kayhan.ir

رمز الخبر: 113632
تأريخ النشر : 2020June06 - 20:24

ترامب يحول اميركا العظمى الى ترامبستان متوحشة

النموذج الاميركي الصارخ في التعامل الوحشي الغير مسبوق بهذه الشدة مع الداخل باستخدام الشرطة للعنف المفرط ضد ابناء الشعب وان كان السود لهم من حظها سبعة اضعاف البيض، كان صادما وبامتياز ليس للاميركيين وحدهم بل للعالم اجمع حيث روجت امبراطورية الماكنة الاعلامية الاميركية زوراً وبهتاناً لعقود طويلة ومعها ابواقها الذيلية وعملائها في كل مكان، بان اميركا واحة الحرية والديمقراطية واذا بها تظهر فجأة وفي عهد ترامب بالذات الذي اضطر ان يكشف عن حقيقة اميركا وماهيتها الوحشية والخبيثة في التعامل مع الشعب الاميركي الذي يطالب بحقوقه المشروعة في التنفس والتخلص من النظام الحزبي الذي يهيمن على مقدراته بانها ليست احسن حالا من الدول المستبدة والمتخلفة التي تستخدم العنف الوحشي والمفرط لاسكات الحراك السلمي فيها وان تعامله اللاانساني واسلافه مع شعوب العالم وبهذا الاسلوب الوحشي القمعي الذي يظهر لاول مرة مع شعبه هي مشاهد مروعة ومشينة التي تجلب العار الابدي للنظام الاميركي قد انتقلت الى الداخل وهذا ما اشارت اليه حتى الصحافة الاميركية واجمعت على وحشية ترامب حيث وصفته نيويورك تايمز بانه "كارثة وطنية للبلاد."

التعامل الوحشي الفض للشرطة الاميركية مع الحراك الشعبي ليس تصرفا فرديا بل انه نهج اميركي ثابت في النظام الراسمالي المتوحش للحفاظ على مصالح الكارتيلات والشرطات الكبرى التي تتحكم باميركا وانتخاباتها وبالتالي تهيمن على العالم من خلال هذا الاسلوب الوحشي لقمع الشعوب واسكاتها وان الاحصاءات الاميركية تشير الى ان الآلاف من السود يقتلون سنويا في البلاد.

فالقضية ليست محصورة بترامب وسياسته انما ما يفعله هو تعبير عن حقيقة مؤسسات الدولة العميقة التي ارست اساسها على القمعية الممنهجة لاسكات اي صوت معارض لهذا النهج داخليا كان ام خارجيا، لكن كل ما فعله ترامب اظهر ذلك الى العلن لان الظروف القاهرة والصعبة اجبرته ان يضع القفازات المخملية التي كانت الحكومات الاميركية السابقة ترتديها ويشهر قبضته الحديدية ويطلب النجدة من الجيش ليزيد من بطشه ضد الشعب الاميركي لكن البنتاغون قطع الطريق عليه لحد الان الى ان الاحتمالات تبقى مفتوحة لان الشعب الاميركي زاد من تحديه لنظام ترامبستان وبدأت صيحات "ارحل ارحل يا ترامب" تتصاعد في اجواء اميركا وان موجة الاحتجاجات في تزايد مستمر وقد عمت اكثر من 200 مدينة فيما دعا الحراك الشعبي نهاية الاسبوع الى تظاهرات كبرى لحسم الموقف وافهام ترامب بأنه حان وقت تغيير النظام الرأسمالي الفاسد والطاغي واقرار نظام اقرب الى العدالة لوقف جشع الرأسماليين وامتصاصهم دماء الشعب الاميركي حيث جاء كورونا ليزيد الطين بلة ليزداد الفقر بين طبقات الشعب المتوسطة من جهة ويعم المزيد من الثراء في صفوف الرأسماليين من جهة اخرى واليوم هناك اكثر من 40 مليون اميركي عاطل عن العمل يهدد المجتمع الاميركي برمته وهذا ما يؤرق الدولة العميقة التي قد تضحي بالرئيس ترامب للالتفاف على الحراك الشعبي لايجاد مخرج للازمة العارمة التي تهدد النظام الرأسمالي الذي هو اساس كل مشاكل اميركا.