kayhan.ir

رمز الخبر: 51448
تأريخ النشر : 2017January18 - 20:42

ماذا يقول الفرنسيون عن اصرار بوتين وتمسكه بالرئيس السوري بشار الاسد؟


نضال حمادة

تتحضر فرنسا لوصول رئيس جديد خلال الاشهر الأربعة القادمة وعلى الاغلب سوف يكون من اليمين الجمهوري المسيحي، الداعي للتقارب مع روسيا، وبدأت دوائر الخارجية الفرنسية الاستعداد لتغيرات جذرية في سياسة باريس خصوصا في الموضوع السوري، والاوكراني والمواضيع المتعلقة بالجماعات التكفيرية المتطرفة ويعتبر رئيس الحكومة السابق (فرانسوا فيون) المرشح الاوفر حظًّا للوصول الى قصر الايليزيه، وفيون من دعاة التقارب مع روسيا وله تصريحات ومواقف من سوريا سوف تحدث انقلابا جذريا في سياسة فرنسا الشرق اوسطية وفي العلاقة مع روسيا العائدة بقوة الى الساحة الدولية.

فرنسا التي تراقب مع امريكا والغرب تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري بشار الاسد، يتحدث بعض الدبوماسيين فيها، عن خطأ امريكي وغربي بتقدير نوايا وقرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري في سوريا، حيث كانت كل دوائر القرار الامريكي من البيت الابيض مرورا بوزارتي الدفاع والخارجية وصولا الى وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، تقول في تقاريرها ان روسيا لن تتجرأ على التدخل العسكري في سوريا، بسبب وضعها الاقتصادي الصعب، فضلا عن المشاكل الداخلية التي تعانيها، ويشير الدبلوماسيون الفرنسيون الى حرب جورجيا التي وان كانت مدمرة للجانب الجورجي الا ان روسيا اكتفت بالضرب بقوة على حدودها ولم تصل قواتها للعاصمة الجورجية تبيليسي، غير ان هذه التوقعات الامريكية والاوروبية فشلت كلها وتدخلت روسيا بقوة في سوريا وشنت طائراتها حربًا شعواء ضد الجماعات التكفيرية في سوريا داعمة الجيش السوري وحزب الله، ما اعاد العمل الغربي والخليجي في سوريا الى نقطة الصفر، وبعدما كانت الامنيات في العام 2011 بسقوط الرئيس السوري تتراوح بين شهرين الى ستة اشهر حسب توقع كل بلد وكان الفرنسيون يتوقعون ان يصمد الاسد اربعة أشهر لا غير، اصبح الغرب يعمل من منطلق ان الاسد باق في السلطة .

فرنسا المربكة في سوريا

يعزو غالبية الدبلوماسيين الفرنسيين التدخل الروسي الى احساس روسي بالاهانة من قبل الغرب، وشعور موسكو ان هناك محاولات لحصار روسيا واسقاطها على غرار ما حصل مع الاتحاد السوفياتي السابق، ويشيرون إلى ان روسيا ما كانت لتترك اخر قاعدة لها في البحار الدافئة تسقط دون ان تتحرك، في اشارة الى سوريا، وينقل عن دبلوماسي فرنسي عمل في موسكو قوله ان الغرب ضغط روسيا كثيرا وكذب عليها في ليبيا وحرك عليها الشارع في اوكرانيا، ونشر صورايخ باليستية في بولونيا على حدودها رغم تعهد الالمان بعدم حصول هذا الامر في المفاوضات بين المانيا الغربية والاتحاد السوفياتي والتي ادت الى سقوط جدار برلين.

ما الذي يدفع بوتين الى التشدد في دعم الأسد حاليًّا؟

تقول مصادر دبلوماسية فرنسية، ان السعودية وقطر قدمتا عروضا كبيرة ومغرية لروسيا مقابل تخليها عن الرئيس السوري بشار الاسد، وقد تعهد السعوديون على لسان بندر بن سلطان ان تبقى القاعدة البحرية الروسية في اللاذقية على البحر المتوسط، وقدمت الدوحة والرياض عروضا استثمارية لموسكو بمئات مليارات الدولارات لكن هذا لم يؤثر على قرار بوتين بل زاده تشددا في الدفاع عن الرئيس السوري، وتشير المصادر الدبلوماسية الفرنسية الى ان الغرب تراوده شكوك ان تكون ايران قد عرضت على روسيا اقامة قاعدة عسكرية روسية في مياه الخليج الفارسي، على مقربة من منابع النفط في الشرق الاوسط، ما دفع بالولايات المتحدة الى ترك روسيا تتصرف في سوريا دون ازعاجها فعليا ودون الدخول في مواجهة معها هناك، مقابل ان لا تقيم روسيا قاعدة عسكرية في الخليج الفارسي وهذا ما لا يمكن لواشنطن ان تسمح به، وتعتقد فرنسا ان ترامب سوف يتعامل مع روسيا من هذا المبدأ، اي ان الولايات المتحدة لن تقف بوجه التسوية الروسية في سوريا على ان لا ترسل موسكو قوات الى الخليج الفارسي.