kayhan.ir

رمز الخبر: 66614
تأريخ النشر : 2017November14 - 21:20

الصحف الأجنبية: السعودية تجاوزت حدودها في لبنان


رأت مواقع غربية ان تصريحات وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" تؤكد ان إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تعتبر ان السعودية ذهبت ابعد من اللازم في لبنان على ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، مشيرة إلى ان كلام "Tillerson" يوحي بان الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها السابق لجهة ثقتها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ولفتت صحف أميركية إلى أن الدعم "المطلق" الذي يقدمه ترامب لابن سلمان يقوض المصالح الاميركية، فيما أكد دبلوماسيون اميركيون سابقون ضرورة ان لا تنحاز واشنطن مع السعودية ضد إيران، محذرين من قيام السعودية بجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع ايران.

وفي التفاصيل، أشار موقع "Al-Monitor" في تقريره الأسبوعي، إلى ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يرى ان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يدعمان تصريحاته وخطواته الاخيرة، ما يزيد من مخاطر الحسابات الخاطئة أو اندلاع النزاع.

وقال إنه "في حال لم يتم وضع خطوط حمراء، فإن إدارة ترامب ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع ايران واضطرابات في لبنان، وذلك بسبب قرارات اتخذت في الرياض ليس في واشنطن"، على حد تعبير الموقع.

وأضاف الموقع أن "ما تدعيه السعودية عن وجود أعمال عسكرية ضدها في كل من اليمن ولبنان، إلى جانب حملة الاعتقالات التي طالت شخصيات سعودية معروفة تحت ذريعة مكافحة الفساد، يأتي في وقت تقف السعودية عند مفترق طرق. ولفت إلى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الرياض في ظل اسعار النفط المنخفضة، اضافة إلى المشاكل التي تواجهها في عدوانها على اليمن وفشل الحصار على قطر.

ولفت الى أن "السعودية ذهبت ابعد من اللازم في لبنان، حتى بالنسبة لادارة ترامب"، معتبرا ان الطريقة التي استقال فيها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري توحي ان ما قيل عن تهديد لحياته ما هو إلا مزاعم لا أساس لها. وذكّر ان "المجتمع الدولي لم يدعم ابن سلمان في هذا الاطار، وان الرئيس الفرنسي "Emmanuel Macron" سافر إلى الرياض للقاء الحريري وابن سلمان، وقال خلال الزيارة انه لا يتشارك مواقف المملكة العدائية تجاه ايران".

الموقع أوضح ان الولايات المتحدة تراجعت عما قالته سابقاً بانها تثق بما تقوم به السعودية، واشار إلى تصريحات وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" التي حذر فيها من استخدام لبنان كقاعدة في النزاعات بالوكالة.

وشدد الموقع على ضرورة ان توجه إدارة ترامب رسالة واضحة إلى ابن سلمان ان الولايات المتحدة لا تسانده في "كل مواجهاته مع ايران"، مؤكدا ضرورة ان تحث واشنطن على العمل الدبلوماسي بين طهران والرياض.

كما لفت إلى ضرورة ان لا تكون عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة من اجل ابن سلمان، وقال ان "الاخير قد يفكر مرتين قبل القيام بأية خطوة إذا ما وجد انه لا يمكن ان يعول على اميركا او كيان الاحتلال".

وحول الوضع الداخلي في لبنان، ذكّر الموقع بنشوء "عقد اجتماعي" جديد يعتبر التعددية مصدر قوة لا ضعفًا، مضيفا ان الترتيبات التي ادت إلى عودة الحريري كرئيس وزراء شكلت "فرصة نادرة"، وان عدم تصديق اللبنانيين من مختلف الانتماءات السياسية لما يقوله ابن سلمان حول موضوع استقالة الحريري، يشير إلى استمرار التقدم بهذا "العقد الاجتماعي". وقال إن "الحريري قد يقوي هذا التقدم اكثر فاكثر من خلال العودة الى لبنان – "اذا ما استطاع ذلك"، على حد قوله.

دعم ترامب لابن سلمان يقوض المصالح الاميركية

وفي سياق متصل، تحدث مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" حول حملة الاعتقالات الواسعة التي تفذها ولي العهد السعودي لشخصيات بارزة وتعيين موالين له في وزارات اساسية، مشيرا إلى الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وعدم عودته الى لبنان.

ولفتت الصحيفة إلى ان "رد فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب كان داعماً لابن سلمان"، موضحا انه "ليس من عادة اميركا ان تقف جانباً بينما يقوم حلفاؤها بزعزعة استقرار المنطقة"، وشددت على ان السياسات السعودية الداخلية والخارجية اصبحت تصعيدية اكثر فاكثر بعد تسلم ابن سلمان القيادة.

واضافت ان "هناك مشكلة تتمثل بدعم ترامب المطلق لسلوك ابن سلمان، ما يخلق مخاوف اندلاع حرب مع ايران وتقويض المصالح الاميركية"، وتابعت ان وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" يدرك ذلك تماما، وذكَّرت بما قاله حول ضرورة عدم استخدام لبنان في الحروب بالوكالة.

واعتبرت الصحيفة ان كلام وزير الخارجية الاميركي هذا يشكل نصيحة صارمة للسعودية ولترامب نفسه، متسائلة عن الاسباب التي ستدفع ابن سلمان الى اهتمام لما قاله "Tillerson" كون الاخير دائماً ما يقوضه ويناقضه ترامب.

على واشنطن ان لا تنحاز مع السعودية ضد ايران

بدورهم، كتب الدبلوماسيان الاميركيان السابقان "Aaron David Miller" و "Richard Sokolsky" مقالة نشرتها مجلة "Foreign Policy"، قالا فيها انهما "يشعران بالحنين للفترات السابقة التي كان القادة السعوديون يتوخون فيها حذراً شديداً في سياستهم، خصوصا بعد حملة الإعتقالات الواسعة التي تفذها ولي العهد السعودي لشخصيات بارزة والخطوات "المتهورة" على صعيد السياسة الخارجية.

وحذر الكاتبان من ان الرياض تحولت إلى قوة تمارس التصعيد في الداخل والخارج و"تجر واشنطن" معها، مشيرين إلى ان ابن سلمان حقق نجاحاً في كسب التأييد المطلق من ترامب وزوج ابنته المدعو "Jared Kushner". واعتبرا ان "ابن سلمان ووالده نجحا في اقناع ادارة ترامب بانهما يحملان مفاتيح الحرب والسلم والتغيير في المنطقة".

وقال الكاتبان ان هذه العلاقة الودية بين حكام السعودية والادارة الامريكية تعود إلى رغبة ترامب بالابتعاد عن سياسة سلفه باراك اوباما وترميم العلاقات الاميركية مع السعودية وكيان الاحتلال، واشارا الى ان العلاقات الاميركية مع كل من السعودية وكيان العدو شهدت توترات في حقبة اوباما خاصة مع مساعي الاخير للتوصل الى الاتفاق النووي مع ايران. اما بالنسبة للسعوديين، فقد رأى الكاتبان انهم "كانوا عازمين على استغلال حرص ترامب على اتباع سياسات عكس تلك التي اتبعها اوباما ومنها التصعيد ضد ايران".

و شدد الكاتبان على ان زيارة ترامب للسعودية في اولى محطاته الخارجية هي خطوة غير مسبوقة، وذكَّرا ان اسلاف ترامب الاربعة السابقين اختاروا كندا اوالمكسيك كاولى محطة خارجية لهم.

واضافا انه "على الرغم من انه من غير المسبوق ان يتعامل اي رئيس اميركي مع حكام سعوديين يتصرفون بالطريقة التي يتصرف بها ابن سلمان، إلا ان ترامب لا يبدي اي حذر و لا يبعد نفسه ابداً عن ولي العهد السعودي".

و لفت الكاتبان الى ان ترامب عزز دعمه للعدوان السعودي على اليمن، ووصفا هذه الحرب بانها "دموية و غير انسانية وكارثية"، مشيرين الى ان ترامب انحاز مع السعودية ضد قطر ولم يقل شيئا حتى الآن حول سجل حقوق الانسان داخل السعودية وتصديرها للتطرف.

الكاتبان تابعا ان ترامب حوّل السعودية إلى ما يسمى بـ"نقطة الارتكاز للحضارة الغربية" و"حصناً ضد ايران" و"قوة اساسية في سياسات اميركا ازاء "عملية السلام" بالشرق الاوسط". وقالا ان "ترامب يقوم بكل ذلك من دون ان يفكر بما اذا كانت هذه السياسات السعودية تدعم المصالح الاميركية سواء داخل المنطقة او خارجها".

و قال الكاتبان ان "ادارة اوباما السابقة ارتكبت خطأ كبير من خلال "شراء الرضوخ السعودي في الاتفاق النووي مع ايران"، وذلك من خلال التساهل مع الحرب السعودية على اليمن. واضافا ان اوباما تبنى المقاربة الصحيحة في "ابعاد الولايات المتحدة عن السعودية" و عدم الانجرار للوقوف الى جانب الرياض ضد طهران.

وشدد الكاتبان على ضرورة ان يتبنى ترامب مثل هذه السياسات التي تبناها اوباما من خلال الضغط على الملك سلمان ونجله من اجل خفض التصعيد واعادة "التوازن" إلى العلاقات الاميركية مع كل من السعودية و ايران.

واكدا ان ما يقال عن استقلالية سعودية لا يزال من الخيال، وان الرياض ترغب بشدة ان تدعمها واشنطن وتقوم بانقاذها عندما تتصادم مع ايران. وعليه اشارا إلى ان السعودية قد تجر اميركا الى مواجهة مع ايران بينما تختبئ السعودية نفسها وراء اميركا.