kayhan.ir

رمز الخبر: 109105
تأريخ النشر : 2020February12 - 19:56
“قبل فوات الأوان وسفك دماء أمريكية جديدة”..

ناشونال إنترست: على واشنطن سحب قواتنا من سوريا والعراق

نشرت مجلة " ناشونال إنترست"، مقالا للكاتب المختص بالأمن القومي والسياسة الخارجية، دانييل ديفيس، تحدث فيه عن مصير القوات الأمريكية بالشرق الأوسط، مؤكدا أن التاريخ العسكري والخبرة الأمريكية تقول للرئيس ترامب: يجب عليه الانسحاب قبل فوات الأوان.

وقال الكاتب الذي تقاعد برتبة مقدم عام 2015 بعد 21 عاما بالجيش الأمريكي، في مقاله بالمجلة الأمريكية: "ما نحتاج إلى فعله هو الاعتراف بعدم جدوى سياساتنا الفاشلة في المنطقة خلال العقدين الماضيين، والاعتراف بأن القوة العسكرية لن تسفر عن نتائج إيجابية لبلدنا، وسحب قواتنا من كل من سوريا والعراق هو القرار الإيجابي الذي لابد وأن يتخذه الرئيس ترامب.

"آن الأوان"

وأضاف: "سقطت مجموعة من الصواريخ على منشأة الطعام في السفارة الأمريكية ببغداد في أواخر الشهر الماضي، أدت إلى إصابة شخص واحد لحسن الحظ، نظرا لعدم وجود مصالح أمنية للولايات المتحدة على المحك بالعراق أو سوريا، سيكون من غير المسؤول في أقصى الحدود إبقاء قواتنا هناك، هل يمكننا الانتظار حتي يقتل هجوما آخر جنودنا وضباطنا في هذه المواقع؟ لقد آن الأوان لسحب قواتنا من الشرق الأوسط قبل سفك دماء أمريكية جديدة".

وأكد كاتب التقرير أن "الضربة الأخيرة ضد السفارة هي أحدث موجة متنامية من الهجمات الصاروخية ضد القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق منذ أوائل الشهر الماضي، ففي الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أصابت صواريخ عدة قاعدة الأسد الجوية في العراق، لكن لم تقع إصابات، وشن مهاجمون مجهولون هجوما صاروخيا آخر بعد يومين على قاعدة بلد، مرة أخرى دون وقوع إصابات، إلا أنه في 9 التاسع من الشهر ذاته، أدى هجوم آخر، هذه المرة بالقرب من القوات الأمريكية في مطار بغداد الدولي إلى إصابة العديد من القوات العراقية".

ولفت إلى أن الحظ تخلى عن القوات في العراق عندما قُتل متعاقد أمريكي وأصيب ثلاثة جنود في هجوم صاروخي في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي -هو الهجوم الحادي عشر في الأسابيع الخمسة السابقة - الذي وقع بالقرب من كركوك، ردا على ذلك، أمر الرئيس ترامب بشن هجوم جوي منسق بعد يومين على جماعة "كتائب حزب الله" الشيعية العراقية، والتي قتل فيها 25 عراقيا وجرح 51 آخرون.

وبحسب الكاتب، فإن هذا الهجوم نتج عنه ردا متوقعا من أعضاء المليشيات الشيعية الأخرى بالعراق، ففي عشية رأس السنة الجديدة، اقتحم مئات المحتجين الشيعة أبواب السفارة الأمريكية في بغداد، وأضرموا النار في العديد من المباني والقوا الحجارة على مشاة البحرية الأمريكية، وبحلول نهاية اليوم الثاني، استعادت الحكومة العراقية النظام وانتهت الاحتجاجات، مع عدم قتل أو إصابة الأمريكيين.

وتابع: لكن مع استمرار ارتفاع وتيرة التصعيد، أمر ترامب بهجوم بواسطة طائرة بدون طيار في 3 يناير/ كانون الثاني، أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني البارز، قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والمتهم بتشجيع اقتحام السفارة. هذا، أيضا، كان له رد فعل متوقع من إيران، وفي السابع من الشهر ذاته، هاجموا قاعدة الأسد الجوية في العراق بحوالي 12 صاروخا، أسفر عن إصابة 34 جنديا أمريكيا.

وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من أن وزير الخارجية الإيراني قال: إن طهران لن تنتقم أكثر من ذلك، تعهدت العديد من المليشيات الشيعية المستقلة في المنطقة بالانتقام من جانبها، ويعتبر الهجوم الصاروخي الأخير الذي وقع على سفارة واشنطن هو الأحدث، ولن يكون بلا شك هو الأخير، والسؤال إذن هو إلى متى ستبقى واشنطن قوات على الأرض في العراق وسوريا، هل عندما يجلسون، حرفيا، في الصحراء في انتظار وصول الصاروخ التالي؟

هجمات انتقامية

ونوه إلى أنه إذا تعرضت قواتنا للأذى بسبب تهديد أمن وطني قوي لبلدنا، فإن معظم الأمريكيين وجميع أعضائنا الذين تم نشرهم في الخدمة سيتحملون الخطر والمخاطر، فهم قبل كل شيء، تطوعوا للعمل لأنهم يحبون بلدهم وعلى استعداد للتضحية بحياتهم، إذا لزم الأمر، لحماية إخوانهم الأمريكيين، ومع ذلك، عندما لا يوجد مثل هذا الخطر على أمننا، فمن الإسراف والحماقة - إن لم يكن الإهمال الجنائي- التضحية بلا معنى بأرواح الأمريكيين في الشرق الأوسط.

وأردف الكاتب، قائلا: إذا قُتل المزيد من القوات الأمريكية في الهجوم الصاروخي التالي، فسوف يتعرض الرئيس مرة أخرى لضغط هائل للرد على الجناة، كما تباهى ترامب في كثير من الأحيان، فإنه لن يكون ردا متبادلا، ولكن مثل هجوم 29 ديسمبر/ كانون الثاني على "كتائب حزب الله"، بما يتناسب مع ما عانينا منه، ما هي النتيجة المحتملة لمثل هذه الاستجابة الثقيلة؟

وزاد: بالطبع سيكون رد الفعل الفوري من الكثيرين في أمريكا هو الثناء على ترامب لاستعداده للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة من هجوم العدو، ومع ذلك، فإن النتائج طويلة الأجل ستكون مجرد استمرار لدورة التصعيد والانتقام الذي استمر لبعض الوقت الآن، وقد أسفر بالفعل عن مقتل أمريكي واحد، واقتحام السفارة في بغداد، وإصابة 38 شخصا بجروح.

وبحسب الكاتب، فإن كل سلسلة من الهجمات الانتقامية تسببت في مقتل المزيد والمزيد من الأشخاص، ومع ذلك لا تساهم بأي شيء في الأمن أو الرخاء أو الحرية الأمريكية، وإنما على النقيض من ذلك، فإن كل ضربة عنيفة من ترامب تزيد من عدد وشراسة أولئك الذين يعادون الولايات المتحدة في المنطقة، حيث يتعهدون بقتل الكثير من الأمريكيين، وفي كل مرة ينجحون فيها، يتعين على ترامب أن يرفع من مستوى الرهان عن طريق العودة إلى الوراء بشكل أصعب.

وشدد هذا الضابط المتقاعد على أن "يكون من الواضح الآن، أن الجماعات الراديكالية والعنيفة في المنطقة لن تُخضع لعمليات القتل المستهدفة، في كل مرة نتخلص من القادة الرئيسيين، يتم استبدالهم بسرعة وتزداد الحاجة الماسة للعدو لمهاجمة الأمريكيين. إن محاولة القضاء على العدو هي فكرة خاسرة لا يمكن أن تنجح، يجب أن نتوقف عن تعريض حياة أبنائنا وبناتنا للخطر في المحاولة العقيمة".

واستدرك: "لكن ما نحتاج إلى فعله هو الاعتراف بعدم جدوى سياساتنا الفاشلة في المنطقة خلال العقدين الماضيين، والاعتراف بأن القوة العسكرية لن تؤدي أبدا إلى نتيجة إيجابية لبلدنا، ويجب علينا سحب قواتنا من كليهما، والفشل في سحب قواتنا منهما أو الإصرار على استمرار سياسة الانتقام يضمن الفشل المستمر وقد يؤدي إلى حرب شاملة مع إيران، لا نجرؤ على انتظار مثل هذه النتيجة الكارثية والتي يمكن التنبؤ بها تماما. اسحبوا قواتنا".

ناشونال انترست