kayhan.ir

رمز الخبر: 105191
تأريخ النشر : 2019December02 - 20:44

الحشد الشعبي بالمرصاد

مهدي منصوري

في تحرك متهور وغيرمحسوب تصور " داعش " خطأ انه يستطيع التقاط انفاسه من خلال استغلال الوضع السياسي والامني الراهن في العراق قد يجبر انكساره وهزيمته المنكرة التي تلقاها على يد ابناء المرجعية العليا ابطال الحشد الشعبي والذي حذر الجهات المختصة ان بقايا داعش بدأت بالتحرك في محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وكركوك ومحيط بغداد في محاولة يائسة للسيطرة على بعض القرى والمدن التي كانت مناطق نفوذ لها، ومن اهم هذه المناطق هي محافظة ديالى التي شهدت يوم امس معركة شرسة بين ابطال الحشد الشعبي وبين الارهاب الذي حاول اختراق المدينة واسقاطها عسكريا منذ ايام بحيث ادت هذه المعركة الى تكبيد العدو الداعشي خسائر كبيرة في الأرواح ودمرت القوة المهاجمة بالكامل وتخضع المنطقة الان الى سيطرة تامة لمجاهدي الحشد الشعبي الذي كان ومازال منتشرا في مناطق العمليات لحمايتها والتي اصبحت آمنة بفضل معارك التحرير.

وقد تواترت التقارير وخلال الاسابيع الماضية من ان اميركا قد قامت بتحشيد الالاف من الدواعش الذين جاءت بهم من سوريا مع المتواجدين في المنطقة الغربية والقيام بتطويع اعداد كبيرة من ابناء هذه المناطق وتدريبهم في قاعدة الاسد لتنفيذ هذه المهمة وقد اثارت هذه الحركة التساؤل في الاوساط الشعبية والرسمية وماهو هدف واشنطن من وراء هذا العمل الذي ليس فقد يعتبر تدخلا بالشأن الداخلي بل يشكل تهديدا لامن البلاد .

ولذلك فان تحرك الدواعش بالامس قد اجاب عن هذا التساؤل وهو ان اميركا كانت تنتظر الفرصة المناسبة، للثأر من ابناء الحشد الشعبي والتي حاولت وبكل ماتملكه من جهد لان تركنه جانبا والوصول الى حله وبأي طريقة كانت الا انها باءت بالفشل الذريع ولذلك فانها وجدت في الاوضاع القائمة اليوم فرصة جيدة لتحقيق ماربها والانقضاض على ابناء الحشد ولذا فانها اعطت الضوء الاخضر للدواعش بالتحرك لانشغال القوات الامنية في تهدئة الاوضاع الطارئة بالتحرك في بعض المناطق ولكن غاب عن ذهنها ان ابناء الحشد الشعبي كانوا يعيشون حالة اليقظة والانتباه الكبيرين للمخططات الاميركية المشؤومة والتي تمثلت بتصديها بالامس للدواعش وبصورة لم يكن يتوقعها احد ، مما يشكل هذا الامر رسالة قوية لواشنطن من لاتلعب بذيلها وان تكون عاملا مساعدا في اقلاق الوضع في العراق ومحاولة تنفيذ مخططها الاجرامي ضد الشعب العراقي والذي فشلت من تنفيذه بمحاولاتها اليائسة .

واخيرا فان الحشد الشعبي لازال وسيبقى الحارس الامين للعراق والعراقيين وانه لايمكن ان يفسح المجال لاعدائه من ان ينالوا من وحدته ارضا وشعبا.