kayhan.ir

رمز الخبر: 79092
تأريخ النشر : 2018July17 - 19:51

تونس.. أزمة سياسية قد تعصف برئيس الحكومة


روعة قاسم

يؤكد جل الخبراء في تونس على أن أيام رئيس الحكومة يوسف الشاهد باتت معدودة، وأن خروجه من القصبة (مقر رئاسة الحكومة التونسية) هو مسألة وقت لا غير. وتأكد هذا الأمر بعد الحوار الأخير لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي أكد فيه أنه لم يكن موافقا على إقالة رئيس الحكومة لوزير الداخلية لطفي براهم، وهي الإقالة التي أثارت جدلا واسعا في تونس باعتبار نجاح الوزير المقال في محاربة الإرهاب سواء حين كان آمرا للحرس الوطني أو عندما نال حقيبة الداخلية.

كما حمل القائد السبسي ضمنياً رئيس حكومته المسؤولية على العملية الإرهابية الأخيرة التي حصل بمنطقة غار الدماء من ولاية جندوبة على مقربة من الحدود الجزائرية والتي راح ضحيتها أبناء مؤسسة الحرس الوطني. واعتبر الباجي أن إقالة 104 دفعة واحدة من قيادات هذه المؤسسة الأمنية العتيدة من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد تسبب في حصول فراغ استغله الإرهابيون.

يبدو أن حركة النهضة التي بقيت الطرف الوحيد الداعم ليوسف الشاهد سائرة نحو رفع غطاء الدعم عن رئيس الحكومة إرضاء لحليفها رئيس الجمهورية

الدعم النهضوي

يبدو أن حركة النهضة التي بقيت الطرف الوحيد الداعم ليوسف الشاهد سائرة نحو رفع غطاء الدعم عن رئيس الحكومة إرضاء لحليفها رئيس الجمهورية الذي بدا الرجل القوي في تونس و الماسك بكل خيوط اللعبة. فالنهضة بحسب الظاهر لا رغبة لها في خسارة قائد السبسي خصوصا و قد كثر الحديث عن مرشح رئاسي واحد في انتخابات 2019 تدعمه حركتا نداء تونس (حزب الباجي) والنهضة.

وللإشارة فإن الحركة الإخوانية التونسية هي التي دعمت بقاء يوسف الشاهد في وقت سابق وعطلت مفاوضات وثيقة قرطاج 2 التي كانت سائرة نحو دفع الشاهد إلى الإستقالة بعد رفع غطاء الدعم البرلماني عنه من قبل الكتلتين الأهم، أي كتلة النهضة وكتلة نداء تونس. و لعل من المفارقات أن الشاهد ينتمي إلى حركة نداء تونس وأن أبناء حزبه وعلى رأسهم نجل الرئيس حافظ قائد السبسي هم من يعارضون بقاءه بمعية الإتحاد العام التونسي للشغل المنظمة العريقة والفاعلة في المشهد السياسي التونسي.

وفي هذا الإطار يرى مرسي القابسي المحلل السياسي التونسي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن الشاهد أخطأ حين أقال وزير الداخلية لطفي براهم الذي تزداد شعبيته ويخطف الأضواء بعد نجاحه في الحرب على الإرهاب. لقد بدا، و بحسب محدثنا، وكأن رئيس الحكومة بإقالته لوزير الداخلية يخدم أجندات الجماعات المتطرفة دون علمه خاصة وان إقالة براهم كانت مطلبا لأغلب متطرفي البلاد و المتعاطفين مع الإرهاب الإرهابيين.

ويضيف القابسي قائلا "لعل مازاد الطين بلة هو التهم التي بثها موالون والتي تفيد بأن لطفي براهم كان يخطط مع الإماراتيين لانقلاب على الحكم في تونس يتولى من خلاله رئاسة الجمهورية ويعين وزير خارجية بن علي كمال مرجان رئيس حزب المبادرة رئيس للحكومة. و مرجان الإسم الذي كان مرشحا لخلافة الشاهد في مفاوضات وثيقة قرطاج 2 وهو ما يجعل الشكوك تحوم حول جدية هذه التهم الإتقلابية خاصة وأن النيابة العمومية لم تتحرك ضد لطفي و لا أحد أثار الدعوى العمومية، بل العكس هو الحاصل بعد أن اشتكى براهم إلى القضاء بكل من اتهمه بهذه المحاولة الإنقلابية و خصوصا رئيس مكتب قناة الجزيرة في تونس".