kayhan.ir

رمز الخبر: 4456
تأريخ النشر : 2014August01 - 23:19

الصهاينة يجنون والعرب يغطون

ستة وعشرون يوما من العدوان الصهيوني المتوحش الذي فاق كل التصورات ووصل إلى درجة بات الجيش الصهيوني يرتكب جرائم حرب بالجملة يندى لها جبين البشرية وضع العالم في قفص الاتهام وخاصة العالم العربي الذي بدى ليس متفرجا فقط بل متآمر بامتياز حيث اكدت التسريبات بان السعودية والامارات تعهدت بدفع كافة تكاليف العدوان على غزة للقضاء على حماس وكأن الشعب الفلسطيني يتخلص في هذه الحركة الذين يختلفون معها فكريا وسياسيا حيث يريدون ذبح شعب باكمله وينهون وجوده لخلافات شخصية وهذا منتهى السقوط الاخلاقي والانحطاط الوجداني حيث يضعون انفسهم في خانة اعداء الشعوب وليس الشعب الفلسطيني لمساندتهم لعدوان بربري وهجمي للغاية يستهدف الابرياء خاصة الاطفال والنساء ويبيد عائلات باكملها كلما شهدها التاريخ وهذا ما بدأ يحاصر الكيان الصهيوني على مستوى الشعوب والدول الحرة في العالم خاصة في اميركا اللاتينية التي احرجت اليوم بمواقفها المبدئية والانسانية الدول العربية التي لازالت تحتفظ بعلاقاتها مع الكيان الصهيوني القاتل لاطفال فلسطين . نقولها بمرارة واسف شديدين ان النظام العربي الرسمي هو اليوم اسرائيلي اكثر من الاسرائيلي للقضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.

ان جرائم الابادة التي تتعرض لها غزة فضحت وعرت الحكام العرب حتى اولئك الذين تسلقوا إلى كرسي الحكم من خلال ركوب موجة الثورات والتحرك تحت يافطة عبد الناصر الذي سخر كل امكانات مصر خدمة للقضية الفلسطينية وفيما خليفته الوهمي لا يسمح لان تكون مصر اليوم ممرا انسانيا واغاثيا لا اكثر فاين الثرى من الثرايا.

اما العاهل السعودي الذي يدعي انه بلاده حامية السنة المسلمين في العالم يستكثر في كلمته بمناسبة عيد الفطر السعيد حتى الاشارة لهذا العدوان الشرس الذي تتعرض له غزة ناهيك عن التنديد به او مواساة الشعب الفلسطيني على محنته ومواساته ويا ليت ان المأساة تنتهي عند هذا الصمت الرهيب والمخزي بل ذهبوا لاطلاق اقلام المسعورين خاصة في الصحافة المصرية والسعودية وفي مقدمتهم الامير تركي الفيصل في تبرير العدوان الصهيوني على غزة وتحميل حماس مسؤولية الدماء التي تنزف ظلما وغدرا هناك.

والسؤال التاريخي الذي يطرح نفسه اليوم إلى اين ذاهبون يا عرب. فالصهاينة يجنون وانتم تغطون وتبررون لكننا نقولها بثقة كاملة وامل كبير بالوعود الالهية لامحالة وان هؤلاء الحكام وامثالهم سيشترون لانفسهم خزي الادنيا والاخرة وان فضيحتهم الدولية امام شعوبهم والعالم جعلتهم خارج الزمن وليس هم بعرب ولا حتى مسلمين ولو كانوا كذلك لانتصروا للمظلوم بلسانهم على اضعف الايمان.

اما لعبة قطر وتركيا للاتجار بالدم الفلسطيني وبالتنسيق مع جناح سياسي في حماس فمفضوحة وستنتهي بالطلاق لصمود غزة وقربها من الانتصار وهذا ما سيدفع بالادارة الاميركية لانهاء هذه اللعبة وان كانت تجري في البيت الواحد لمن يدور في فلكها في المنطقة سواء السعودية ومصر او قطر وتركيا لان المعيار الوحيد لها هو الكيان الصهيوني ودون ذلك لا قيمة له بالنسبة للادارة الاميركية وهذا ما سنراه قريبا واشد ما يقلق اليوم هذه الادارة هو نهاية هذا الكيان الوظيفي الذي بدأ يلفظ انفاسه بسبب تعاظم قوى المقاومة الفلسطينية وتطوير صواريخها وتكتيكاتها القتالية ونزول الضفة الغربية وعرب الـ 48 إلى ساحة المواجهة بكل ثقلهم ودعمهم جميعا الجمهورية الاسلامية وجميع قوى المقاومة في المنطقة لمنع سقوط غزة والحفاظ على اسلحتها وهذا خط احمر اعلنته طهران عبر الرسالة التي بعث بها الجنرال سليماني إلى ابناء غزة الميامين والمقاومين وان نهاية هذا الكيان الغاصب والارهابي اقرب مما نتوقعه ولو ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تتوقع ذلك خلال عقد واحد عبر تقرير اصدرته مؤخرا مستندة إلى الهجرة المعاكسة التي ستتم خلال السنوات القادمة وهي بالملايين والتي بدأت فعلا ولا يمكن التغطية عليها ونختتم التقرير بالقول ان ازالة اسرائيل قضية حتمية.