kayhan.ir

رمز الخبر: 65170
تأريخ النشر : 2017October18 - 21:28

استراتيجية الإعداد والإستعداد


خطاب الامام الخميني التاريخي بالامس امام حشد من الطلبة الجامعيين النخبويين بمن فيهم الفائزين في الاولمبياد العلمية الدولية بمثابة الخطوط العريضة لاستراتيجية ايران في مواجهتها للاعداء مؤكدا على مضاعفة التطور العلمي والاعتماد على الذات بعيدا عن اية تبعية مثلما حصل من تقدم لافت على كل الصعد طيلة العقود الاربعة الماضية وفي ظل ظروف الحظر القاسية وهذا ما بهر العالم ونال اعجابه لكن ما ركز عليه سماحته في بداية حديثه هي التحديات التي تواجه ايران وما يجب ان يقوم به المسؤولون وابناء النخب الشعب للعبور من هذه المرحلة التاريخية عبر العمل بالتوصيات السبع التي اشار اليها واولها ان بشرهم وبالضرس القاطع بان اميركا ستتلقى الصفعة وتهزم هذه المرة ايضا من قبل الشعب الايراني الا انه لا يريد اضاعة الوقت للرد على اباطيل وسخافات الرئيس الاميركي ترامب وتهديداته الا ان سماحته وجه تحذيرا من العيار الثقيل في هذا المجال بالقول: سنحول الاتفاق الى فتات اذا اقدم الطرف الاخر على تمزيقه. مضيفا ان اميركا غاضبة من ايران لانها افشلت مخططاتها في سوريا والعراق ولبنان وان عربدة قادة اميركا اليوم ضد الحرس الثوري الذي تصدى لاهداف اميركا ومنها داعش ناجم عن ذلك.

وبالطبع ما حل باميركا اذنابها في المنطقة وهي ترى احتضار داعش والمجموعات التكفيرية الاخرى التي جندت كل امكاناتها المالية والعسكرية والبشرية والاعلامية لانجاح مشروعها هو كارثي بكل ما للكلمة من معنى، لذلك ليس مستغربا ان تتغلب الهيستريا على ترامب ليغرد شرقا وغربا ويختبئ وراء الاتفاق النووي.

غير ان نصيحة سماحته للاوروبيين كانت لافتة حيث حذرهم من التناغم مع الاميركيين حول القدرة الدفاعية لايران ودورها في المنطقة لكن لم ينس موقفهم الايجابي في رفض تصريحات الرئيس الاميركي الا انه اعتبر ذلك غير كاف بل حثهم على القيام بخطوات عملية لتفعيل الاتفاق النووي لان ذلك يصب لصالحهم.

اما توصيات سماحته الاخرى ركزت على ضرورة رفع القدرات الدفاعية لايران في خطوة لقطع الطريق على كل من تسول نفسه بالتطاول او ارتكاب اية حماقة ضدها وكذلك الجدية في التعاطي مع مشروع "الاقتصاد المقاوم" ومبادئه للتوجه الى المزيد من الانتاج الوطني وتوفير فرص العمل لابناء الشعب للحد من البطالة وبذل المزيد من الجهد المضاعف لتحقيق الاهداف المرسومة وصولا لتحويل الاقتصاد الايراني الذي يعتمد على النفط الى اقتصاد يعتمد على القيمة المضافة.

وما اكد عليه سماحته ايضا هو استثمار ايران للطاقات المتميزة للشباب المبدعين ودفعهم الى الامام لان الارضية ممهدة لمزيد من التطور والتقدم العلمي والتقني مشيدا في نفس الوقت بما تقوم به مؤسسة النخب وقسم الشؤون العلمية في ديوان رئاسة الجمهورية على ان يكون ذلك على اسس منهجية ومؤسساتية لا تتأثر بتعاقب الحكومات واذواقها.

وفي نهاية حديثه خاطب سماحته الحشد العلمي النخبوي بعبارة تكون فصلا للخطاب وشعارا يضعونه نصب اعينهم على الدوام وهو "لا ينبغي ان نكتفي بهذا الحد من التقدم لان الطريق مازال طويلا لبلوغ النقطة المطلوبة".