kayhan.ir

رمز الخبر: 110594
تأريخ النشر : 2020March11 - 20:11

ولعل الاب والابن يرحلان معا!

حسين شريعتمداري

ما يستجد في السعودية وداخل البلاط الملكي لآل سعود، يعزز من احتمال نهاية هيمنة ابن سلمان وتفرده في الحكم، ولتصل قاطرة الامير المجرم قاتل الاطفال لمحطتها الاخيرة.

فبعد هلاك الملك عبد الله ملك السعودية السابق، تسنم الملك سلمان مقاليد المملكة حسب تقليد عائلي لآل سعود، ولكن في الوقت الذي اصبح الامير محمد بن نايف ولياً للعهد والملك المستقبلي للبلاد، نقض محمد بن سلمان هذا التقليد المتعارف لدى آل سعود، وبدعم جلي من اميركا، مستغلاً مكانة أبيه في الحكم، ليعلن عن ولايته للعهد وخليفة لوالده.

وهذا ما لم يحصل من قبل خلال سيطرة آل سعود على السعودية، وبالطبع لم يكن بالامر المستساغ بالنسبة للامراء السعوديين، ومفتي الديار والبلاط وقطاعاً من الشعب ان يتم الاستحواذ على ولاية العهد بشكل غير قانوني. وما كان الامر غائبا على ابن سلمان بان خرقه لسنة متوارثة سيستتبعه رد من الامراء السعوديين، فبادر لاعتقالهم لاسيما الامير محمد بن نايف –ولي العهد الاساسي- بذريعة الفساد المالي، ووضع البعض تحت الاقامة الجبرية، وفي نفس الوقت ابرم عقداً بخمسمائة مليار دولار مع اميركا، وعقداً بعشرات المليارات الدولارات مع بريطانيا وفرنسا، كما وقام بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

إن حرب اليمن خلفت اضراراً مالية جمة وخسائر بالارواح والبنى التحتية، وهذا أسوأ ما في سجل ابن سلمان الاسود. فقبل يوم من شن الحرب على اليمن، ظهر احد قادة الجيش السعودي –الجنرال أحمد عسيري- على شاشة التلفزيون، وارتجل بحماقة وتكبر؛ سننهي غائلة الحوثيين خلال ثلاثة أيام وعلى الاكثر اسبوع! وها هي تمر خمس سنوات والجيش السعودي وجيوش الدول الحليفة لآل سعود، والمجهزون باحدث الاسلحة التدميرية، وبالرغم من ارتكابهم لجرائم مختلفة يندى لها الجبين ضد الشعب اليمني المظلوم لاسيما الاطفال والنساء، إلا انهم ليس لم يحرزوا اي تقدم وحسب بل تكبدوا خسائر مالية وتسليحية كبيرة. حتى اضحت سخرية جارية على ألسن العرب بان لا خيار للجندي السعودي قبال قوات المقاومة اليمنية؛ اما القتل او الفرار او الاسر! فكانت حرب اليمن الوبال الذي شمل ارواح واموال الشعب السعودي مما اعقب سخط عام لدى السعوديين.

وقام ابن سلمان الاسبوع الماضي وفي سابقة خطرة باعتقال عشرين اميراً سعودياً، من بينهم الامير محمد بن نايف. مما يعزز فرضية موت الملك سلمان او تدهور حالته الصحية، ويستدعي ان يقدم ابن سلمان على هذه الخطوة لتدارك منصب الملك على البلاد.

ومع عدم نفي بعض المطلعين في الدول العربية هذا الاحتمال، إلا انه اعتماداً على الدعم الاميركي وحلفاء اميركا لابن سلمان، وعمالته لاميركا واسرائيل، يرى البعض انه رغم هذا الدعم من هذه القوى، فان نقل منصب الملك من الملك سلمان الى ابنه محمد بن سلمان سيصطدم بعقبات عدة! ولكن هذا التحليل غير معتمد وذلك؛ 1- فان ابن سلمان يواجه بسخط جماهيري جراء الاضرار الفادحة والخسائر البشرية الجمة التي تحملها الشعب جراء الحرب على اليمن.

2- ان محمد بن نايف وسائر الامراء السعوديين ايضاً تسنموا السلطة، فلا يختلفوا مع المصالح الاميركية الاسرائيلية، ولن يتغير رأيهم. من هنا فان تغيير القدرة من ابن سلمان الى ابن نايف سوف لا يؤثر على مصالحهم، كي يقلقوا.

3- ان اميركا وحلفاءها الاوروبيين والعبريين هم الداعمون الاساسى لابن سلمان في الحرب الخاسرة على اليمن من هنا فان فضيحة آل سعود لدى الرأي العام، في حرب اليمن والاندحارات المهينة، ستسحب على اميركا وحلفائها.

4- اعتماداً على ما ذكرناه فان عزل اميركا لابن سلمان والمجيء بابن نايف سيؤمن مصالحها هذا اولاً، وثانياً مع ايقافه حرب اليمن سيكون بمثابة حمامة سلام لانقاذ الشعب السعودي من هذه الفاجعة الكارثية! وثالثاً، فان باعادة منصب الملك لابن نايف سيظهره على انه معيد السنة التقليدية لآل سعود والتي انتهكها ابن سلمان! وتاسيساً على ذلك فلا يستبعد ان يرحل الاب و الابن معاً!