kayhan.ir

رمز الخبر: 35547
تأريخ النشر : 2016March06 - 20:00

حزب الله ، هؤلاء الأقزام ، إذا أتتك مذمتي من ناقص….


أحمد الحباسى

لا يزال الشعب التونسي تحت مفعول الصدمة ، و لعلها من المرات القلائل التي ينتفض فيها المجتمع المدني بكل فئاته الفاعلة و المهمة للتعبير عن هول الصدمة و رفض هذا ” البيان” الخسيس الذي تبناه وزراء الداخلية العرب المجتمعون بتونس بتصنيف الحزب منظمة إرهابية ، و لعلها المرة الأولى بعد الثورة حين تهافت وزراء الحكومة على منابر التلفزيون الخاص و العام لمحاولة حفظ ماء الوجه و التنصل من هذه المعرة السعودية القذرة في حق الوجدان التونسي الموالى للمقاومة و لكل عناوينها المهمة و من بينها طبعا حزب الله ، و لان الموقــف الشعبي التونسي قد لامس القطيعة بينه و بين النظام فقد أصدرت وزارة الخارجية التونسية بيانا واضحا يلغى ” بيان” السعودية مذكرا بانجازات حزب الله و مساندته للقضية الفلسطينية في سابقة تعد الأولى منذ نشأة الحزب و إصرار السياسة التونسية على التعامل مع الدول لا غير .

تتوالى التسريبات بأن سماحة السيد حسن نصر الله سيخصص حيزا من الوقت لشكر الشعب التونسي على سرعة تفاعله مع هذا القرار السعودي القبيح و الغبي في آن واحد ، و حتى نتحدث بمنتهى الصراحة ، و نتمنى أن ينقل هذا لسماحة السيد ، فان تونس بكل مكوناتها ” ترفض ” هذا الشكر أو الامتنان أو الاعتراف بالجميل رفضا قطعيا و تدعو سماحة السيد إلى تخصيص وقته الثمين جدا إلى أهم القضايا العربية الملحة ، بل أن إصرار سماحته على موقفه سيزيد من إحساس هذا الشعب بالذنب تجاه المقاومة و يزيد من حالة الخجل التي أصابت كل مكونات المجتمع المدني بعد أن ارتكب وزير فاشل و خارج عن الوعي جريمة نكراء لا تغتفر في حق مكون لبناني يحتل مكانة لا تضاهى في قلوب التونسيين ، و لان سماحته يدرك ما قصدناه بالتلميح و التصريح خاصة و أن هذه الانتفاضة الشعبية العامة و العارمة قد سجلت بمنتهى الوضوح وقوف الشعب مع المقاومة فنتمنى من سماحته أن يكتفي ، إذا أصر ، بقبول هذا الاعتذار .

لن يسجل التاريخ على هذا الشعب أنه وقف ضد المقاومة و ضد حزب الله بالذات ، لن يسجل التاريخ أن هذا الشعب وقف في صف عملاء الخليج الفارسي مهما حاولوا الضغط عليه بلقمة العيش و هو يعانى تبعات ثورة مجنونة أنهكت الاقتصاد و فرضت عليه بعض التنازلات المؤلمة لبعض البنوك الأجنبية و لبعض الدول النفطية الهامشية مثل السعودية و الإمارات و قطر و البحرين ، و رغما عن شماتة دول الخليج الفارسي و قلة شهامتها فلن نركع و لن نتاجر بالمواقف المبدئية و ستبقى المقاومة هي العنوان الأبرز في سلم أولويات الوجدان التونسي و ستبقى سوريا اهد العناوين المهمة في تحديد بوصلة هذا الوجدان الرافض لكل ما هو خليجي و ما هو مال نفطي ، و لقد تعلمنا من الاستعمار أن ندفع ثمن الاستقلال و تعلمنا من حزب الله أن ندفع ثمن البقاء سويا في خانة المقاومة ، فهل ستقدر دويلات الموز الخليجية على تغيير بوصلتنا ببعض فتات الخبز و ريالات النفط .

و لأنهم أقزام و أنذال و عديمي حياء فقد أتوا لأنفسهم بمعرة أخرى رفضتها كل الشعوب العربية الحرة ، فهم إرهابيون و دول إرهاب ، و مع ذلك يتصرفون تصرف العاهرات الفاجرات ، و لأنهم بلا شرف فهم لا يعلمون الشرف و لا يفهمون قيمة الشرف بالنسبة لحزب الله ، و لأنهم بلا وفاء حتى لأنفسهم فهم لا يفهمون قيمة الوفاء بالنسبة لحزب الله ، و لأنهم يمارسون الإرهاب فهم لا يفهمون قيمة المقاومة و الدفاع عن الوطن و المقدسات بالنسبة لحزب الله ، و لأنهم جبناء و عملاء فهم لا يفهمون معنى الشجاعة و الشهامة بالنسبة لحزب الله ، و نحن نتحدى هذه الأنظمة القصديرية الفاشلة أن تنظم استفتاء شعبيا عربيا لتحدد الشعوب العربية موقفها و تجيب عن السؤال المطروح : من ستصنفه الشعوب العربية إرهابيا ؟ السعودية و بقية دول الخليج الفارسي و الأردن أم حزب الله و سوريا ؟ من ستصنفه الشعوب العربية خائنا و عميلا ؟ دول الخليج الفارسي أم حزب الله و سوريا ؟ من ستصنفه الشعوب العربية الحرة في خانة الصهاينة و خادمها ؟ السعودية أم حزب الله و سوريا ؟ ..هم يعلمون ” مكانتهم” في قلوب الشعوب العربية و يسيئهم رؤية ما يجمع الحزب بالشعوب العربية من مشاعر وجدانية مقدسة ، هم يعرفون أننا نكرههم و ننبذهم و لا نطيقهم ، هم يتوجهون لبعض الأنظمة لانتزاع "بيان” يتيم قبيح داسته المشاعر الشعبية التونسية و العربية في دقائق من الغضب العارم ، ما حدث في تونس هي عاصفة حزم تونسية أفشلت مشروع دولة الفشل الدائم ، و كل عام و هم في قمة الفشل.