kayhan.ir

رمز الخبر: 102921
تأريخ النشر : 2019October20 - 20:46

اميركا تفرض احتلالاً جديداً على العراق


ما صرح به وزير الحرب الاميركي مارك اسبر بالامس من ان "جميع القوات الاميركية التي ستغادر سوريا بناءً على خطط حالية، سوف تذهب غرب العراق"، وبرر موقفه هذا وبصورة خادعة وكاذبة من ان:"هذا الجيش سيواصل تنفيذ عمليات ضد تنظيم داعش ليمنع ظهوره من جديد".

هذا التصريح لوزير الحرب الاميركي اثار المزيد من التساؤلات واهمها هل ان العراق بلد مستباح من قبل اميركا بحيث تخطط وتنفذ ماتريد من دون الاخذ باعتبارها سيادة واستقلال هذا البلد؟، الا يعد هذا التصرف الاحمق انتهاكا صارخا للمواثيق والمعاهدات الدولية؟، والا يعتبر تصرفها وبهذا الشكل الاهوج التدخل في الشان العراقي الداخلي وانه يخدش كرامة الشعب العراقي و توجيه اهانة مباشرة له؟، وهل تقبل دولة "اسبر" ان تقوم دولة من الدول بهذا التصرف مع بلاده وتدخل جيشها الى اميركا عنوة ومن دون استئذان؟، كل هذه التساؤلات تحتاج الاجابة عليها خاصة وبالدرجة الاولى من الحكومة العراقية التي يهمها استقلال وسيادة البلد، مما يفرض عليها ان تعلن و بكل وضوح موقفها من هذا الموضوع، واللافت ان "اسبر" قد ذكر في طيات تصريحه انه تحدث مع نظيره وزير الدفاع العراقي بشأن نقل 700 جندي اميركي من شمال سوريا الى الاراضي العراقية.، ولكنه لم يفصح عن جواب وزير الدفاع، هل كان بالإيجاب أم الرفض؟، مما يتطلب من الوزير اليوم ان يعلن عما جرى، وهل ادخال الجيش الاميركي تم بموافقته؟، واذا كان الامر كذلك، فهل حصل على الضوء الاخضر من القائد العام للقوات المسلحة ام انه تصرف وبصورة فردية؟، مما ينبغي مساءلته عن ذلك. لانه وفي حال موافقته يعكس ان البلد مستباحة للاميركان ولاسطوة لحكامها عليه.

والمعروف ولجميع العراقيين والذي لمسوه لمس اليد ان اميركا التي اوجدت داعش ورعته وقدمت كل ما يمكن تقديمه بحيث كلفها ثمنا باهظاً كيف يمكن ان تاتي لتعلن حرباً عليه؟، والأهم في الامر ان وزير الحرب الاميركي ذكر ايضا وهو ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن العراقي الداخلي وهو استخدام الاراضي العراقية في الهجوم على دولة مجاورة وهي سوريا عسكريا والذي سيضعه تحت المساءلة العالمية وذلك بقوله: "ان قواته يمكن ان تنفذ عمليات أحادية الجانب ( دون مشاورة او استئذان من الحكومة العراقية) وكما زعم لمكافحة الارهاب في العراق تجاه الاراضي السورية بحسب ما تمليه الظروف."

وقد اشار المراقبون في الشان العراقي ان تصريحات "اسبر" تحمل في طياتها المزيد من الاهداف الاجرامية ضد العراق وسوريا والتي لم تستطع ان تحققها من خلال دعمها لداعش الارهابي، وان ما اشار اليه "اسبر" سيضع ليس فقط العراق بل المنطقة في اتون حرب مدمرة تاتي على الاخضر و اليابس، ولذا ينبغي ان يتدارك العراقيون الموقف قبل وقوع الجريمة الاميركية واضافة ازمة جديدة له بالإضافة لما يعانيه من ازمات، الا وهو الوقوف وبقوة من ان لا تمارس اميركا اي دور عسكري من على الاراضي العراقية تجاه اي دولة من دول الجوار، كما اكد ذلك غالبية المسؤولين العراقيين، وعليها ان تخمد الفتنة العمياء التي تسعى واشنطن لاشعالها من اجل ان تفتح الأبواب مشرعة نحو تحقيق اهدافها التي لم تستطع تحقيقها من خلال اختياراتها السابقة.

واخيرا تبقى الكلمة الفصل لابناء المقاومة والتي ستكون الحاسمة فيما اذا لم تتخذ موقفا واضحا من الانتهاكات الاميركية لسيادتها ، وقد اشاروا وفي بياناتهم ان لامكان للمحتل الاميركي حتى في شبر واحد على الارض العراقية وعليه ان يستعجل في اخراج قواته اما عن طريق طلب البرلمان والحكومة العراقية ، او ان المقاومة التي اذاقته المرارة من قبل فهي اليوم قادرة على ان تخرجه ذليلا حقيرا ولن تسمح له بان يحقق اهدافه المشؤومة ضد الشعب العراقي.