kayhan.ir

رمز الخبر: 102198
تأريخ النشر : 2019October06 - 20:44

العراق ينجو من تأمر اميركي يستهدف وجوده

ما شهدته بغداد والمحافظات الجنوبية السبع من مظاهرات مطلبية وان كانت محقة حيث اندفع الشباب العراقي الى الشارع تحت يافطات مطلبية بهدف تحسين معيشته والقضاء على البطالة والفساد لكن من كان يخطط لهذه التظاهرات يختفي وراء اجندته التآمرية للقضاء على العملية السياسية والديمقراطية، والعودة بالعراق الى المربع الاول أي الى ما قبل سقوط نظام صدام المقبور وهذا ليس تحليلا بل مسنوداً بارقام ووقائع خطط لها من قبل ثلاثة أشهر وكانت اغلب قيادات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية على علم بذلك وما سرب مؤخرا في بيروت من معلومات مؤكدة تشير الى ان المخطط الصهيو اميركي الممول سعوديا كان يدار من قبل اجهزة استخباراتية تهدف اولا الى تحريك مظاهرات مطلبية ثم يجري استثمارها وخرقها وبالتالي دفعها الى العنف والفوضى وهذا ما شهدناه من خلال توزيع القناصة على البنايات العالية الذين استهدفوا المتظاهرين والقوات الامنية في آن واحد، وهذا ما سيربك الوضع تماما ويقود البلد الى حرب اهلية تحرق الأخضر واليابس معا وفي هذه الحالة تتدخل الولايات المتحدة الاميركية على انها المنقذ بتجميد الازمة المفتعلة وبخروج قائد عسكري محبوب جماهيريا وهذا ما رفع صوره المندسون في التظاهرات على انه الحاكم الذي يستطيع انتشال العراق من وضعه الحالي الغارق بالعنف والفوضى. ومن القباحة والصلافة ان الشيطان الاكبر اميركا قد أوصلت رسالة عبر الوسطاء الى ايران باننا في العام 2019 سنقلب الطاولة عليكم في العراق.

فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التكالب الاميركي الشرس والخبيث ضد العراق الذي وقع معه اتفاقية امنية مشتركة للتعاون على ان تكون العلاقات بين البلدين علاقات ود وصداقة ولكن من يعرف ماهية اميركا المجبولة على الخبث والعداء وروح الهيمنة والسطوة لايمكن ان تتحمل دولة حرة مستقلة وعريقة كالعراق الذي يمتلك شعباً عظيما وحضارة تضرب جذورها في التاريخ والاكثر من ذلك تحتضن الائمة الطاهرين عليهما السلام وارضها شهدت أكبر وأعظم ثورة في التاريخ لمواجهة الظلم والفساد وهي ثورة الامام الحسين (ع) ثورة الاحرار والمظلومين والمضطهدين، لذلك يكون من المستحيل ان تتعايش اميركا مع مثل الدولة المستقلة في سيادتها وقرارها الوطني... ان اميركا الشيطان الاكبر لا تقبل للعراق الا دولة تابعة وذيلية كالسعودية واخواتها وغيرها من الدول العربية المنبطحة كمصر والمغرب والاردن.

لكن هيهات وهيهات ان يخضع عراق الحسين يوماً للمعادلة الاميركية او ان يكون في محورها المعادي للشعوب، لان مبادءه وقيمه وهويته الدينية وشموخه وعمقه الحضاري لا يسمح له ان يكون يوما في محور الشر والشيطان. وهذا ما فهمته اميركا وادواتها مسبقا لذلك خططوا لمثل هذا اليوم المشؤوم وبتصور خاطئ انهم يستطيعون سلب العراق قراره المستقل وان كان العراق لا يصنف نفسه رسميا في محور المقاومة لكن مواقف الاغلبية الساحقة من شعبه الأبي يتمسكون بهويتهم ومبادئهم وقيمهم وتاريخهم المشرف والجهادي ولا يمكن ان يكون خارج محور المقاومة بل هم في الصفوف الامامية لهذا المحور.

فالمواقف السياسية المستقلة للسيد عادل عبدالمهدي تجاه قضايا المنطقة كانت جريئة وفي غاية التحدي وهذا ما لا تتحمله اميركا ولابد من الانتقام منه ودفع ثمنه. ففي قضية فرض الحصار على ايران قال عبدالمهدي للاميركان بـ "لا" كبيرة وفي قضيته حل الحشد الشعبي قال للاميركان "لا" أكبر وفي "صفقة القرن" قال ابداً وفي قضية التستر على قصف الطائرات المسيرة الصهيونية لمراكز الحشد ضرب بطلب اميركي لكنه اعلن بكل قوة ان "اسرائيل" هي التي قصفت الحشد. واخيرا وليس آخر زيارته للصين التي كانت ضربة موجعة لاميركا حيث لم ترق لها ان ترى العراق مستقل ويدير قراره بنفسه.

فما دبر للعراق في ليل مظلم كان بتأمر امريكي صهيوني سعودي شرس يستهدف وجوده ومستقبله من خلال توجيه مجموعة ارهابية متزمة من شيعة بريطانيا لاغتيال المرجع الاعلى السيد السيستاني وكذلك تحريك قطعات عسكرية في بغداد للقفز على السلطة، لكن خسأوا و خسأوا ان يستطيع هؤلاء الاوغاد واسيادهم من الاميركان والصهاينة وادواتهم الأقزام ان يمسوا العراق العظيم.