kayhan.ir

رمز الخبر: 119336
تأريخ النشر : 2020September16 - 20:32

ترامب والوعد الخادع الكاذب

مهدي منصوري

عرف ترامب ليس فقط لدى الاميركيين فحسب بل في العالم اجمع وكما وصفته الصحافة الاميركية فضلا عن بعض السياسيين الذين عملوا في ادارته بصفة "الكاذب" بحيث أحصت صحيفة نيويورك تايمز ان ترامب يكذب لا اقل من خمس كذبات يوميا، ولذا فان صفة الكذب قد تلازمت مع ترامب من خلال قراراته غير المتزنة بحيث يتنصل عنها وبعد لحظات من اتخاذها كما فعلها مع اغلب الدول وبهذا الاسلوب افقد ترامب مصداقية بلاده وبصورة شهدها الجميع وبوضوح.

واليوم وهو على اعتاب الانتخابات الرئاسية والتي لا يريد ان يخسرها ليبقى لفترة اخرى رئيسا للولايات المتحدة فانه اخذ يتخبط وبصورة هستيرية وباتخاذ قرارات عجولة وغير مخطط لها لانه غير قادر على تنفيذها على ارض الواقع ليخدع الرأي العام الاميركي لكي يذهب لصناديق الاقتراع ويمنحه صوتا، رغم ان ترامب نفسه يعلم جيدا ان القطار قد تخطاه ولا يستطيع اللحاق به بسبب استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم منافسه بايدن وفي اغلب الولايات الاميركية مما اوجد لديه حالة من اليأس الكبير، ولذا فهو يبذل محاولات يائسة لتغطية الفشل الذريع الذي متى به خاصة في حل المشاكل في الداخل الاميركي واخذ يرمي بثقله نحو الخارج والتي كان آخرها الضجيج الاعلامي الزائف حول سحب قواته من العراق وافغانستان، الا ان ولهذه اللحظة لم يشهد العالم او الشعب الاميركي على الخصوص اي خطوة عملية بهذا الاتجاه فما سيؤثر حتما على مستقبله السياسي.

وبطبيعة الحال فان ترامب ووزير خارجيته ووزير دفاعه وبعض القيادات العسكرية في المنطقة قد اوجدوا ضجيجا اعلاميا مكثفا من انه سيتم سحب القوات الاميركية من العراق ولم يتبق منها سوى الفي جندي اميركي وان الاستعدادات قائمة لتنفيذ هذا الامر. الا انه ومن طرف آخر تصدر تصريحات من بعض القادة العسكريين خاصة مسؤول القوات الاميركية في المنطقة ماكنزي ينفي قرار الانسحاب ويؤكد بقاء القوات الاميركية ولاهداف وغايات بعيدة عن الواقع والتي عنوانها الخادع مكافحة داعش الا انها تخفي وراءها عناوين اخرى اهمها التدخل في الشأن السياسي العراقي الداخلي من خلال فرض ارادتها لكي يرتهن العراق للارادة الاميركية والذهاب في ركب المشروع ـ الاميركي ـ الصهيوني ـ السعودي لضمان امن الكيان الغاصب.

الا ان وفي الطرف المقابل والذي لازال وسيبقى يقض مضاجع القوات الاميركية هو ما يقوم به ابناء الشعب العراقي الرافضين للاحتلال الاميركي بكل صوره العسكرية والسياسية والاقتصادية قد اخذوا على عاتقهم تخليص بلدهم عن هذه الهيمنة الشريرة التي لم تجلب للعراق سوى الازمات الخانقة والقتل والتدمير، ولذلك شمروا عن سواعدهم واستخدموا اسلوب المواجهة المسلحة مع القوات الاميركية واستخدموا اللغة الوحيدة التي يفهمها الاميركان ليضطرهم صاغرين بالخروج اذلاء خاسئين. ولذلك نجد ان العمليات التي تستهدف مواقع ومعسكرات وارتال المساعدات للاميركيين اصبحت مسلسلا يوميا والمفارقة ان الامر لم يقتصر على الاميركان فحسب بل حتى القوات المتحالفة معهم والتي كان آخرها استهداف بعثة عسكرية بريطانية في بغداد واشارت الانباء ان ضابطا بريطانيا قد قتل في هذا الاستهداف.

اذن وفي نهاية المطاف فان مقاومة المحتل الاميركي لايمكن ان يقر لها قرار حتى تطهر العراق من دنسهم ونخرج آخر جندي اميركي لان في ذلك وحدة واستقرار وسيادة بلدهم. وان الشعب العراقي وبكل فصائله ومذاهبه ومشاربه هم مع ابطال المقاومة لانها شكلت من ابنائهم الغيارى على الوطن.