kayhan.ir

رمز الخبر: 36805
تأريخ النشر : 2016April12 - 20:02

جسر السعودية ، زواج المسيار السعودي من مصر .


أحمد الحباسى

يقول الجميع في مصر أنه لم يبق ما يباع فيها سوى الأهرامات ، و هذه قد كانت مدار بيع و شراء بين قطر و الرئيس محمد مرسى قبل أن يسقطه الرئيس الحالي في انقلاب عسكري تم تزيينه و تنميقه ليكون انقلابا أبيض برائحة الثورة و ما سمي نفاقا بطلبات و إلحاح الجماهير ، فالرئيس الحالي لا يختلف في قراءته للأوضاع المصرية عن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ، و الرئيس الحالي لا يهمه شرف مصر أو تاريخها أو مستقبلها فما يهم في هذه اللحظات هو القضاء على الإخوان قضاء نهائيا ثم إخراج كل القيادات السابقة التي حكمت مصر طيلة 30 سنة و إعادة العلاقات المصرية الصهيونية إلى سالف طبيعتها و بالطبع الوقوف إلى جانب السعودية في حربها المعلنة على سوريا و اليمن و العراق و لبنان ، لذلك شاهد العرب بكثير من الدهشة و الإحباط بمناسبة زيارة زعيم المافيا السعودية انبطاح الرئيس المصري و انحنائه لبوس أقدام العاهل السعودي في مشهد مقزز يؤكد مرة أخرى لبعض المتفائلين أن هذا الرئيس الذي سرق السلطة لن يكون الراحل الكبير جمال عبد الناصر .

معروف عن هذا ” الرئيس” تزلفه المبالغ فيه و رغبته الفطرية في الانحناء ، معروف عنه أنه خائن للقسم العسكري و للنظام الجمهوري و هو مجرد بياع كلام و رافع شعارات بدون موجب ، فمصر في عهده كما في عهد مبارك قد أصبحت مجرد عزبة يمارس فيها الخليجيون كل أنواع الفساد و الدعارة تحت تشجيع عمر سليمان و بقية الأجهزة الأمنية و الرقابية المصرية ، فالسعوديون بالذات يعدون أكبر ” جالية” تأتى لمصر لممارسة الجنس و العبث بالفتيات المصريات فيما يسمى قبحا بزواج المتعة و زواج العطلة و زواج السياحة ، و هناك إحصائيات دقيقة و مرعبة و مهينة في هذا المجال تؤكد أن سياحة الجنس السعودية و بيع اللحوم المصرية الرخيصة فيما يسمى بزواج المسيار هو أكبر مورد للخزينة المصرية و أن هذه النزوة السعودية القذرة تخلق مئات المشاكل الاجتماعية للشعب المصري و من بينها فقدان الإنسان المصري لقيمته الأخلاقية أمام "شقيقه” السعودي الذي يكسر عينه في أهم أمرين : العبث بشرف البنت لمدة معلومة مقابل المال .

تقول المعلومات الصحفية أن هناك على سبيل المثال قرى بأكملها تحيط بالقاهرة يقوم معظم "النشاط” فيها على المتاجرة بالنساء و إكراههن على الزواج من السعوديين فيما ينعت بزواج الأطفال و زواج القاصرات من باب التلطيف ، في هذا السياق تعلم الدولة المصرية أن هناك شبكات منظمة تعمل على التجارة القذرة في البشر و بالذات بيع القاصرات للمواطنين السعوديين ، و لان المخابرات المصرية جزء من هذه المعادلة القذرة : الزبون السعودي – القاصرة – المال فقد فهم الجميع أن صمت هذه الأجهزة الأمنية على ذبح فضيلة الشعب المصري هي عملية تخدم الاقتصاد المصري و تخدم استمرار دولة الفساد و ديمومة النظام الفاسد ، و من هنا ، تجرأت المخابرات الصهيونية على التغلغل في الجسم المصري لأخذ نصيبها من الكعكة الجنسية المصرية و التجارة في اللحم الرخيص ،

لقد بشرت الصحافة المصرية الشعب غداة زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل و اعتبرت أنها ستفتح على مصر ما سمي بعهد الاقتصاد الحر و عهد الانفتاح ، في نهاية الأمر اكتشف الشعب زيف الوعود و نفاق الإعلام خاصة بعد أن استولت العصابات المالية على السوق الاقتصادية في علاقة برغيف العيش المصري و تحكمت فيه تحكما أدى إلى ثورة 25 يناير 2011 ، اليوم يعيد التاريخ نفسه لتخرج وسائل الإعلام المصرية التابعة لهوى السلطة الحاكمة منوهة بالجسر "الأرضي ” السعودي معتبرة إياه انجاز القرن و فاتحة خير على مصر ، لكن من الواضح أن هذا الشعب لا يزال يعيش عصر الحب العذري لأنه لم ينتبه إلى أن هذا الجسر سيضاعف من معاناته الأخلاقية و يكون جسر اللحم الرخيص يستغله المواطن السعودي لإشباع نزواته البهيمية و احتكار سوق النخاسة و الاتجار في لحم البشر ، فهذا النظام الحاكم في محمية الصهيونية السعودية يريد أن يسقط مصر من الداخل و من الخارج و ينتقم من ارث جمال عبد الناصر و إشعاع زعامته في العالم ، و يظهر أن رئيس "مسافة السكة” المغفل لم ينتبه أن السعودية ستنجز هذا الجسر لتصل طلائع تجار البشر و الجنس مسافة السكة .

هناك من لم ينتبه أصلا إلى أن مشروع جسر سليمان قد طرحته السعودية على الرئيس حسنى مبارك ، و تم رفضه ، لان الرئيس السابق كان يدرك بخبرته السياسية و دهائه الكبير أن هذا الجسر سيدمر مصر أخلاقيا و أمنيا و سياسيا ، فالوهابية السعودية تنتظر مثل هذا الجسر لتغرس أظافرها الوسخة في الجسم المصري لتصبح القاهرة منطقة صراع دامية بين فكر الإخوان التركي و فكر الوهابية السعودي ، أمنيا يشكل الجسر وجع رأس زائد للقوات الأمنية المصرية التي تعانى في مواجهتها الدموية للجماعات الإسلامية التابعة للإخوان ، أخلاقيا ، يصعب على أجهزة الأمن المنهكة التصدي و على الأقل مراقبة ما يجرى في علاقة بتجارة الجنس و بارتفاع معدل الزيجات المشبوهة إلى غير ذلك من تفرعات الملف الأخلاقي ، سياسيا ، يصعب على النظام رفع عينيه المذلولتين في وجه ملك و زعيم المافيا السعودية بعد أن تحولت مصر إلى نايت كلوب أو نادى ليلى تمارس فيه الدعارة و ذبح الفضيلة و انتهاك عرض الشعب المصري بجنيه و نصف و تعالى و بص .