kayhan.ir

رمز الخبر: 51446
تأريخ النشر : 2017January18 - 20:41

إيران والحرص على منع إسقاط السعودية


ماجد حاتمي -

ما قاله أمين المجلس الأعلي للأمن القومي الايراني علي شمخاني، بشأن حرص الجمهورية الاسلامية في ايران على منع محاولات اسقاط النظام في السعودية، تجسده ايران عمليا، ومنذ اكثر من ستة اعوام، عبر محاربتها وبدون هوادة للجماعات التكفيرية في المنطقة.

التصدي للجماعات التكفيرية وعلى رأسها "داعش” والقاعدة، تعني في الحقيقة تحصين دول المنطقة امام المخطط الصهيوامريكي الذي يستخدم الفكر التكفيري والتكفيريين كمعول لهدم الدول العربية والإسلامية، وتحويلها الى "امارات” و"كيانات” طائفية وعرقية متناحرة ومتصارعة، لتخلد "اسرائيل” للراحة، ولتحافظ امريكا على مصالحها.

امريكا و"اسرائيل” نجحتا في تحريض بعض الدول العربية والإسلامية على ايران ومحور المقاومة، بذريعة الوقوف في وجه "المدّ الشيعي” المزعوم، وهي سياسة تتقنها امريكا و”اسرائيل” جيدا، ودفعت بهذه الدول الى استخدام "السلاح الطائفي” في حروب ساحاتها البلدان العربية والإسلامية، وضحاياها الشعوب العربية والاسلامية، والقاتل والمقتول فيها من المسلمين، بينما كان واضحا ومنذ البداية ان امريكا و”اسرائيل” كانتا ومازالتا تخططان من اجل مصالحهما، وهي مصالح تتعارض كليا مع مصالح الدول والشعوب العربية والاسلامية، فالتجربة التاريخية اثبتت وبشكل واضح، ان مصالح امريكا و”اسرائيل” لا يمكن ان تتحقق الا بضرب مصالح العرب والمسلمين.

شمخاني اشار الى هذه الحقيقة في تصريحاته التي جاءت في سياق مقابلة اجرتها معه فصلية ايرانية تُعنى بالسياسة الخارجية، عندما أكد على أن الجمهورية الإسلامية طالما تصدت للتطرف ودافعت عن وحدة اراضي دول المنطقة، لأن تقسيم دولها يؤدي الى سيطرة الفكر الإرهابي عليها، وهو ما يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للعالم الاسلامي.

انطلاقا من هذه المصالح الإستراتيجية للعالم الإسلامي، يؤكد شمخاني على انه وخلافا لكافة التصورات فان الجمهورية الإسلامية لا تسعى لإسقاط النظام السعودي، بل تحرص علي منع محاولات اسقاطه، فسقوط النظام لا يعني بتاتا أن يكون البديل أفضل، بل من المحتمل جدا أن يؤدي ذلك الي تقسيم السعودية وسيطرة الفكر الداعشي المتطرف علي أجزاء مهمة من السعودية.

المخاطر التي تهدد الدول العربية والاسلامية كوجود، تستدعي من دول مثل السعودية وتركيا، كما يرى شمخاني، ان تحذرا من المخطط الغربي الرامي الى تقسيم دول المنطقة، فالنيران المشتعلة اليوم في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها، من الصعب حصرها في تلك الجغرافيا، لذا على السعودية وتركيا ان تحسما امرهما، فإما ان يرحبا بتقسيم سوريا والدول الإسلامية، وعندها لن يكونا في مأمن من التقسيم، وإما ان يقفا في وجه هذا المخطط، كما تفعل ايران.