kayhan.ir

رمز الخبر: 102401
تأريخ النشر : 2019October09 - 20:59

الإعتداء على سوريا أليس اعتداء على المحور

لقد ملت دول المنطقة وشعوبها من التكالب الاستكباري الشرس ومن طيش بعض الحكام من الرؤوس الحارة التي تحلم بزعامات المنطقة والتي تؤجج بين الفينة والاخرى فتنة تشعل المنطقة عسى ان تحقق حلمها، لكن في كل مرة يصطدم بصمود الشعوب وترتد على نحرها واليوم ونحن في هذه الساعات نشهد تحركا غير طبيعي من الجانب التركي الذي لم يتعظ من فشله وخطئه الفاضح في اشعال الازمة السورية التي لم يحصد منها شيء طيلة السنوات الماضية، يريد اليوم ان يتدخل من جديد عسكرياً وبشكل مباشر عسى ان يحقق بعض احلامه تحت حجج واهية مرة لمحاربة الارهاب ومرة ايجاد "منطقة آمنة" دون أن يعي حجم التداعيات والكوارث القادمة عن زج نفسه في المستنقع السوري.

فاكثر المراقبين وحتى الاوساط السياسية التركية والعربية والاسلامية والرأي العام يتساءل ان كانت تركيا تبحث عن حدود آمنة ومستقرة تمنع تسلل الاكراد الذين تصفهم بالارهابيين فعليها ان تمد يدها لدمشق وتحصل على ما تريده من ضمانات دون ان تريق نقطة دم واحدة او تطلق رصاصة واحدة. لكن الشواهد الموجودة وما حشده الرئيس التركي اردوغان من قوات عسكرية على الحدود توحي بامور اخرى وكأنه قدر لابد أن يقع لان الرئيس اردوغان يعاني من ازمات داخلية وخارجية وهو مقدم على انتخابات وبحاجة الى مكسب كبير يحسن صورته ويعزز موقعه في هذه الانتخابات بما يواجهه من اختلاف وانشقاق في حزبه وقد أثر ذلك على تدني شعبيته ناهيك عن الاوضاع الاقتصادية وهبوط الليرة التركية لذلك لم ير سبيلا أمامه سوى لفت الأنظار الى خارج الحدود لتحقيق انجاز ما عسى أن يعزز من موقفه وموقعه في الداخل.

وحتى الساعة لم تتجرأ القوات التركية على مهاجمة الاراضي السورية، او احتلالها عدا الضربات الجوية التي وجهتها لمقرات الوحدات الكردية لكن التحذيرات العالمية والاقليمية بدأت تتوالى على انقرة ابتداء من مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والرئيس بوتين وقبلها طهران من التعرض لسيادة سوريا ووحدة اراضيها لانه خط احمر وفقا للقوانين الدولية.

على تركيا ورئيسها توخي الحذر واذا ما اقدم على اشعال نيران الحرب على حدوده فمن المؤكد ان نهايتها ليس بيده وهذه سنة الحروب العبثية التي اذا ما اشتعلت فمن الصعب جدا السيطرة عليها او وضع نهاية لها وهذا ما يقلق اليوم شعوب المنطقة وفصائل المقاومة ومحبيها الذين يتساءلون اليوم بجد عن القاعدة التي اعلن عنها سيد المقاومة الامين العام لحزب الله السيد نصر الله من أن العدوان على احد اطراف محور المقاومة هو اعتداء على المحور جميعاً يخص العدو الصهيوني والاميركي فقط بل يشمل أي طرف يستهدف أحد اطراف محور المقاومة كالحالة السورية اليوم أمام تركيا التي تنوي شن عدوان غير مبرر ضدها.