kayhan.ir

رمز الخبر: 103705
تأريخ النشر : 2019November08 - 21:22

"اتفاق الرياض" تغطية للخلافات المتزايدة


امير حسين

بعد التطورات المريبة والصراع الدموي الذي شهدته الساحة الجنوبية في اليمن خلال الاشهر الماضية من اقتتال بين قوات منصور هادي المدعومة سعوديا وقوات ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا للامساك بزمام الامور في المحافظات الجنوبية، نظمت الرياض فجأة الخميس الماضي مسرحية للتوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار بين الطرفين سمي بـ "اتفاق الرياض" لكن واقع الامر كان مكسبا للرياض حيث اخضعت الامارات مرة اخرى لقيادتها، الا ان هذا الاتفاق لم يصمد سوى لساعات قليلة حيث صرح نائب رئيس الدائرة الاعلامية فيما يسمى بالمجلس الانتقالي لقناة "الحدث" بحديث شكك فيه بتنفيذ الاتفاق بالقول: ان المهم ليس توقيع الاتفاق بل هو تنفيذ الاتفاق، وهذا يدلل على هشاشة الاتفاق وعدم جدية الموقعين عليه لمتابعته والامر الاخر الذي يثبت ذلك قوله بان الرياض لن تسمح لعودة الحكومة هادي كلها الى عدن وانما سمحت لرئيس الوزراء فقط بهدف صرف الرواتب. وشكك الكثير من المراقبين بان هذا الاتفاق جاء للتغطية على الخلافات المتزايدة بين الرياض وابوظبي وكذلك الفشل الذريع الذي واجه التحالف في عدوانه على اليمن وعدم تحقيق أي من اهدافه.

حكومة صنعاء المعنية بالامر سرعان ما تصدت للموضوع واصدرت بيانا نددت فيه بالاتفاق المذكور واعتبرته فاقداً للشرعية ولا يعني الشعب اليمني حيث وقعه طرفان عملاء لتحالف العدوان يرتكبان الخيانة تلو الخيانة منذ بدء العدوان وحتى اليوم وبهذه الخطوة المفضوحة يشرعنان للسعودية والامارات احتلالهما لليمن وتقسيمه وهذا ما يرفضه الشعب اليمني جملة وتفصيلا.

ولا شك ان الخطوة الخيانية هذه تشكل منعطفا خطيرا يجب التوقف عنده لانها ترسم مستقبلا غامضا للبلد ليس لا يساعد على حل الازمة اليمنية فقط بل يؤسس لمرحلة جديدة يعقد الوضع بشكل اكبر ويفتح الباب على صراعات داخلية تخدم اهداف السعودية والامارات للهيمنة على البلد.

وما كان لافتا|ً ان ابناء المحافظات الجنوبية هم اول من تصدى لهذه الاتفاق الخياني حيث اصدر الحراك الجنوبي بجميع مكوناته بياناً مشتركاً اعتبر الاتفاق مؤامرة خطيرة يجب ردعها لأنها تؤسس لمرحلة خطيرة جداً حيث يشدد على انشاء اقليمين جنوب و شمال وهذا يعني تقسيم البلد وتمزيقه لذلك دعى بيان الحراك الى الاسراع بتشكيل جبهة وطنية جنوبية جامعة لكل المكونات بهدف التصدي لذلك لأن التحالف العدواني البغيض يسعى لاستغلال قضية الجنوب وحرفها لصالح تنفيذ أجندات إقليمية ودولية معادية للشعب اليمني.