kayhan.ir

رمز الخبر: 105248
تأريخ النشر : 2019December03 - 20:49

بومبيو والتصريح خارج السرب


مهدي منصوري

تصريحات وزير خارجية اميركا بومبيو بالامس لاتحمل في طياتها شيئا مستغربا او جديدا، بل هي نفس الاسطوانة المشروخة التي يرددها والتي فقدت مفعولها ولم يعد لها ذلك التاثير، والمضحك في الامر ان بومبيو يحاول ومن خلال تصريحاته ضد طهران وفي كل وقت سمحت له الفرصة المناسبة للحديث تأتي ضمن الهجمة العدوانية الممنهجة التي تمارسها ليست واشنطن وحدها بل ذيولها في المنطقة والعالم.

واللافت وكما عرف عن بومبيو انه يحاول استغلال بعض الاوضاع والاحداث الشاذة التي تحدث في بعض دول المنطقة ليضع نفسه في موضع المدافع عن الشعوب لتلميع صورة بلاده التي لفها السواد للجرائم التي ارتكبتها الادارة الاميركية ضد استقرار هذه الشعوب من خلال صناعتها ودعمها للارهاب والارهابيين الذين سلبوا منها باعمالهم الاجرامية القائمة على القتل والتدمير لتغيير خارطة المنطقة الديمغرافية والجغرافية بما ينسجم مع التوجه الاميركي العنصري الحاقد.

والملاحظ ايضا ان ما يجري في العراق لم يكن سوى مطالبات شعبية يضمنها الدستور العراقي من تقديم الخدمات وتوفير حياة كريمة تتساوى فيها الحقوق، والتي بدأت بصورة سلمية ومثلت القمة في الحياة الديمقراطية، الا ان تدخل بعض العناصر الشاذة والمندسين لحرف هذه التظاهرات من مسيرتها الاساسية بدعم من بعض الدول خاصة اميركا وبعض ذيولها في المنطقة باغداقهم الاموال لتغيير بوصلتها السلمية المطالبة بالحقوق الى الثأر من هذا الشعب الذي لقن واشنطن درسا قاسيا وافقدها هيبتها ومصداقيتها او فرض ارادتها عليه عندما دحر وقطع اليد الضاربة لواشنطن الارهاب الاجرامي الحاقد على يد ابطال الحشد الشعبي العراقيين، فلذلك وجدت في التظاهرات السلمية فرصة قد تستطيع من خلال حرفها لتحقيق هذه الاهداف.

ولذلك جاء بومبيو بالامس ليضع نفسه في موضع المدافع او في الواقع المسؤول الذي يصدر اوامره للحكومة العراقي بان تفعل كذا وتعمل كذا هذا من جانب، ومن جانب اصدار اتهاماته لطهران ان لها يدا في عمليات العنف التي رافقت التظاهرات، كل ذلك من اجل استغلال الرأي العام العراقي لخلق صورة من العداء بين الشعبين العراقي والايراني، الا ان العناصر المشاغبة التي قامت بعمليات حرق وقطع الطرق واستخدام المواجهة المسلحة مع القوات العراقية اعترفوا من ان ما قاموا به كان بدفع من بعض الدول واشاروا من طرف خفي الى واشنطن وبعض دول المنطقة لاسقاط العملية السياسية القائمة وتغيير الاوضاع لتأتي بما ينسجم مع التوجهات الاميركية القائمة على تحقيق صفقة القرن التي تجعل من دول المنطقة اداة طيعة بيد الكيان الصهيوني الغاصب.

واخيرا فعلى بومبيو ان يدرك ان تصريحاته غير المسؤولة وغير الواقعية لايمكن ان تقف حائلا دون التوجهات الواعية للشعب العراقي اولا وشعوب المنطقة والتي اكدته التقارير الاستخبارية والتحليلية ان الازمات التي تعيشها الشعوب في المنطقة واميركا اللاتينية والحرب الاقتصادية مع الصين وفرنسا سببها الاساس هي السياسة الهوجاء للادارة الاميركية بقيادة ترامب، فلذلك فان عملية التدليس التي يمارسها بومبيو لايمكن ان تنطلي على هذه الشعوب خاصة وانها تنتظر اليوم الذي يرون فيه سيده ترامب وهو يقف في قفص الاتهام ليحاكم على كل جرائمه والتي ستقضم ظهره وظهر مؤيديه.