kayhan.ir

رمز الخبر: 49412
تأريخ النشر : 2016December10 - 21:08

السعودية بين الرضوخ للهزيمة او المجهول


ما كتبته مجلة "ايكونومست" البريطانية امس الاول حول ما تعانيه السعودية من ازمات مستعصية ومعقدة خاصة في السنة الثانية من حربها على اليمن وقد منيت بهزائم متعددة في اكثر من جبهة، لن يكون كل الحقيقة وما كتبته لم يكن سرا ولا خافيا على احد وكان عليهاان تذهب الى العمق لتكتب عن خفايا الامور وما تواجه المملكة وخاصة نظام آل سعود من صراع داخلي خفي بين الامراء قد ينفجر في اية لحظة جراء السياسات المغامرة والحمقاء التي تسابقا عليها "المحمدان" لتحقيق احلام زائفة لابراز السعودية كقوة اقليمية تعتد بها لترشح نفسها لاحقا على انها شرطي المنطقة واذا بها اليوم تواجه المزيد من الانكسارات والانتكاسات في كل ساحة وجبهة دخلتها وقد اصابها اليوم دوار مزمن يؤرقها باستمرار وبان الضعف والانكسار عليها حتى اضطر ما يسمى بخادم "الحرمين الشريفين" ان يتودد لاشقائه الصغار في دول مجلس التعاون ويزورهم واحدا واحد لانتشاله من المهلكة التي نصبت له في الرمال اليمنية. اما الامر الاخر والاكثر ذلا وهوانا ان يستنجد بثعلبة من بقايا الاستعمار البريطاني الخبيث "تيريزا مي" كي تحمي عرشه المهزوز باسم حماية امن المنطقة من "الخطر الايراني" وها هي الطامة الكبرى ان لا يتعظ هؤلاء باميركا التي تخلت عنهم بكل سهولة.

فبعد ان عجزت اميركا بكل ما تملكه من قوة وامكانات عن ايجاد صيغة لحماية هذه العروش المتهرئة والمستبدة التي فات عليها الزمن تقدمت الثعلبة العجوز رئيسة وزراء بريطانيا التي هي بحاجة الى الحماية الاميركية لتخدع العرب مرة اخرى بعد ان خدعتهم وخانتهم مرتين واحدة في سايكس بيكو والاخرى في وعد بالفور المشئومتين واليوم لا ندري كيف تريد هذه الثعلبة ان تدير هذه اللعبة المشبوهة ولا نعرف ما يدور في رأسها لخداع هؤلاء الاغبياء ونهب ثرواتهم واعادتهم الى عصر المحميات كمشيخات لا تستطيع الدفاع عن نفسها.

وما كشفه معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط، امس الاول حول مسلسل الهزائم والانكسارات التي مني بها النظام السعودي بدءا بلبنان حيث رضخ القبول بميشل عون مرشح حزب الله رئيسا لجمهورية لبنان بعد ان ماطلت في رفضه لاكثر من سنتين ومرورا في الاوبك حيث اضطرت السعودية لتخفيض جزء من حصتها الانتاجية لرفع الاسعار وفي المقابل السماح لايران بزيادة حصتها من الانتاج النفطي للعودة الى ما قبل فرض العقوبات عليها وانتهاء بهزائم السعودية المفضوحة في العراق وسوريا عبر دعمها كل المجموعات التكفيرية وكذلك طرد سفيرها من العراق، لكن ما كان لافتا في مقال معهد الدراسات في واشنطن هو ان الجيش السعودي وبقية الجيوش المتحالفة معه بات يواجه وضعا معقدا في مناطق جنوب المملكة جراء دخول القوات اليمنية واللجان الشعبية في الاراضي السعودية وهذا ما اكدته بعض التقارير من ان هذه القوات دخلت بعمق 28 كيلومتر داخل الاراضي السعودية وهي بذلك تشكل ضربة قاصمة للنظام السعودي الذي كشف ظهره تماما وفضح امام العالم. وما ذهب معهد الدراسات في واشنطن في استنتاجه بان السعودية باتت اكثر تقبلا للعرض اليمني وفق قاعدة "وقف الصواريخ مقابل وقف الغارات على اليمن" واذا ما تحقق ذلك فانه سيكون انتصار ساحق للشعب اليمني وجيشه ولجانه وهزيمة للطرف المقابل لان مرتزقة هادي ومن يدعمهم من قوات دول التحالف سيتركون ارض المعركة بعد ان يفقدون الغطاء الجوي.

واذا ما فرضت هذه المعادلة الجديدة مع ما تردد من قبول صنعاء بخطة جون كيري للسلام في اليمن فان ذلك سيتسبب بالمزيد من الهزائم لهادي وجماعته الذين رفضوا الخطة وهي بالتاكيد ستحرج السعودية وتضعها في المجهول.