kayhan.ir

رمز الخبر: 5524
تأريخ النشر : 2014August19 - 21:40

داعش مفتاح العودة الى العراق

من خلال كل المؤشرات والوثائق والارقام والتصريحات الاميركية الغربية الموثقة بالصوت والصورة تؤكد ما لا يقبل الشك بانه لا استراتيجية في اميركا تعلو استراتيجية حماية امن الكيان الصهيوني وتوفير كل مستلزمات ذلك. وما قاله الرئيس كارتر في مذكراته بانه يستحيل على رئيس اميركي دخول البيت الابيض ما لم يحصل على صك البراءة من اللوبي الصهيوني، يدلل على احد اهم جوانب شخصية الرئيس وميوله وليس خفيا بعد ان ازيحت بريطانيا العجوز عن تصدر الامور في الشرق الاوسط الى التقاعد، تسلمت اميركا المهمة واصبحت الآمر والناهي حتى انتصار الثورة الاسلامية في ايران التي قلبت الموازين والمعادلات ليس في المنطقة فحسب بل في العالم اجمع، لذلك اخذت القوة الاميركية بعد غزوها افغانستان والعراق بالتآكل شيئا فشيئا حتى وصلت اليوم اضعف حالاتها، لكن هذا لا يعني انها تنصلت عن الكيان الصهيوني ولا تستطيع ذلك لان اللوبي الصهيوني الذي طبق النسخة الداعشية في اميركا من قبل عبر ترهيب وترويج الساسة الاميركان من جهة وتطميعهم من جهة اخرى. غرس مخالبه في المجتمع الاميركي وليس من السهولة اجتثاث هذا السرطان الا بعملية جراحية كبيرة يقوم بها الشعب الاميركي لتغيير واقع السياسي المأساوي واستعادة قراره الوطني المخطوف من قبل "ابيك".

ولا نذيع سرا اذا ما قلنا ان اميركا لم تفتح مخازن ذخيرتها فقط عام 2006 للحيلولة دون هزيمة الكيان الصهيوني بل وظفت امكاناتها المعنوية وخاطرت بسمعتها عندما تبنت المشروع التدمير ي المسمى بالفوضى الخلاقة لولادة مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يكون لاسرائيل فيه اليد الطولي لكن المقاومة الاسلامية وبقوة رجالها الاشداء أجهضوا هذا المشروع الجهنمي في مهده واستبدلوه بشرق اوسط مضيء وصاعد برزت فيه ثقافة المقاومة التي اتسعت يوما بعد يوم حتى اصبح عصرنا اليوم وكما سماه القائد نصر الله بـ"عصر الانتصارات".

لكن اميركا التي هزمت في 2006 مع الكيان الصهيوني لن تتعض من الدرس ولن تنفصل عن نزعتها العدوانية والشيطانية فيما خططت اليه لتقسيم المنطقة الى اشلاء متبعثرة عادت مرة اخرى الى المنطقة لكن هذه المرة ليست من بوابة الكيان الصهيوني الذي تكالبت عليه الهزائم وثبت عمليا انه اصبح خارج الوظيفة، فخططت واشنطن لايجاد البديل على ان يكون اكثر وحشية وارهابا ومن داخل المنطقة وان كان هجينا باسم "داعش" ليحقق نفس الاهداف لكن باقل الاعباء والتداعيات، غير ان الغباء الاميركي وعنتريات قادته دفعتهم للاعتراف بذلك مباشرة لحسابات في ذهنه، بانه هو من صنع "داعش" وهذا ما اقرت به هيلاري كلينتون في كتابها الاخير لتوفير الحماية للكيان الصهيوني وتمزيق دول المنطقة وهذا ما عجزت عن تنفيذه من قبل كونداليزا رايس عبر تسويقها للفوضى الخلاقة في حرب تموز 2006.

وما تسرب مؤخرا من شريط مصور قد نشر عام 2006 في المحافل الداخلية الاميركية يظهر فيه "جيمس والس" الرئيس الاسبق لوكالة المخابرات المركزية الاميركية يقول فيه "سنضع للعرب اسلاما يتناسب اهدافنا. الى ان يكمل: مما يتيح لنا مجال التمدد وستؤول الامور لنجاحاتنا،" يؤكد بما لايقبل الشك تخطيطهم المسبق لداعش لتنفيذ مهامهم في المنطقة وخاصة في العراق الذين خسروا ما كانوا يحلمون به.

ولا ننسى وهذا واقع نلمسه اليوم على الارض وبمرارة من خلال داعش ان السياسة الاميركية مبنية على استراتيجية جهنمية واستعمارية هدفها اغراق دول المنطقة سياسيا وامنيا وهي تبقى متفرجة تنتظر لحظة الاستمداد منها لانتشال هذه الدول وفقا لشروطها ورؤيتها لتأمين مصالحها في المنطقة وليسلم الجميع في النهاية بانه لا بديل عن الدور الاميركي. وما اعلنه الرئيس اوباما بالامس يفسر هذه الرؤية الاستعمارية الخطيرة التي تعزز الدور الاميركي ثانية في العراق عبر دعوته "وضع استراتيجية بعيدة الامد لمكافحة داعش في العراق وسوريا".

غير اننا على يقين بان الشعب العراقي بكل مكوناته وساسته المخلصين واثقون من انهم لم ولن يسمحوا بعودة المحتل بالمطلق وانهم قادرون وحدهم على اجتثاث هذا السرطان الجديد الذي زرعته اميركا في سوريا والعراق لان الباطل لايحارب الا عبر الحق وليس عبر باطل آخر يريد استغلال ذلك لمآرب خبيثة اخرى.