kayhan.ir

رمز الخبر: 63775
تأريخ النشر : 2017September22 - 20:55

حذاري من الانزلاق الى المخاطر


بدأنا نقترب من الدخول في دائرة الدقيقة التسعين لحسم الموقف نهائيا من استفتاء كردستان هل سيجري ام سيلغى وان كان يفصلنا عنه 48 ساعة لذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة حتى اللحظات الاخيرة خاصة وان المفاوضات بين الطرفين الكردستاني والعراقي ستبدأ اليوم في بغداد لتحدد مصير هذا الاستفتاء الذي يعتبر اجراؤه خطا احمر للعراق لان ذلك يعرضه ليس للتقسيم فقط بل ستكون بؤرة مستقبلية تشكل خطرا على الدوام عليه، ناهيك عن دول الجوار التي ترى في ذلك خطرا على امنها القومي من تبعات وتداعيات قيام كيان كردي تتلاعب بمصيره القوى الاستكبارية كاميركا والصهاينة لتمرير مصالحهم في المنطقة على حساب شعبه.

ومما لا شك فيه ومما لا يختلف عليه اثنان ان بارزاني يلعب بالنار ويتشبث بورقة خطيرة جدا وهي اكبر من حجمه ولولا الضوء الاخضر الاميركي الخفي وبعض دول المنطقة المعروفة لما استمر في موقفه المتعنت حتى هذه اللحظة. واما الكيان الصهيوني المشجع له على الانفصال لايشكل ثقلا لانه هو الاخر كيان مصطنع وزائل وهو بالتالي عبئا على بارزاني وعار عليه وليس عضدا له.

فايران الحريصة على العراق ووحدة اراضيه هي في نفس الوقت حريصة على ابناء كردستان من انهم لن يخاطروا بمستقبلهم ويمشوا في المجهول وراء فرد يتحرك بنزوات شخصية للتهرب من الملاحقة لما فعله طيلة مسؤوليته ولما يفعله اليوم لفرض الواقع في المناطق المتنازع عليها اي فرض سلطته على الحكومة المركزية وهي سابقة خطيرة لم تشهدها اية دولة فدرالية في العالم، وهذا ما يفتح الباب امام حرب اهلية لامناص منها وعندها لا احد يستطيع التكهن بما ستؤول اليه الامور وتظاهرات ابناء الموصل بالامس وتهديداتهم هي الشرارة الاولى لذلك ولاننسى تجربة "داعش" المرة جدا والتي طبل لها بعض الساسة العرب الذين دمروا مدنهم واهليهم بايديهم في وهم للقفز على السلطة وتحقيق احلام لا تتفق مع الواقع.

فمعارضة دول الجوار ودول العالم لمثل هذه الحركة الانفصالية الخطيرة وحتى مجلس الامن الذي اصدر بيانا في هذا المجال، قضية ليس عادية ويجب ان تأخذ بنظر الاعتبار خاصة وان احزاب كردية رئيسية تعارض ذلك ايضا وهذا ما يضيق الخناق على بارزاني ولم يجد امامه سبيلا سوى شد الحبل لانه يتمسك بطرح محرج لاي كردي يعارض ذلك علنا وهذا ما خلق مناخا غير طبيعي في كردستان يصعب على المعارضة الوقوف ضده. أما على صعيد العراق ودول الجوار فانه خط احمر لايمكن القبول به ابدا لان زرع كيان ثان بعد الكيان الصهيوني سيضع المنطقة امام دوامة من الصراعات والازمات التي قد تستمر لمئات السنين.