصل للاسف بل نرى العكس حيث تدعو هذه الدول طهران وخارج السياق المألوف القبول للتطرق حول برنامجها الصاروخي ونفوذها في المنطقة وهو امران بديهيان من حق ايران ولاغبار عليهما، لان الاول قضية دفاعية محظة وفقا للقوانين الدولية وليس فيه اي تجاوز على حقوق الاخرين. فما الداعي من تحجيمه واذا كان لابد من ذلك فعلينا ان نناقش جميع الاسلحة التي تمتلكونها واولها النووي والجرثومي التي لابد من ابادتها فورا ليتنفس العالم الصعداء، اما ستبقون على عنجهيتكم ومكابرتكم السخيفة بانه كل ما لدينا قابل للبحث والنقاش وكل ما لديكم محرم ولا يجب الاقتراب منه فهذا قد اكل الدهر عليه وشرب.

واما الثاني فهو النفوذ الايراني هو نفوذ في عقول الشعوب وهذا لم يحصل لا عن طريق السلاح ولا عن طريق سيطرة الحكومات وقواتها وهذه امور تتحكم باجساد الناس وليس عقولهم لتفرض عليها ما تريد، اما النفوذ هو امر معنوي اكثر مما هو مادي وخارج عن ارادة اية قوة في العالم مهما تفرعنت وتفننت لان نفوذها في النهاية سيكون صفرا على ارادة الشعوب اذن ما تدعو اليه اميركا وبعض حلفائها من الغربيين امر مرفوض وغير قابل للنقاش وخارج ارادتهم.

وما قاله محمد جواد ظريف وزير الخارجية لقناة (CBS) الاميركية، كان واضحا لا يقبل أي تفسير أو تأويل باننا نرفض اي اتفاق جانبي بين اوروبا واميركا في هذا المجال. فالاتفاق النووي الذي وقعت عليه دول (5+1) اتفاق دولي معلوم مفاده وبنوده. انتهى نقطة على السطر، اضافة الى ان طهران اشترطت منذ البداية بان المفاوضات ستدور حول الملف النووي فقط ولا دخل لاية قضية اخرى في هذا الملف.

واذا تصور الرئيس ترامب المتظاهر بالجنون كالفسوق وحلب الدول الذليلة بانه يستطيع الاستمرار في سياسته المخادعة والمراوغة تجاه ايران ليلحق بها المزيد من الاضرارعبر منعها من جني ثمار الاتفاق النووي اقتصاديا وتجاريا فانه واهم وجاهل وعاجر عن تقدير الموقف الايراني الذي امامه سيناريوهات عديدة لتجعل الولايات المتحدة الاميركية امام طريق مسدود وتندم على فعلتها ولكن بعد فوات الاوان.

الاول والاكثر جدية وايلاما للولايات المتحدة الاميركية الانسحاب من معاهدة "ان بي تي" للحد من انتشار الاسلحة النووية، فايران تعتبر من الموقعين الحريصين على تنفيذ هذه الاتفاقية واذا ما فتح الباب لخروج الاخرين منه فعند ذلك من سيتحمل تبعات تداعيات هذه الامر الخطير وانعكاساته على الساحة العالمية.

الامر الثاني هو انسحاب ايران من الاتفاق النووي في حال تنفيذ الرئيس ترامب لتهديداته بالانسحاب منه وبذلك تكون ايران حلا من التزاماتها عبر استئنافها لتخصيب اليورانيوم بقوة وبالنسب التي تخدمها، لا للوصول الى القنبلة النووية التي هي اساسا محرمة وفقا لفتوى الامام الخامنئي وهذا لا نقاش فيه ويجب ان تعرفه واشنطن، اما القضية الاخرى فهي ملاحقة اميركا من خلال تقديم الشكاوي لفضحها وارغامها على الالتزام بالاتفاقية النووية من خلال دفع الدول الاوروبية العمل بواجباتها ومسؤولياتها في هذا المجال لان هذه الاتفاقية النووية هي حصيلة سنين من المفاوضات الشاقة والجهود المضنية التي بذلت ومن جميع الاطراف في هذا المجال وليس من السهل ان يأتي رجل يتظاهر بالجنون ليهدد بشطبها بهدف الابتزاز.