kayhan.ir

رمز الخبر: 37539
تأريخ النشر : 2016April26 - 20:07

حائط المبكى يبتسم لسلمان وأردوغان


محمود كامل الكومى

الشعب يريد .. لكن هل يعرف ماذا يريد ؟ ! وأذا حدد أرادته .. هل يدرك التاريخ ليعرف من سيصل معه وبه الى مايريد ؟! ..أم أن نظرته وقتيه لاتدرك العِبر من التاريخ …… فلا يستطيع تحديد العدو من الصديق ؟!!

زيارة سلمان الى القاهره قسمت الوطن المصرى , وكرست للطائفيه , وتمخضت عن تجذير لإعلام عهد مبارك بأمتياز حين صعَدت وسائل الإعلام خلال زيارة الإنقسام من وتيرة التملق واللعب على الأحبال ومسح الجوخ والتدنى فى الأسلوب والانحدار به الى حد لعق البساط الأحمر الممتد من مطار القاهره حتى مقر أقامة

صاحب خزائن البترودولار, لكن الأخطر تلك الديماجوجيه العديمة الأنسانيه التى مُورسِت لغسل أدمغة العامة من الناس لتقبل وتهلل لكل القرارات الناتجه عن معاهدات الحكومه المصريه مع سلمان حتى لو تمخضت عن بيع أجزاء من الأوطان ,ولو كانت ضد مصلحة الشعب ولصالح طائفه بعينها تستغل أجهزة الحكم لتحقيق الأرتباط بالرأسماليه ونهب ثروات الوطن … المهم أن بترودولار الملك قد صار هو المستساغ من جانب أبواق الأعلام.

للتاريخ آذان وعيون …….. لكن فى كُتِبنا المدرسيه الممسوخة الآن والمعالجه بفعل كيميا البترودولار والصهيونيه فالتاريخ "حركات دنكشوتيه” تزيف الوقائع وتحيل البطولات والأنتصارات ومقاومة الأبطال الى كوابيس وحكاوى سفسطائيه مُمِله فقدت حتى متعة حكاوى "جدتى” قبل نوم الأطفال .

آذان التاريخ ترامت لمسامع جدتى فشنفت بها مسامعنا – كيف هزم الجيش المصرى الوهابيه وآل سعود فى الدرعيه على يد أبراهيم باشا ورستم لأنهما أرادا هدم قبر النبى المصطفى عليه السلام .

وعيون التاريخ شاهده ..على عبور الطائرات الصهيونيه للأجواء السعوديه وأستغلال مطاراتها لضرب الجيش المصرى باليمن فى ستينات القرن الماضى .

والتاريخ يرى فى حاضر هذه الأيام مشاركة قوات سعوديه وأماراتيه وقطريه قوات الناتو فدمروا ليبيا واشعلوا الحدود الغربيه لمصر لينتشر السلاح ولتعم الفوضى ربوع المحروسه .

ويرصد التاريخ بعيونه الفاحصة الآن حكام آل سعود وقطر وأردوجان متلبسين بتمويل الأرهاب وأدخال الأرهابيين من كل فج عميق لتدمير سوريا , وفى اللحظه الآنيه تنفق أسرة الحكم السعوديه كل غال ونفيس لأجهاض كل خطوه نحو السلام فى سوريا ليسقط الوطن السورى ويتفرغ الأرهاب لمصر, فيقضى على مصادر دخلها خاصة السياحه.

ومازالت عيون التاريخ ترصد الآن تدمير اليمن بفعل التحالف السعودى الأمريكى الصهيونى , لأشعال باب المندب فتبقى قناة السويس فى مهب الريح فيدمر الأقتصاد المصرى ؟

فى آذان التاريخ و عيونه اسرائيل شيطان .. والشيطان لابد ان يصيب من يتعامل معه بمارج من نار- وأن نتنياهو وليفنى قد دسا السم فى العسل لسلمان وأردوجان ليشعلا النار فى عالمنا العربى باِيعاز من العم سام و لتحقيق أهداف حكومة بنى صهيون .

جدتى علمتنى بحاسة التاريخ لديها وآذانه : أن الشيطان فقط هو من يجعل من العدو صديق وممن يقاومه أرهاب – وعلى ذلك فعدم أدراكى أن من أصدر قرار مجلس التعاون الخليجى والجامعه العربيه – بأعتبار حزب الله بصفته مقاوما لأسرائيل أرهاب- هو الشيطان بعينه , فأنا لست أنسان .

فى القاهره حط سلمان الرحال .. فغطوا تمثال ابراهيم باشا وكأنه ليس بالميدان , ولولا عبد الناصر فى قلوب الناس لكان قبره فى خبر كان , والى مقر الأقامه بدى شيخ الأزهر وبابا الكنيسه وكأنهما المحلل لِما أثار الغبار , حين أعلن مجلس الوزراء المصرى هديته بأعتبار قطعه من جنوب سيناء "تيران وصنافير ” أرض سعوديه .

ووحدة الأرض العربية غاية لنا ونتمنى أن تذوب الفواصل والحدود بين دولها, ولكن حين يبعث القرار السعاده والطمأنينة في الأوساط الصهيونية فهو قرار مشبوه والرئيس الصهيوني أبدى سعادته بنقل سيادة جزيرتي "تيران وصنافير” المصريتين للسعودية وبارك هذا القرار الذي يرى فيه فرصة لتعزيز الجبهة المواجهة "للخطر الشيعي”, أذن القرار يستبدل عدونا الوجودى بعدو وهمى هم اخوتنا الشيعه وبذلك يكرس للطائفيه ويخلق من أسرائيل والسعوديه شركاء لتدمير شعبنا العربى وأمتنا العربيه , على جثث شهداء الحيش المصرى الذين خضبت دمائهم تراب "تيران وصنافير” ضد الاحتلال الصهيونى.

و على الموعد كان الشيطان هذه المره فى تركيا ومن القاهره غادراليها سلمان لتوجيه منظمة التعاون الأسلامى مع أردوجان الى مبتغاها الصهيونى , فكان القرار ضد ايران وحزب الله بالأدانه لأنهما فى جبهة دعم سوريا المقاومه , وشريعة الشيطان تحذر مقاومة العدوان واسرائيل – فألتقط "نتنياهو” هذا الأعلان – ممن يشينون الأسلام , والأسلام من مؤتمرهم براء – وأعتبره نيشان وعلى الفور أعلن أجتماع مجلس الوزراء الأسرائيلى فى الجولان ,ولتكريس الأحتلال كان تصريحه أن الجولان لن يُعاد لسوريا ضمن اية تسويه .

عند حائط المبكى توقف كل حاخامات بنى صهيون يتقدمهم مائير كاهانا عن الصريخ والبكاء , وبدت الأبتسامه تعلو أفواههم الفاغره وصاروا يطوفون فى دوائر تلف وتدور وتحيى صاحب الحبور الذى أعاد لليهود "تيران وصنافير” وكرس لأحتلال الجولان ,فأبتسم حائط المبكى لأردوغان وسلمان .

ولكن هيهات ..هيهات منا الذله والاستكانه للصهيونيه والامبرياليه ولسلمان واردوغان فنحن الشعب العربى لهم بالمرصاد.