kayhan.ir

رمز الخبر: 125810
تأريخ النشر : 2021January25 - 20:32

معادلة ردع جديدة في المنطقة


ما ان خبا غبار الانفجار المزدوج في ساحة الطيران في بغداد، وتمت عملية دفن شهداء هذه المجزرة الى مثواهم الاخير، حتى سمع دوي انفجارات هزت العاصمة السعودية الرياض خاصة قصر اليمامة اثر هجوم لطائرات مسيرة لم تعرف حتى تلك اللحظة مصدرها، لكن سرعان ما وجهت السعودية اصابع الاتهام لانصار الله وادعت وكما عادتها انها استطاعت تدمير اهداف جوية حاولت استهداف الرياض. الى هنا انتهت الرواية الرسمية السعودية فيما اتهمت جهات أخرى بالرياض بان الاعتداء التي تعرضت له المملكة جاء من اليمن أو العراق وهذا ما سخر منه المراقبون واعده ضعفا كبيرا لهذا البلد الذي يمتلك احدث الاجهزة والرادارات المتطورة وتقف خلفها المنظومة الاميركية والغربية لم تستطع كشف مصدر وانطلاق هذه المسيرات التي استهدفت قصر اليمامة بالرياض.

غير ان المأزق والاحراج السعودي من هذه الحادثة الغامضة شكل لها فضيحة كبيرة على المستوى الداخلي والاقليمي والعالمي بعد ان نفت حركة انصار الله مسؤوليتها عن ذلك لكن ما صدم الرياض بالصميم ان يعلن فصيل حديث العهد باسم "ألوية الوعد الحق" وقد عرّفت على نفسها بانها من ابناء الجزيرة العربية بتبنيها لهذه العملية بالمسيرات وهذا يؤشر الى بداية مرحلة جديدة لاتساع محور المقاومة ومن داخل الاراضي السعودية لتشهد المنطقة معادلة ردع جديدة ترسم لمسارات وتوازنات لصالح محور المقاومة.

وما كان لافتاً في بيان "ألوية الوعد الحق" ان عمليتها الجريئة في الرياض جاءت للثأر لدماء الشهداء في محور المقاومة واذا ما استمرت العمليات الارهابية فان ردها سيكون اقوى الا انها وفي نفس الوقت وجهت رسالة تحذيرية لابن زايد بوقف جرائمه والا فان الضربة القادمة ستطاله.

وهذا هو اول بيان يصدر عن فصيل "ألوية الوعد الحق" المشكل من ابناء الجزيرة العربية حيث نددوا بجرائم بن سلمان وابن زايد الداعمين لداعش والتكفيريين ودفعهم من جديد لارتكاب المجازر في دول محور المقاومة.

لاشك ان عملية الرياض البطولية شكلت أرباكا واضحا للنظام السعودي الذي عجز لحد الان عن كشف مكان أنطلاق المسيرات لان فيها من الابعاد الستراتيجية والرسائل البليغة التي قد لا تستوعبها الرياض بهذه العجالة وقد يلزمها الوقت الكثير لفك شفراتها خاصة وانها اليوم غارقة في بحار أتون ازماتها المتعددة خاصة الرمال اليمنية التي غاصت فيها منذ ست سنوات وهذا ما سئم منه العالم الذي تحرك يوم امس وعبر 600 منظمة حقوقية وانسانية واممية واغاثية للمطالبة بانهاء العدوان والحصار على الشعب اليمني الذي شهد ويشهد اسوء كارثة انسانية في العصر الحديث تتطلب من الجميع بذل ما وسعهم لانهاء هذه المأساة الانسانية وبأسرع وقت.