kayhan.ir

رمز الخبر: 128109
تأريخ النشر : 2021March07 - 20:10

إن كان السيد المسيح (ع) بين ظهرانينا...


حسين شريعتمداري

1 ـ وإن استقطبت زيارة البابا فرنسيس راس الكنيسة الكاثوليكية، الى العراق وسائل الاعلام كخبر ساخن، الا ان الذي جعل الخبر بطينا وحوله الى العنوان الاول لكثير من المواقع الخبرية هو لقائه اول امس بسماحة المرجع الديني الاعلى آية الله السيستاني في النجف الاشرف وفي بيته (حفظه الله تعالى).

فالمكونات الدينية والمحافل السياسية الدولية كانت تتوقع طرح الامور المصيرية والغاية بالاهمية في هذا اللقاء، اذ يشكل قطباه سماحة آية الله السيستاني بصفته احد المراجع العظام في عالم التشيع، وذاع صيته بالدفاع عن حياض الاسلام، والبابا فرانسيس زعيم الكاثوليك في العالم.

2 ـ لربما كان البيت الصغير والمتواضع لسماحة آية الله السيستاني هو الرسالة الاولى للبابا في هذا اللقاء. فأحد مراجع الشيعة الكبار والذي يتمتع بمكانة ومقبولية واسعة في العراق، يسكن في بيت صغير متواضع في الوقت الذي يعج العراق بالقصور الفارهة والخيالية لصدام.

3 ـ إن زعيم كاثوليك العالم يصل العراق على بساط الامن والامان والى وقت قريب تخضب الشعب العراقي المظلوم بدمه، من قبل الارهاب التكفيري صنيعة اميركا وبدعم مفضوح من التحالف الغربي العبري والعربي، الا انه بفضل فتوى الجهاد لسماحة آية الله السيستاني تمكن الشباب المضحي العراقي تحت قيادة الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وسائر رفاق الجهاد، تمكنوا من دحر الارهابيين التكفيريين من عناصر داعش، فانقذوا التراب المقدس للعراق وشعبه بمكوناته؛ الشيعة والسنة والمسيحيين من المخالب الدموية لجرثومة الفساد والدمار داعش.

4 ـ ان البابا فرانسيس في الوقت الذي دخل العراق كضيف على سماحة آية الله السيستاني والشعب العراقي بحفاوة واحترام بالغين، ليس ما كانت اميركا تحفظ حرمة الحاج قاسم سليماني الضيف المبجل والمضحي على الشعب العراقي، وحسب بل أراقوا دمه الطاهر ودم مضيفه الشهيد ابو مهدي المهندس غيلة في جنح الظلام، الشهيدان اللذان لعبا الدور الاساس في مواجهة الارهاب التكفيري.

5 ـ لم يكن الشعب العراقي المسلم وحدة من يعتبر امنه واستقراره رهين مرجعية سماحة آية الله السيستاني والحشد الشعبي والشهيد سليماني والشهيد ابومهدي و... وحسب بل ان سلامة حياة المسيحيين ورفاههم في العراق وبقاء كنائسهم في هذا البلد حصيلة تضحيات هؤلاء.

وفي جانب من بيان مكتب سماحة آية الله السيستاني حول لقاء سماحته اول امس تمت الاشارة الى هذا الامر، حيث جاء؛ "وأبدى {سماحة آية الله السيستاني} اهتمامه بان يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في امن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية واشار الى جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية ولاسيما في المدة التي استولى فيها الارهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية ومارسوا فيها اعمالا اجرامية يندى لها الجبين".

6 ـ وبالتالي فان هذا اللقاء يذكرنا بلقاء ممثل البابا يوحنا بولس الثاني بسماحة الامام ـ رضوان الله تعالى عليه ـ سنعطف على جانب منه؛ فسماحة الامام (ره) قد أرسل رسالة خلال اللقاء بالاسقف "هانيبال بوغينيني" الى البابا يوحنا بولس الثاني، يسأله فيها، لو كان المسيح عليه السلام بين ظهرانينا، وشهد عداء وجرائم اميركا ضد ايران والشعب الايراني، فهل كان ينحاز لنا ام الى جانب اميركا؟ ونعرج على مقطع منه:

"لو كان المسيح عليه السلام في هذا الزمان فهل كان البابا وسائر كبار رجال الدين يرجحون بانه (اي المسيح) سيرتبط بـ "كارتر" وبالشاه المطرود، ويتخلى عن هذا الشعب المظلوم؟!

هذا الاحتمال ينبغي ان يرجحه البابا او سائر رجال الدين المسيحيين، ورجال دين جميع الاديان بانه اذا جاء عيسى المسيح بين ظهرانينا، فهل سيتصل بشريحة المظلومين ام بشريحة الظالمين؟ ... فالقاعدة هي واتكلم حسب الدين المسيحي ومكانة المسيح ـ فمكانة المسيح المرموقة تقتضي، بان يعترض على الظالم، ويردعه عن ارتكاب المظالم. وباعتباركم ممثلي السيد المسيح، والشعوب كذلك تابعة للسيد المسيح، ولابد لهذه الشعوب ان توالي المسيح.

او يصح ان تدين الشعوب بهذا بان يقف السيد المسيح والعياذ بالله الى جانب الظالم؟! ويعادي المظلوم؟! ولا أظن بان هناك مسيحيا واحداً يقول بذلك". 28 نوفمبر 1980.

يذكر ان سماحة الامام (ره) وفي اشارة الى نماذج لجرائم اميركا، قال لدى استقباله لفيف من رجال الدين المسيحيين بتاريخ 24 ديسمبر 1980: "هل ان البابا على علم بهذه الامور كي يتهمنا؟ أم يوصلوا اليه الامور بشكل سيئ؟ فلو كان على علم فاُف لنا واُف للمسيحيين واُف لرجال الدين المسيحيين وان لم يكن على علم فاُف لما آلت اليه الفاتيكان"!

7 ـ ان جرائم اميركا ضد الشعب العراقي المجيد على درجة من الوسعة والدوام بحيث لا يمكن حصرها. نتوقع الآن سماع اجابة مناسبة وضرورية من البابا فرانسيس بعد لقائه سماحة آية الله السيستاني واطلاعه على مدى قلقه وهمه الاساس في ضرورة محاربة الظلم والاستبداد وانقاذ البشر من القوى الاستكبارية مصاصة الدماء، ان يجيب على التساؤل المعلق للامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) والذي هو بالتاكيد نفس تساؤل سماحة آية الله السيستاني (حفظه الله تعالى).

فلو كان السيد المسيح عليه السلام بين ظهرانينا، واطلع على الجرائم العديدة لاميركا وبعض الدول الغربية الاخرى والتي تتبجح اتباعها السيد المسيح(ع)، فهل كان سيختار الصمت وعدم الانحياز، وبسكوته يقف الى جانب اميركا وسائر القوى الاستكبارية أم كان يهب دعما للشعوب المظلومة؟ واي جهة كان يختار البابا فرانسيس بصفته زعيم الكاثوليك في العالم؟

أيصطف الى جبهة السيد عيسى المسيح (ع) أم ...؟!