kayhan.ir

رمز الخبر: 36129
تأريخ النشر : 2016April01 - 19:42

في باكستان.. الإرهاب تخطى كل الخطوط


عون هادي حسين

لم تمنع ترانيم الفصح المجيد، ولا أجراس الرحمة من أن تضرب يد الإرهاب باكستان مجدداً، وذلك عقب الفاجعة التي هزت الرأي العام الباكستاني عصر الأحد في حديقة "غلشن آباد" العامة في مدينة لاهور السياحية، لتحصد 74 مواطنًا مِن الأبرياء المدنيين، أكثريتهم من المسيحيين فيما يتلقى اكثر من 250 آخرين العلاج في مستشفيات المدينة.

هذا الحدثُ هز مضاجع المسؤولين في الحكومة وقيادة الجيش على حدٍّ سواء، فقد استدعت فاجعة بهذا الحجم النخبة والمهتمين بالرأي العام الباكستاني إلى إثارة أسئلة بحجم وطن.

أسئلة عادت بِذاكرتنا السياسية كباكستانيين ثلاثة عقود لنسأل عما حصدته باكستان من مساندتها للولايات المتحدة الامريكية في حربها ضد الاحتلال السوفياتي في أفغانستان غير تركة الإرهاب وقدّر محاربة الإرهاب، كأننا المقصود بقوله تعالى: " كتب عليكم القتال وهو كره لكم"؟ وعما جلبته لنا أموال البترو دولار الخليجية غير الفكر التكفيري الذي دمر فينا الانسان وحطم البنيان؟

لم تقف الأسئلة عند هذا الحد، ففاجعة بحجم ابرياء الفصح ألغت كل محذور وكل الخطوط الحمراء، فقد تجاوز الارهاب كل الخطوط، فمن حقنا أن نسأل ونسائل، على قاعدة "السؤال كُنْه المعرفة وأول الحقيقة".

إلى متى العداء مع الهند؟ وإلى متى الغرق بوحول أفغانستان؟ متى نعود لباكستان؟ متى يعود الإسلاميون في باكستان من سفر البحث عن وطن؟ أوَلم نبن باكستان لتكون دولة المسلمين في جنوب آسيا؟ فلماذا البحث عن الاسلام خارج جنوب آسيا؟!

وأسئلة اخرى كثيرة جريئة طرحت في الاعلام الباكستاني، لكن كل هذه الأسئلة لم تمحُ من ذاكرتنا صورة اشلاء أطفال بيشارو، ولا مشهد الزوار العائدين من المراقد المقدسة الذين ذبحوا لانتمائهم الديني، ولا بسمة أطفال حديقة غلشن آباد الفريحين بعيد الفصح، كفُسحة أمل وفرح من الله لعباده، ليستمروا، لكن حتى ما هو من الله سلبنا إياه الفكر التكفيري الوهابي المتطرف.

يرى مراقبون وجوب قراءة التفجير ووضعه في سياقه الصحيح، فالتفجير جاء بعد إلقاء باكستان القبض على ضابط استخبارات هندي في إقليم بلوتشستان، في باكستان، والتفجير وقع بمدينة لاهور الحدودية مع الهند. بينما يضع آخرون التفجير في سياق ردود الأفعال على إعدام القادري مؤخرا الذي اثار الأحزاب الاسلامية المستمرة في اعتصامهم لليوم الثالث، وقد قامت السلطات اليوم باعتقال المئات منهم.

في الخلاصة، من جديد يحصد الأبرياء ما زرعه صناع القرار، وباكستان توسع حربها ضد الارهاب، لتشمل العملية اقليم البنجاب الواسع بعد أن كانت محصورة في المناطق القبلية ومدينة كراتشي عاصمة السند، فباكستان كله في خطر، وها هو الإرهاب يتجرأ ويضرب البنجاب حيث العاصمة السياسية اسلام آباد والعاصمة العسكرية راولبندي.