kayhan.ir

رمز الخبر: 37838
تأريخ النشر : 2016May01 - 21:11

الفوضى لا تحقق الاصلاحات!

مهدي منصوري

في الوقت الذي تنصب كل الجهود لمواجهة الارهاب الاعمى في العراق والتي تتطلب تعاون جميع ابناء الشعب العراقي ضد العدو المشترك، وهو الامر الذي لا ترغبه الدول الداعمة لهذا الارهاب وعلى رأسهم السعودية، فلذلك بدأت الدوائر الاستخبارية والاقليمية ومن اجل تشتيت الجهد العراقي الواحد ضد الارهاب الى خلق بعض النزاعات الداخلية لخلق فجوة او شرخ في الوحدة الوطنية العراقية تحت ذريعة الاصلاحات السياسية والاقتصادية.

ولذلك فان حالة الفوضى العارمة التي عمت العاصمة العراقية بغداد والتي ادت الى القيام ببعض الممارسات التي لا تليق لشعب اتخذ من الديمقراطية منهجا للوصول الى تحقيق مطالبه، والذي كان بعيدا جدا عن الاعراف والتقاليد المعروفة بحيث تم احتلال البرلمان واطلاق الشعارات السياسية التي ليس لها أي صلة بالاصلاحات، مما يعكس ان هذا التحرك وان كان عفويا الا ان هناك ايادي خبيثه وحاقدة قد استغلت هذه الفوضى لتنفذ اجندتها ولتعكس صورة غير الصورة التي جاءت من اجلها الاحتجاجات.

وكذلك نجد ان الصف المعادي للعملية السياسية من بعض الدول الاقليمية و من ايتام صدام المقبور قد انتشت فرحا بما يجري واخذت تطلق رسائل التهنئة وكأن الامر قد حسم لصالحهم.

الا ان الواقع قد عكس غير ذلك الا وهو ان العراقيين ومن مختلف توجهاتهم قد اعتبروا ما حدث حالة من الفوضى ولم تتلق الدعم الكثير من القوى المنضوية في التحالف الوطني ولذلك خرجت التصريحات من اقطاب القوى الوطنية العراقية داعية الى تهدئة الاوضاع وعدم الانجرار وراء رغبات اعداء العراق والعراقيين الذين يتصيدون بالماء العكر والذين كان يتحينون الفرصة لتغيير مسار التظاهرات السلمية المطالبة بالاصلاحات.

لذلك فان وفي هذاا لظرف الحساس والذي يعيشه العراقيون اليوم من تهديد جدي من الارهاب والارهابيين وداعميهم يتطلب الامر تطويق ماحدث بالامس والاتجاه نحو التهدئة واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه ليتم التفكير وبجدية نحو الذهاب الى تحقيق مطالب الشعب العراقي من اجراء الاصلاحات ومحاسبة المفسدين الذين اوصلوا العراق الى ما هو عليه اليوم، مع ملاحظة ان هذا الامر لايمكن ان يتحقق من خلال الفوضى وارباك الوضع الامني والسياسي والذي يجعل من التفكير الجدي في حل المشاكل صعب المنال، واذا تعذر على الكتل والاطراف السياسية التوصل الى حل يرضى الجميع فعليهم الاحتكام الى المرجعية الرشيدة التي كانت على طول التاريخ فصل الخطاب وصمام الامان للعراق وصونه من الانزلاق الى المخاطر والمتاهات.