kayhan.ir

رمز الخبر: 79925
تأريخ النشر : 2018July31 - 20:35

رجل لا يوثق بكلامه


أمام الطرق المغلقة التي تواجه ترامب وسياساته الحمقاء ليس فقط افقدته صوابه، بل جعلته يتخبط في اتخاذ القرارات. والعالم اليوم وبعد تجارب امتدت الى اربعة عقود من الزمن اي منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة وليومنا هذا ادرك ان ايران الاسلامية لا يمكن في يوم من الايام ان تتنازل عن ثوابتها الاساسية التي اختطتها لمسيرتها والذي يقوم على الشعار المقدس الذي رفعته في بدايتها الا وهو "لا شرقية ولا غربية بل جمهورية اسلامية" والذي يعكس وبوضوح استقلالية قرارها السياسي وعدم انحيازها لاي من الاقطاب، وبطبيعة الحال فان الموقف الثابت والراسخ لطهران قد منحها مكانة عالية حظيت باحترام المنطقة والعالم.

وقد حاول اعداء ايران الاسلامية وعلى رأسهم الشيطان الاكبر اميركا وذيولها في المنطقة والعالم اخراج ايران عن موقفها الثابت من خلال ممارسة مختلف الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية عليها، والتي باءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع بحيث أذعن الاعداء ان هذه الاساليب ليس لها اي تأثير في زعزعة طهران عن موقفها، بل منحتها قدرة وقوة وعلى مختلف المستويات فرضت اجواء جديدة وغير متوقعة على هؤلاء الاعداء دعتهم مضطرين الى التنازل عن مواقفهم بالتودد والتقرب اليها، ومصداقية ما ذهبنا اليه اوضحه اخيرا موقف ترامب الذي يمكن ان يطلق عليه بالمخادع وبعد كل التهديدات والاجراءات التعسفية وغيرها من الاساليب الممجوجة وغير المتزنة يعلن استعداده للقاء المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية باي مكان او زمان من دون شروط مسبقة، وامام هذا الموقف افادت مصادر اعلامية وسياسية ان ترامب لازال ولهذه اللحظة لم يفهم ايران جيدا ويجهل الكثير عنها، ولو انه كلف نفسه ولو قليلا من الوقت واطلع على ملف حقيقة واقع ايران وتاريخها ومواقفها منذ انتصار الثورة الاسلامية ولهذا اليوم لما لجأ الى هذا الطلب.

ولا ندري وقبل ان يطلق ترامب تصريحه بالامس هل فكر ماذا سيكون الرد الايراني خاصة وان ملف جرائم ادارته والادارات السابقة ليس فقط ضد ايران بل المنطقة برمتها قد ملأت الافاق، وكيف سوغت له نفسه اصدار هذا التصريح قبل ان يضع المقدمات لهذا الامر، وكيف يمكن ان يمسح عن ذاكرة الايرانيين الذين قدموا الغالي والنفيس لهذه الثورة وتضحياتهم الجمة من خلال الحرب المفروضة والحصار القاتل وغيرها من الممارسات غير الانسانية والاخلاقية ضدهم ان تمسح بلقاء مع المسؤولين، وكأنه يريد ان يمسح جرائمه ومن قبله "بشخطة قلم" كما يقولون، وحتى لو وصل الامر الى الاعتذار فلا نعتقد انها ستكون شافعة له في تغيير موقف ايران الثابت.

واخيرا فان المأزق الذي يعيشه اليوم ترامب وذيوله في المنطقة خاصة بعد التهديدات التي اطلقها ضد ايران والتدخل السلبي في شؤونها الداخلية وغيرها من الممارسات لا يمكن ان يلقى اقتراحه المنافق والكاذب ردا ايجابيا من طهران.