kayhan.ir

رمز الخبر: 117001
تأريخ النشر : 2020August04 - 20:31

ترامب والخدعة المفضوحة

مهدي منصوري

اعتراف ترامب وفي مقابلة مع وكالة "اكسيوس" الاخبارية ان قرار ارسال قوات الى منطقة الشرق الاوسط وزجها في صراعات المنطقة هو اعظم خطأ في تاريخ بلاده معلقا ان هذه بوجهة نظري” ونا قض نفسه وفي نفس اللقاء بالقول "ان الولايات المتحدة تعتزم انهاء سياسة الحروب التي لا نهاية لها وتسعى الى اقامة شراكات مع دول العالم بدلا من التنافس والتناحرمعها".مما يعكس تصريح ترامب هذا وفي هذا الظرف الخانق الذي يعيشه على المستوى الاميركي الداخلي والعالمي والذي كان سببه خطواته وسياساته الانفرادية الخاطئة التي استخدمها بالتعامل مع مختلف القضايا العالقة.

ويتضح من هذا التصريح ان ترامب يعيش اليوم حالة من الصراع النفسي والتخبط الكبيرين، والسؤال المهم هو اين كان ترامب وعلى مدى اكثر من عقدين من الزمن ومنطقة الشرق الاوسط التي ذكرها في تصريحه تعاني الامرين من التدخل الاميركي والذي تمثل قمة الاجرام في العالم من اشعال العدوان الصدامي الظالم على الجمهورية الاسلامية، الى التدخل العسكري في العراق وافغانستان وغيرها من الدول خلال شن الحروب الى التدمير البشري والانساني من خلال تشكيل منظمات ارهابية ابتداء بالقاعدة وانتهاء بتنظيم داعش والدي لازال ولهذه اللحظة يمارس دوراً قذرا واجراميا بحق الشعوب والتي راح ضحيتها الالاف بالاضافة الى تدمير البنى التحتية، واوضح مثال هو ما يعانيه الشعب اليمني من الحصار اللاانساني واللااخلاقي القائم على يد ربيبة اميركا السعودية وكذلك القصف الصهيوني المدعوم اميركيا ضد الشعب الفلسطيني وابناء المقاومة في لبنان وسوريا.

اذن اعتراف ترامب هذا رغم انه جاء متأخراً، ومن اجل اهداف سياسية بحتة لكي يضمن عودته لرئاسة اميركا من جديد، الا انه من حيث يدري ترامب او لايدري فان هذا الاعتراف تقع عليه تبعات كثيرة لابد ان يتحملها خاصة وان الدول التي اصابها الضرر والحيف من الاعتداءات الاميركية لابد ان تضع نصب اعينها تصريح ترامب وتعمل على توثيق كل الجرائم الاميركية ضدها سواء كانت المباشرة او غير المباشرة لتعرضها على محكمة الجنايات الدولية وكذلك من وقف وراء هذه الجرائم في الحكومات الاميركية السابقة واللاحقة، وعلى ترامب ان يدرك ان اعترافه هذا لا يشفع له في ان يخفف عنه المأزق الذي يعيشه او يعفيه من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعوب او انه يسهل له طريقه للعودة من جديد الى رئاسة اميركا، بل العكس من ذلك فانه سيعقد عليه المشهد وبصورة قد يذهب به بدلا من الرئاسة الى قفص الاتهام ليجيب على كل هذه الجرائم وينال جزاءه العادل. وبنفس الوقت لا يمكن لترامب ان يستفيد من اعترافه في خداع الشعب الاميركي او شعوب العالم لانه عرف وعلى مستوى العالم بالكذب الذي لا ينفك عنه دقيقة واحدة.