kayhan.ir

رمز الخبر: 104069
تأريخ النشر : 2019November13 - 20:44

وكشرت أميركا عن أنيابها

قوبلت تصريحات وزير الخارجية الاميركي بومبيو التي وجهها الى الحكومة العراقية بالاستهجان والسخرية لدى جميع الاطراف السياسية ابتداء بالرئاسة الى رئاسة الحكومة الى الشعب العراقي. لانها خرجت عن اللياقة الدبلوماسية وبلغت حدا من الوقاحة انه وبهذه التصريحات يعكس انه ليس يتحدث مع دولة ذات سيادة ولها موقعها المهم في المنطقة، بل مع عبيد اذلاء ليفرض عليهم او يطلب منهم تنفيذ ما يريده، وقد نسي بومبيو نفسه من انه لم يكن سوى اداة طيعة او لعبة بيد ترامب كما وصفه عندما جاء به ليكون وزيرا للخارجية بدلا من تريلسون.

واصبح من الواضح للشعب العراقي ان تدخلاتِ اميركا كانت وما زالت- تنتهكُ السيادةَ الوطنيةَ، وتعملُ على الدوامِ لتحقيقِ مآربها الخبيثة، وما يثير الفوضى في المنطقة عموماً، والعراق خصوصاً، أمّا دموعُ التماسيحِ التي تذرِفُهَا، وادِّعاؤها مساندةَ مطالبِ الجماهيرِ، او تقديم بيت الشرّ الأميركي توصياتٍ، إنما هي خُدعةٌ يفضَحُها سِجِلُّهَا الإجراميُّ الأسودُ بحق شعب العراق، وشعوب العالم، ولايمكن ان تمحى عن ذاكرة العراقيين كيف تعامل بيت الشرّ مع تظاهرات الشعب الاميركي ومطالبه بأشدّ أنواع القمعِ، والقسوةِ، والتمييز العنصريّ، والكراهية، ومايمارسه وكر التجسس الاميركي في بغداد "وهو الأكبر في العالم" من التجسُّسَ والتآمرَ على العراق والمنطقة، والذي تشكل عبئاً كبيراً على ميزانية البلد، مما يفرض على الحكومة العراقية قطعُ دابر هذا السرطانِ، وطردُ السفيرِ الأمريكيّ، وإغلاقُ وكرِ التجسُّسِ وسفارة الشر.

وواضح ايضا ان بومبيو وسيده في البيت الاسود يريدون استغلال الظرف الطارئ والصعب في العراق لكي يضمنوا لهم موضع قدم بعد ان اهتزت مصداقيتهم في هذا البلد واصبحوا من المنبوذين، لان الشعب العراقي وبكله قد ادرك ان ما عاناه وخلال عقد من الزمان ونيف كان بسبب السياسة الاميركية الهوجاء والتي ارادت ان يبقى العراق ضعيفا في قدراته وامكاناته المختلفة ليتسنى لها السيطرة والهيمنة عليه. ولما ان محاولات واشنطن والتي اتخذت اشكالا مختلفة ومتعددة بحيث وصلت فيه الى قتل ابناء الشعب العراقي من خلال صناعتهم الفاسدة الارهابيين القتلة وبصورة وحشية قد باءت بالفشل، واستطاع هذا الشعب ان يحبط كل محاولاتهم الاجرامية، فلذلك فانهم وجدوا في التحرك الشعبي المسالم المطالب بالحقوق خير منفذ من اجل التسلق على اكتافهم لتثبيت مواقعهم في هذا البلد.

ولكن ليعلم بومبيو واشباهه من اعداء العراق والعراقيين ان الشعب العراقي يملك حالة من الوعي الكبير بحيث لايمكن ان تنطلي عليه ركوب الموجة والظهور بمظهر المدافع عنه من اجل استعباده واذلاله من جديد، وهو يدرك ان اميركا والتي جرت عليه الويلات لايمكن في يوم من الايام ان تكون عونا ومساعدا له في حل مشاكله بل انها بذاتها ومن خلال سياستها الحاقدة هي التي اوصلت البلاد الى ما هو عليه اليوم. ولابد من الاشارة ايضا الى امر بالغ الاهمية وهو ان ترامب وادارته السوداء لايعنيها مايجري في العراق بل هي طامعة بثرواته وهو ماافصح عنه المختل عقليا ترامب من ان العراق لديه اكبر حقول نفط في العالم وسنأخذ كل ثرواته وهل هناك اهانة توجه للشعب العراقي من اميركا اكبر من هذه الاهانة لانه وبهذا القول يصفه بالبقرة الحلوب؟.

ولذلك فان القيادات السياسية العليا من الرئاسة والحكومة ومجلس النواب وابناء الشعب العراقي قد الجموا بومبيو وقطعوا لسانه من خلال رفضهم لمقترحاته معلنين ان العراق بلد مستقل وحر في ارادته ولايمكن ان يكون تبعا لارادات الاخرين خاصة الاعداء المتربصين به. ولذا فعليه ان يحفظ نصائحه في جعبته وان ينأى جانبا، خاصة وان اصوات الشعب العراقي باتت واضحة وجلية وهو تنادي ان على ترامب ان يفكر جديا في ترحيل جنوده من هذا البلد والا فانهم سيلاقون مصيرا اسود يندمون عليه.