السفير الروسي لدى طهران: ايران من أهم أولويات السياسة الخارجية لروسيا
طهران-فارس:-أكد سفير روسيا في طهران، أليكسي يوريفيتش ديدوف، ان ايران تُعدّ من أهم أولويات السياسة الخارجية لروسيا، مشيرا الى ان التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين وفق القوانين الدولية ولم يكن ولن يكون موجّهًا ضد مصالح أي دولة ثالثة.
وقال السفير الروسي في مقابلة اجرتها معه مراسلة وكالة فارس حول العلاقات بين ايران وروسيا: هذه العلاقات استراتيجية وذات أهمية استراتيجية. في 17 يناير/كانون الثاني 2025، وقّع رئيسا البلدين في روسيا معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا، ودخلت هذه المعاهدة حيز التنفيذ مؤخرًا.وعلى الرغم من الظروف المختلفة والتغيرات الأخيرة على الساحة الدولية، يُشدد رئيسا البلدين على أهمية تطبيق هذه المعاهدة، وقد أثبتت طبيعتها الاستراتيجية، ولن تتغير سياسات البلدين.
واضاف: إذا أردنا الحديث عن مجالات لم تُستغل بالكامل، للأسف، فهي المجال الاقتصادي، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى غياب البنية التحتية التجارية المناسبة وضعف وعي الجهات الفاعلة الاقتصادية بإمكانيات بعضها البعض. ومع ذلك، شهد كلا المجالين في السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا، بما في ذلك إنشاء آليات مالية ودفع فعّالة، والتحسين التدريجي لطرق نقل البضائع، ومن المتوقع تحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال.في 13 مايو/أيار من هذا العام، وفي إطار تكامل أنظمة الدفع الروسية "مير" وشبكة "شتاب" الإيرانية، أُقيم حفل إطلاق وقبول بطاقات "مير" في إيران. إضافةً إلى ذلك، تُشارك روسيا في تمويل بناء خط سكة حديد رشت-أستارا، ويتركز التدفق الرئيسي للبضائع في هذا المشروع في شبكة اللوجستيات السككية المتكاملة على الفرع الغربي لممر النقل الدولي "شمال-جنوب".
وتابع السفير الروسي: الإحصاءات الحالية تتغير، وحسب آخر الإحصاءات، لم يكن نمو التبادل التجاري الثنائي العام الماضي ١٣٪، بل أكثر من ذلك، إذ بلغ ١٦٪، وهو معدل ضئيل، وهو ما يرضينا تمامًا.نعتقد أن الدور الأهم في تقدم وتطور حجم التبادل التجاري بين البلدين تضطلع به اللجنة التجارية والاقتصادية المشتركة، التي عُقد آخر اجتماع لها في روسيا مطلع هذا العام.شهدنا خلال الأشهر الماضية من هذا العام نموًا جيدًا وملحوظًا في عملية زيادة التبادل التجاري، وبالطبع، يُسهم النشطاء الاقتصاديون ورجال الأعمال من البلدين ويلعبون دورًا هامًا في هذه العملية.
وحول التعاون العسكري والدفاعي قال السفير الروسي: برأيي، يكتسب نطاق التعاون بين البلدين أهمية بالغة. تتضمن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا بندًا منفصلًا حول نطاق التعاون، وتحدد جميع معاييره.أؤكد مجددًا أن هذا التعاون العسكري بين البلدين يُنفذ وفقًا للقواعد واللوائح الدولية، ولم ولن يتعارض أبدًا مع مصالح أي دولة ثالثة.*استعداد روسيا التام لتطبيع العلاقات الإيرانية الأمريكيةواردف السفير الروسي: نحن على دراية تامة بالوضع في مسار المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، ونحن على أتم الاستعداد لتطبيع العلاقات بين البلدين. وسنقدم الدعم والمساعدة إذا دعت الحاجة.
وحول آلية الزناد (سناب باك) قال السفير الروسي:نعتبر تفعيل الدول الغربية لآلية "سناب باك" (إعادة العمل بقرارات العقوبات التي أُلغيت على إيران) أمرًا غير مقبول وغير قانوني.لا نعتبر أن آلية الزناد قد فُعّلت، ونعتقد أن جميع أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، بما في ذلك القيود المنصوص عليها فيه، قد انتهت. جميع القيود الناجمة عن آلية "سناب باك" غير مقبولة لدينا.
ومضى يقول : أؤكد استعدادنا لمواصلة التعاون مع الجمهورية الإسلامية الايرانية استنادًا إلى أحكام معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا.
واضاف: كما تعلمون، كانت وساطة عُمان بين إيران واميركا فعّالة وإيجابية للغاية، وقد أعربت إيران أيضًا عن ارتياحها لوساطة عُمان، وقبل فترة، زار الممثل الخاص لعُمان إيران، وهو ما لاقى ترحيبًا على أعلى مستوى
.وأكدت روسيا مرارًا وتكرارًا التزامها بالحل الدبلوماسي والسياسي لجميع المشاكل والتوترات في عملية التفاوض، وتعلن استعدادها في هذا الصدد.وفيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين إيران وروسيا والصين، لدينا هذا التعاون وسنواصله، وهو تعاون وثيق للغاية. برأينا، هذا التعاون ممكنٌ ومجدٍ لمنع تشكيل لجنةٍ وهيئةٍ كهذه لإعادة القرارات التي أُلغيت سابقًا.