kayhan.ir

رمز الخبر: 63057
تأريخ النشر : 2017September10 - 18:31
في ظلّ صمتٍ عربيّ..

نتنياهو: العلاقات السريّة مع الـ”دول العربيّة” الأفضل في تاريخنا

تطرّق رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، امس الأربعاء، خلال الاحتفال التقليدي باقتراب رأس السنة اليهودية مع موظفي الخارجية الإسرائيلية (برفع كؤوس النبيذ)، إلى العلاقات السريّة لإسرائيل مع الدول العربية التي يصفها أركان كيان الاحتلال بالدول المعتدلة، قائلا إنّها الأفضل في تاريخ "إسرائيل". وأشار إلى التعاون مع هذه الدول يتعمق إلى إنه لم يبلغ درجة الإعلان. وتابع نتنياهو قائلاً إنّ أبواب دول العالم مفتوحة أمام "إسرائيل" من دون التوصل إلى اتفاق تسوية مع الفلسطينيين، زاعمًا أنّ الجانب الفلسطيني يضع شروطًا أمام استئناف المفاوضات وليس بإمكان "إسرائيل" قبولها.

وعمليًا، أوضح نتنياهو بطريقةٍ غيرُ مباشرةٍ، أنّ ما يُطلق عليها عملية التسوية بين كيانه وبين الفلسطينيين، لم تعُد تُشكّل عائقًا أمام الدول العربيّة لإقامة علاقات مع "إسرائيل"، في الوقت الذي كان هذا الشرط في الماضي غير البعيد حاجزًا أمام تطوّر العلاقات بين "إسرائيل" وبين الدول العربيّة المُسّماة وفق المعجم الصهيونيّ بدول الاعتدال العربيّ، بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة.

بالإضافة إلى ذلك، تؤكّد تصريحات نتنياهو، التي لا يتّم نفيها في الدول العربيّة المقصودة، أوْ التعقيب عليها، أنّ معسكر "الاعتدال العربيّ” وافق على تحسين علاقاته مع الكيان الاسرائيلي، وتنازل عمليًا عن الشرط بأنْ يكون ذلك متزامنًا مع التقدّم في عملية التسوية، أوْ بكلماتٍ أخرى، يُستشّف من التصريحات أنّ "إسرائيل" وأمريكا ومعسكر دول "الاعتدال العربيّ” وضعت القضية الفلسطينيّة في الثلاجة، ولم تعُد تأبه لما يحدث مع هذا الشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ 70 عامًا.

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ قائلاً إنّ ما يحدث مع كتلة الدولة العربيّة ليس له مثيل في تاريخ "إسرائيل"- حتى عندما وقعنا على اتفاقات” قال نتنياهو وأضاف: هنالك مستويات متفاوتة من التعاون وبطرق متنوعة، إلا أنها لم تتجاوز حد الإعلان.

وأشار نتنياهو إلى أنّ تحسن العلاقات مع الدول العربية لم يؤثر بتحسين العلاقات مع الفلسطينيين، موضحًا أنّ الفلسطينيين، للأسف، لم يُغيّروا بعد شروطهم للتوصل إلى تسويةٍ سياسيّةٍ، وهي شروط غير مقبولة على جزء كبير من المتجمع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.

وقال نتنياهو خلال استعراضه لوضع العلاقات الإسرائيلية في العالم، إنّ العلاقات مع روسيا تشهد تغيّرا كبيرًا على صعيد المصالح الاقتصاديّة والثقافية، وأردف: إننّا نسعى قدر المستطاع إلى ملائمة التوقعات وتنسيق الأهداف على المستوى الاستراتيجيّ.

وأضاف أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة ممتازة، وكذلك مع أوروبا. وأشار إلى أنّ "إسرائيل" عادت إلى أفريقيا بعد سنوات طويلة من الغياب في القارة الأفريقية. ولفت رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى تطوير العلاقات مع الصين واليابان والهند، وأهمية هذه العلاقات من ناحية الاقتصاد.

وقال نتنياهو إنّ علاقات الكيان الاسرائيلي، في ظلّ حكوماته الأخيرة، قوية مع دول كثيرة في العالم، وبينها الولايات المتحدة ودول أوروبا وأستراليا وأفريقيا وآسيا وبينها أذربيجان وكازاخستان.

وتابعً نتنياهو ، كما أفاد الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس): أوّد أنْ أذكر كتلة دول أخرى في سياق دخول "إسرائيل" إلى ساحاتٍ جديدةٍ، ألا هي كتلة الدول العربيّة. فالذي يحدث بالفعل معها أمر لم يسبق حدوثه في تاريخنا، حتى عندما كنّا نبرم الاتفاقيات، أيْ مع مصر ومع المملكة الأردنية الهاشميّة.

وزاد قائلاً إنّه بالرغم من عدم بلوغ التعاون بشتى الطرق والمستويات مرحلة الظهور علناً بعد، إلّا أنّ الأمور الحاصلة بصورة غير معلنةٍ أوسع نطاقًا إلى حدٍّ كبيرٍ من أيّ حقبةٍ مضت على تاريخ "اسرائيل"، على حدّ وصفه.

ومضى نتنياهو، الذي يتبوأ أيضًا منصب وزير الخارجيّة، قائلاً إنّ هذا الأمر هو تغيير كبير. لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ العالم برمته يتغيّر، ولكن لا يعني ذلك أنّه حدث تغيير في المحافل الدوليّة والأمم المتحدة واليونسكو بعد حيث تُواجه "إسرائيل" انتقادات شديدة بسبب سياستها في الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.

إلى ذلك، وتحت عنوان "عدو عدوي هو صديقي”، نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، دراسةً جديدةً عن العلاقات السريّة بين "إسرائيل" والمملكة العربيّة السعودية، جاء فيها أنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين الجانبين، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، ومنع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة ومنع الجمهورية الإسلاميّة من التحوّل لدولة عظمى في المنطقة، أدّت في الآونة الأخيرة إلى تقاربٍ كبيرٍ بين الرياض وتل أبيب، وعلى الرغم من أنّ السعودية تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي، فإنّ هناك بونًا شاسعًا بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين تل ابيت والرياض، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار، كما قالت الدراسة.

راي اليوم