kayhan.ir

رمز الخبر: 65048
تأريخ النشر : 2017October16 - 21:00

اقتدى بصدام فخسر تاريخه السياسي


يوم اصم آذانه امام الناصحين وكذلك خصومه واصر على الاستفتاء والانفصال واغلق باب المفاوضات مع بغداد مشترطا ان يفتحه بعد اجرائه، دخل مسعود برزاني دائرة الانتحار السياسي لانه سبح عكس التيار وهو يتحدى بذلك محيطه وجواره وبالاخص الحكومة الاتحادية والدستور العراقي الذي كان للكرد اليد العليا في كتابته واقراره ثم فجأة ودون اية قراءة صحيحة لابعاد ما ينوي القيام به، ينقلب عليه ويدعو الى الاستفتاء بهدف الانفصال وتشكيل دولة كردية من دون ان تمتلك كردستان مقومات الدولة لانها محاصرة من كل الاطراف وليس لها اي منفذ للارتباط مع العالم الخارجي.

غلطة برزاني الكبرى في هذه القضية هو محاسباته الخاطئة والوهمية على تركيا والرئيس اردوغان الذي ارتبط به وبعائلته بشبكة مصالح كبيرة ظن انه سيتجاوز هذه العقدة وهذا يؤكد قراءته السطحية للامور بانه كيف يمكن لرئيس دولة ان يضحي بمصالح امن بلاده القومية على حساب مصالح اقتصادية عابرة.

اما كيف كانت حساباته الخاطئة ونظرته لايران التي دللته على طول الخط لابقائه داخل الوطن الواحد وابعاده عن الاعداء لئلا يكون العوبة بيد الاخرين وهذا ما سيكشفه يوما.

لكن ما هو مؤكد ومن خلال ممارساته العملية وتمديده لرئاسته لكثر من مرتين وهو مخالف للنظام الداخلي في كردستان، خطيئة لا تغتفر وما كان عليه ان يقوم بهذه الخطوة وقد انتهت ولايته لكن أراد برفع هذا الشعار الذي يستسيغه الجميع ويضع خصومه امام الامر الواقع مقتديا بصدام لفرض نفسه رئيس أوحد ويمهد التوريث لعائلته ولم تعد هذه القضية حبيس الابواب المغلقة في كردستان بل اصبحت من المقايضات التي دارت بين الاطراف المتنافسة.

لكن غلطته الاكبر في بناء مشروعه التوسعي الذي يشم منه رائحة الكيان الصهيوني واسلوبه في قضم الاراضي لكن الطريف في الامر ان مسعود وقبل ان يشهد مشروعه النور، قام بمصادرة الاراضي المتنازع عليها تحت شعار "حدود الدم" وكأنه يتعامل مع عدو لدود له وليس مع شقيقه العراقي الذي يلتقي معه في كل المشتركات الا العرقية.

لكننا لا ننسى ان اهم الاطراف الخبيثة التي دفعت مسعود للقيام بهذه اللعبة الخطرة هي الدوائر الاميركية والكيان الصهيوني والسعودية والامارات اللتان مولتا هذه الانتخابات، املاً ان تكون كردستان ورقة ضغط يستخدمونها كقاعدة لتمرير مصالحهم على حساب الشعب الكردي الذي سيجعلون منه حطبا لهم لا اكثر. وقد كان رهان مسعود برزاني الاكبر على اميركا بصفته انه يلعب دور الحليف كما تحلو له بنفسه بذلك متناسيا او مستغبيا نفسه ان اميركا كم خذلت من الحلفاء الذين خدموا اميركا ردحاً من الزمن وقدموا لها اكبر الخدمات وهم اهم واكبر من مسعود ولايمكن المقارنة بينهم ورمتهم برمشة عين في مزابل التاريخ دون ان تكترث لهم.

لقد اثبت مسعود وبقراءاته الخاطئة ومحاسباته المغلوطة انه لم يقرأ التاريخ ولم يحظ بمستشارين عقلاء يرشدونه الى الطريق الصحيح لذلك غلبت عليه العقلية القبلية التي اوصلته اليوم الى شفى الهاوية لتنهي حياته السياسية بهذا الشكل المذل الذي لم يكن احد يتمناه له بعد هذا التاريخ الطويل والمرير من الكفاح الذي بذله ليستعيد الكرد حقوقهم.

وما دعوة حركة التغيير الاخيرة الى تشكيل "حكومة انقاذ وطني" الى حين اجراء الانتخابات القادمة. الا دليل على نهاية حكم مسعود برزاني وسياساته الفاشلة التي كادت ان تدفع بكردستان الى الهاوية لولا السياسة الحكيمة لحكومة المركز وتعاطيها الايجابي والسلمي لمعالجة الموضوع بالتعاون مع القيادات الكردية الوطنية والمخلصة.